أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 15th November,2000العدد:10275الطبعةالاولـيالاربعاء 19 ,شعبان 1421

العالم اليوم

تأثير الانتخابات الأمريكية للعام 2000م على صنع القرار السياسي في المجتمع الدولي
الدكتور /فهد بن عبدالرحمن المليكي
هناك حزبان أساسيان يحكمان السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية، وبكل اختصار وإيجاز عن النظام السياسي الأمريكي المعمول به الوقت الحاضر,, أستطيع أن أذكر لمحة مختصرة جداً عن الأحزاب الأساسية والمعروفة في الانتخابات الأمريكية التي تحدث كل أربع سنوات.
1 الحزب الجمهوري:
إن هذا الحزب، يشكل حزبا جمهوريا منذ عام 1854م ويتمثل في الجماعات الاجتماعية المحافظة على القيم والتقاليد والقضاء على عمليات وأسلوب البيع والشراء للعبيد الرق في الجنوب وكذلك فتح باب مشاركة النساء في عمليات الاقتراح والانتخابات.
وفي عام 1860م انتخب إبراهام لنكولن كأول رئيس جمهوري للبلاد وقام الرئيس الجمهوري بتحرير جميع العبيد من العمليات التجارية والتسويقية، لهذا السبب اقترن اسم الحزب الجمهوري الأمريكي حزب مكافحة الرق، وقد تم إصدار قانون ينص على الحقوق المدنية مما أعطى المواطنين السود في أمريكا الحرية والتمتع بالمواطنة, وقد سيطر الحزب الجمهوري على البيت الأبيض فترة من الزمن خاصة في عام 1860م وعام 1932م, ومن كبار المشاهير المعروفين في تاريخ وسجلات الحزب الجمهوري الرئيس ثيودور روزفلت الذي كان من الرؤساء الجمهوريين المتقدمين خاصة مابين الفترة 1901-1909م.
2- الحزب الديمقراطي:
هو حزب ديمقراطي في أول عهده يمثل مزارعين وتجارا وحرفيين مع الاختلاف في الآراء حول السياسة والأيديولوجية, وقد تطور هذا الحزب عن طريق الجماعات العاملة في تنظيم المصالح العامة, ويضم الحزب اختلافات جغرافية إقليمية ديمقراطية، فهناك الديمقراطيون الجنوبيون وهم أكثر من محافظة والديمقراطيون الشماليون.
فالأحزاب السياسية الأمريكية منظمات تعمل وتحصل على تمويل ودعم مالي قوي عن طريق التبرعات السخية التي تجمع من جميع القطاعات والمؤسسات الحكومية والخاصة، فقد حصل حزب الجمهوريين بزعامة حاكم ولاية تكساس جورج دبليو بوش على تبرعات مالية ومبالغ تقدر ب 21,3 مليون دولار أمريكي .
ولكن جمع الديمقراطيون تبرعات مالية تقدر ب 26,5 مليون دولار أمريكي .
وقد تجمعت هذه الأموال الكبيرة من الدولارات الأمريكية عن طريق التبرعات المقدمة من الشركات الأمريكية الكبيرة ونقابات العمال.
وهدف هؤلاء المتبرعين هو تأسيس علاقات وروابط قوية مع صانعي القرار السياسي في الحكومة، ويعتبرون هذا التبرع نوعا من أنواع الاستثمارات الخاصة من اجل تكوين علاقات عامة سياسية واجتماعية مع المرشحين الناخبين.
ونجد أن وسائل الإعلام المسموعة والمكتوبة والمرئية والعلاقات العامة تعتبر من العناصر الفعالة والأدوات الأساسية المستخدمة في عمليات تخطيط البرامج والرسائل الإعلامية القوية والجيدة والمدروسة دراسة دقيقة وإرسال هذه الرسائل الإعلامية بكل حرص من اجل التأثير والحصول على نتائج ايجابية وتأييد من الشعب الأمريكي لصاحب الحملة الانتخابية المرشح.
فالمناظرات التلفزيونية والإذاعية بين كبار المرشحين الذين يشاركون في الانتخابات الرئاسية تعد عاملا من العوامل الرئيسية التي تؤثر على الرأي العام الأمريكي, فشبكات التليفزيونات الدولية فتحت ابوابها للانتخابات الأمريكية لعام 2000م واصبح هناك بما يسمى بالمشاهد الدولي الذي يراقب أحداث الانتخابات الأمريكية عبر القنوات الفضائية ويستقبل الرسائل الإعلامية الانتخابية باللغة التي يفهمها, من هذه العمليات الإعلامية اصبح العالم قرية صغيرة بسبب تطور تكنولوجيا وسائل الإعلام الدولية، فجميع الشعوب العربية والإسلامية والغربية والتي تسكن في هذه الكرة الأرضية سوف تراقب وتشاهد أحداث وفعاليات ونشاطات الانتخابات الأمريكية على الهواء مباشرة عبر الاقمار الصناعية.
ولا ننسى,, أساليب وطرق الدعاية والإعلانات الإعلامية التي تعتبر من صميم عمل الحملات الانتخابية السياسية في الانتخابات الأمريكية، حيث انها سيطرت على الحملات الانتخابية الإعلامية الدعائية واستولت على مكان حيز ومؤثر مباشر على الرأي العام الأمريكي خلال الانتخابات والناخبين والمرشحين.
ومن خلال مراقبتي للتطورات الانتخابية عبر وسائل الإعلام التي تبثها محطات التليفزيونات العربية والأجنبية،,,, أتوقع الفوز والترشيح للرئاسة السيد جورج دبليو بوش الذي سوف يكون الرئيس الأمريكي الجديد.
والسبب هو أن الشعب الأمريكي يحب التغيير فالحزب الديمقراطي مضى عليه 8 سنوات والرأي العام الأمريكي يحتاج إلى حزب جديد يختلف عن الديمقراطية والحزب البديل هو الحزب الجمهوري برئاسة جورج بوش .
طبعاً,, هناك اهتمام دولي بالسياسة الأمريكية الداخلية والخارجية، لأن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر الدولة العظمى والوحيدة في العالم خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، فالعالم ينظر وينتظر نتائج الانتخابات.
مثال على ذلك,, إخواننا الفلسطينيون من اشد الحريصين على نتائج الانتخابات، ورغبتهم في انتخاب رئيس أمريكي يساعدهم على حل وضعهم الحالي بالطرق السليمة العادلة واسترجاع حقوقهم الوطنية, لأن القضية الفلسطينية اصبحت ورقة مساومة استخدمها الناخبون والمرشحون من اجل الدعاية السياسية وكسب رضى اللوبي الصهيوني في أمريكا, فقد تحدث الناخبون والمرشحون في خطاباتهم عن هذه القضية ومشكلة الشرق الأوسط فقد كثرت الوعود على حساب القضية العربية من خلال الاحتفالات والمناسبات السياسية والمؤتمرات القومية المتمثلة في الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي.
وكذلك,, هناك عدة قضايا دولية متعلقة تنتظر نتائج الانتخابات الأمريكية وهذه القضايا تعمل تحت مظلة هيئة الأمم المتحدة, إذن يجب أن نعترف,, بأن الانتخابات الأمريكية تلعب دوراً هاما ومؤثرا في جميع القضايا والمشاكل الدولية,, إذن نحن نعلم بأن الولايات المتحدة تعتبر بوليسا دوليا من أجل استقرار وأمن المجتمع الدولي.

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved