| عزيزتـي الجزيرة
تصور صبياً في العاشرة من عمره يجهش في البكاء ويرتعد خوفاً وهلعاً، ليس لأنه جائع ولا لأن أحداً أوسعه ضرباً، وإنما لأنه يرى الرصاص يحوم حوله، وهو لا يملك حجراً يدافع به عن نفسه.
لو كل كلب عوى القمته حجراً لأصبح الصخر مثقالا بدينار |
ويحتمي هذا الابن بأبيه ويستنجد به ليحميه من هذا الرصاص الغادر لكي يعود إلى بيته والى دفتر واجباته الذي تركه على طاولته.
ولم يجد الأب بداً من أن يحتضن ابنه بيديه، ويرفع يده من أجل الرفق به، لكنه أمام قلوب قاسية كالحجارة، بل أشد قسوة، لتخترق الرصاصات الغاشمة جسد الصبي، ذي العشرة الأعوام، ليموت في حضن والده ولم يسلم والده من باقي الرصاص.
مشهد مؤثر ومؤلم ومخجل ومحزن.
تصور ابناً يموت في حضن والده، ليس من مرض ولا عاهة ولكنه من رصاص غادر.
تصور أباً ينافح عن ابنه ويحتضنه ليموت بين يديه ولم يسلم هو الآخر من الرصاص الغاشم.
ذلك هو مشهد حقيقي وليس خياليا لمحمد الدرة، وابيه جمال الدرة حقا انك درة يا محمد ولكن اليهود لا يعرفون الدرر ولا يعطونها قيمة ولا وزنا.
صورة محمد وهو يرتمي في حضن ابيه المجروح ميتاً لم تفلق مشاعرنا فحسب بل اجرت مآقينا، وكادت تفقدنا التوازن، لست انت فقط يا جمال الذي اصبت بغيبوبة وانت ترى ابنك يسقط في حضنك صريعا بل نحن معك نلملم بقايا انفسنا لكي لا تتساقط ها نحن نكتب والدموع تسابق الحروف.
ان الشوكة التي يشتاكها محمد ومن في سنه لتؤلمنا فكيف بالرصاص,,, وبمثل هذا المشهد المقلق، المزعج يفقد الانسان عزيزا لديه فيصاب بالحزن عدة ايام بيد ان الحزن للدرة دام.
اليهود تجمدت الرحمة في دمائهم لا يألون في مؤمن إلا ولا ذمة.
تسلم سارة وهي في المهد صبية من رصاصهم ولم يسلم محمد ابو عاصي ابن الاثني عشر ربيعا اذ اخترقت صدره البريء رصاصات العدو الاسرائيلي ولا سامي ابو جابر ذو التسعة اعوام خرج من المدرسة وعلى ظهره شنطته التي تحوي كراساته واقلامه وفي الطريق الى البيت جاءت الرصاصات الاسرائيلية لتخترق جسد سامي.
اليهود يحملون كل خبث وهم وراء كل جريمة.
وهم يسعون بكل وسيلة ممكنة لهدم هذا الكون وتحطيم الامم والحكومات والشعوب عامة والاسلامية خاصة لما يحملون على العالم وبالذات المسلمين من احقاد على مر العصور، فهم يعتقدون انهم شعب الله المختار بل هم الشعب المحتار ويعتقدون انهم جنس نادر يجب ان يستمر والعالم ينقرض او ان يسودوا العالم.
دائما يعيثون في الارض فسادا ذكرهم القرآن الكريم في خمسين سورة وتحدثت آيات القرآن عن اساليبهم الماكرة ومواقفهم الخادعة حتى مع انبيائهم وندد القرآن بهم وبتمردهم وخداعهم وفكرهم واستكبارهم.
اليهود دائما مختلفون ومتفرقون الا في الخداع والمكر، في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم اعتدوا على امرأة مسلمة وشدوا ثوبها فاستنجدت فهب مسلم وقتل اليهودي وقام يهودي وقتل المسلم وبهذا العمل العدواني نقضوا المعاهدة فأخرجهم الرسول صلى الله عليه وسلم من المدينة.
ومن عداوة اليهود انهم حاولوا اغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم بإلقاء صخرة عليه من اعلى لكن ارادة الله انقذته واعلمه جبريل بذلك.
ولقد حاول اليهود تارة اخرى باغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما اهدوا اليه شاة مسمومة ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم سلم منها.
واذا كان هذا تخطيط ماضيهم فماذا يعد لنا الحاضرون واذا آمنوا العقوبة اساؤوا الادب.
لتجدن اشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود .
وهل تعجز امة المليار مسلم عن هزيمة شرذمة قليلة!!!
سليمان بن إبراهيم الفندي
|
|
|
|
|