| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعمل جميع الدول المتقدمة في شتى الأنحاء على تأهيل الكوادر العلمية البشرية التي تعد لتكون رافداً لنهضتها العلمية خصوصاً مع تسارع تداعيات الثورة العلمية في قرية العالم الصغيرة التي تستوجب اعداد هذه الكوادر البشرية وتطويرها بما يتلاءم مع متطلبات رسم الخطوط الحضارية العريضة لهذه المجتمعات وتعمل على مسايرة الواقع المعاش وتلقين الأجيال الصاعدة خبرات هذه العقول البارعة في مجالاتها العلمية والفكرية والجميع يسمع بين الحين والآخر النبوغ الغربي في كافة الأجنحة العلمية وغيرها مبرهنين على أهمية اعداد العقل بما يعود عليه وعلى مجتمعه بالنفع حتى وصل الأمر إلى حد احتكار النجاحات لبعض الدول في مجالات معينة هي في ذات الوقت سر تسيدها لمجال ما.
والعرب وهم الفئة التي أنجبت وتنجب من العلماء في مختلف العلوم ما كان كفيلاً بأن يعلي كعب الأمة في مختلف العلوم بما تحويه عقول مفكريهم وعلمائهم من استنارة وتفتح وحرص على الاستزادة بما يجد وحرص الجامعات على توفير المجالات التي تسهم في تطور العلم وعلمائه وبروزهم وحتى العمل على أن تعود خبراتهم لمجتمعاتهم واستمرارهم في دعم معاقل العلم ولكن الحاصل من التساهل في تسرب العقول وهجرتها إلى الغرب تعد ضربه لكل ما يقدم من الامكانات لذا من الواجب التوقف ودراسة المدى التأثيري من فقدان هؤلاء العلماء واستفادة الدول الغربية من العقل العربي المدرب والمعد لخدمة مجتمعه وأمته وخلو أروقة الجامعة من العقل النير في مجال ما مما يستدعى البحث عن بديل غربي قد لا يتلاءم مع متطلبات المجتمعات العربية لذلك فإن الحاجة تبقى لتوطين العقول العربية المتميزة وتوفير كل ما يلزم لذلك بل والعمل على استدعاء العقول المهاجرة فالأمة في أمس الحاجة لعقول علمائها ومفكريها فليس كل الدارسين في الجامعات عباقرة ونوابغ خصوصاً مع تزايد بون الثورة العلمية والفكرية في عالم يسوده من يقدر العقل الممارس والعبقرية العلمية وفي مجلس الجامعات العربية يمكن الحديث بإسهاب عن البحث في السبل الكفيلة لذلك وتعميق الدور الذي يحفظ للجامعات حقها في العقول التي تبنتها على مدى سنوات دراستها.
فقد أنجبت الجامعة العربية العديد من نوابغ الطب والفيزياء والكيمياء والرياضيات على خلفية فطاحلة العلماء الأوائل وحتى مفكري ومثقفي العرب لم يسلموا من الهجرة إلى الغرب والسؤال التالي للمتتبع لهذه الهجرة ما الذي ينشده العلماء العرب والأساتذة من الهجرة إلى الخارج؟ وهذا السؤال يرد عليه المهاجرون أنفسهم ولكن ما الذي يلزم لتوطين العقل بعد النبوغ في أروقة الجامعات العربية هذا يحتاج لإجابة الجامعات وما الذي يدور في أروقتها وهل المناخ ملائم للمزيد من العباقرة والمتميزين؟
ولأن الحاجة مستمرة للمزيد منهم فالحاجة مستمرة لبحث محاولة التوطين بل واعادة المهاجرين، فالأمة في طور النهوض ومواكبة النقلة الحضارية العالمية، وحتى لا يكون دور الجامعات العربية تصدير العباقرة إلى الغرب فينضب معينها ويتبعه ضياع حق المواطنة والمشاركة للفرد المتعلم في بناء مجتمعه لابد من التمعن في انعكاسات ذلك على فكر وثقافة الأمة وتوخي الحرص في عملية التلقين للجيل القادم.
والأخذ بعين الاعتبار فتح المزيد من القنوات الإبداعية وتبني سياسات جذب الاستثمار الفكري للمجتمعات العربية وتهيئة الظروف والمناخ الذي يكفل بقاء الناتج من العقل العربي في معقله والحذر من وخامة التساهل في ذلك فمن لمن في زمن يعم فيه السيء ويخص فيه الجيد بعيداً عن التعيير والتقييس لمفردات نتاج العقل العربي الذي أمسى يصب في غير خانته.
والله الموفق
محمد بن سعود الزويد الرياض
|
|
|
|
|