|
| عزيزتـي الجزيرة
ان الشيء الغريب والعجيب ان ينشأ اجيالنا ويشبّوا على صورة خاطئة عن المسجد الأقصى وترتسم في اذهانهم صورة مسجد قبة الصخرة الذي روّج له اليهود وتناقلته وسائل الإعلام حتى اصبح الطفل في المدرسة والطالب في الثانوية وكذلك في الجامعة عندما يذكر الأقصى لا يجتمع في ذهنه ويتكون في ذاكرته سوى هذه القبة الخضراء وهي قبة مسجد الصخرة,, وهذه مشكلة كبيرة ومصيبة لابد من الاحتياط لها والتنبيه عليها لان المسجد الأقصى مقدس من مقدساتنا وثالث الحرمين وجزء مهم من تاريخنا المقدس,, وهو سبب الحرب الدائرة والحاسمة بيننا وبين الصهاينة فكيف نصيح وننادي ونقدم انفسنا دفاعاً عن هذا المظهر المقدس وتجري الدماء وتسيح في الاراضي الفلسطينية من الشهداء الذين قدموا أغلى ما يملكون وهو الروح دفاعاً عن هذه البقعة الطاهرة المسجد الأقصى، ونحن لا نعرف المسجد الأقصى حقيقة ولم تتضح صورته ولم ترتسم في مخيلتنا بل الصورة التي ثبتت واستمرت معنا اعواما طويلة هي صورة مسجد قبة الصخرة,, كيف نصرخ في وجه الهيود ونطالب بحقوقنا المقدسة التاريخية ونحن نجهل هذا المقدس ويغيب عنا هذا التاريخ,, واليهود عندما روّجوا ونشروا هذه الصورة كان الهدف من ورائها محو وتضييع صورة المسجد الأقصى من الاذهان الإسلامية والعربية حتى تسهل عملية تنفيذ المشروع الاستهدامي وهو هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم والذي يسمونه حائط المبكى لان هذا الحائط في نظرهم هو آخر ما تبقى من الهيكل,, والمسمى الحقيقي والصحيح عندنا هو حائط البراق الذي ربط إليه الرسول صلى الله عليه وسلم دابة البراق عند دخوله المسجد الأقصى المبارك,, ولكن اليهود كعادتهم في طمس الحقائق وخلط الأمور وكذبهم وضلالهم وتزويرهم يصرون على انه حائط المبكى وهو جزء من الهيكل.
ومن أجل التوضيح وزيادة في نشر الصورة الحقيقية فان المسجد الأقصى يقع تحت الرواق الاوسط وقد بناه الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان وهو البناء الحالي إلا ان مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية قامت بترميمه وافتتاحه لمصليه بعد عشرات السنوات من الإغلاق والمسجد الأقصى المبارك هو كل شيء داخل الاسوار ومبنى قبة الصخرة ما هو إلا مسجد من المساجد والمصليات والمعالم الكثيرة التي تكون المسجد الاقصى المبارك وقد بناه بهذا الاسلوب الزخرفي الجميل الخليفة عبدالملك بن مروان الذي خصص له خراج مصر سبع سنوات حتى ظهر بهذه الصورة الرائعة الجميلة وسمي بقبة الصخرة لانه يحيط بالصخرة المشرفة التي عُرج برسولنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم منها الى السموات العلى,.
ومن داخل المسجد الأقصى المبارك أي من داخل اسواره هناك المصلى المرواني الذي رممته مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية وافتتحته للصلاة في صيف 1998م وقد حاول اليهود الاستيلاء على هذا المصلى إلا ان تنظيفه وترميمه وعمارته حالت دون ذلك زيارة شارون الاستفزازية كانت مخصصة لزيارة المصلى المرواني لان اليهود يريدون ان يبنوا فيه الهيكل ليكون مدخلاً لهيكلهم المزعوم.
خالد عبدالعزيز الحماد بريدة
|
|
|
|
|
