| الاقتصادية
* الجبيل علي عبدالستار محمد بن هلال عيسى الخاطر
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني افتتح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية مؤتمر المشاريع العملاقة العالمي الذي تنظمه الهيئة الملكية للجبيل وينبع بالتعاون مع الاتحاد الدولي للتنمية بالجبيل الصناعية وبحضور رئيس الهيئة الملكية بالنيابة سمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود ومحافظ الهيئة العامة للاستثمار صاحب السمو الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي آل سعود وحضور عدد من الوزراء ورجال الأعمال والمهتمين بالاستثمار من داخل المملكة وخارجها .
وقد بدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم بعد ذلك القى صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية بالانابة كلمة جاء فيها.
كلمة رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع بالنيابة سمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان
يطيب لي أن أرحب بكم في مدينة الجبيل الصناعية، رافعاً أسمى آيات الشكر والامتنان لمقام سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني لتفضله بانابة سموكم في افتتاح هذا المؤتمر .
كما أشكر لكم يا صاحب السمو تشريفكم لنا بالحضور والالتقاء بنخبة من الخبراء في قطاع الصناعة والاقتصاد والاستثمار من داخل المملكة وخارجها في هذا المؤتمر الذي نعلق عليه آمالاً كثيرة نحو فتح المزيد من القنوات الاستثمارية، سيما وان بلادنا تشهد نمواً مزدهراً في مختلف المجالات، وخصوصاً فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاستثمارية، وانشاء الهيئات والمؤسسات الراعية لتلك الأنشطة وسن الأنظمة والقوانين التي تكفل لها النجاح بإذن الله.
انه لمن دواعي سرورنا أن تستضيف المملكة العربية السعودية ممثلة في الهيئة الملكية للجبيل وينبع فعاليات مؤتمر آفاق الاستثمار في القرن الحادي والعشرين وأن نلتقي خلال فعالياته بهذا الجمع المميز من الخبراء في قطاع الصناعة والاقتصاد والاستثمار من داخل المملكة وخارجها لبحث آفاق جديدة للاستثمار من قبل الشركات العالمية المشاركة في المؤتمر وما وصلت اليه من تقنيات حديثة.
أيها الأخوة: لقد حقق الاقتصاد الوطني السعودي نمواً كبيراً مكنه من الصمود أمام العديد من الهزات التي واجهت الاقتصاد العالمي كما انه استطاع أن يتخطى الكثير من الصعاب بفضل الله ثم بفضل الخطط الاستراتيجية المدروسة التي انتهجتها المملكة في مجال التصنيع.
وأضاف سموه ان هذه القلعة العملاقة التي تحتضنكم اليوم تفخر بما تحتويه من منشآت صناعية متطورة ومرافق سياحية جذابة وبيئة نقية نالت على اثرها جوائز عديدة منها جائزة أفضل مدينة عربية في التشجير والبستنة وجائزة ساساكاو في مجال المحافظة على البيئة.
واستطرد قائلاً: لقد عملت الدولة على تهيئة البنية التحتية والخدمات الأخرى في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين لاستقطاب رؤوس الأموال المحلية والأجنبية لاستثمارها في الأنشطة المختلفة وبخاصة الاستثمار الصناعي مستفيدة من توفر المواد الخام ووجود المرافق المتكاملة من مواني ومطارات وخدمات متميزة مما يساهم في تنمية وتنويع مصادر الدخل وتنمية وتطوير قدرات المواطن السعودي وتفعيل دوره في حركة التنمية الشاملة واتاحة الفرصة للقطاع الخاص في المساهمة في تنمية عجلة الاقتصاد الوطني واكتساب الخبرات.
ولا يسعني في هذا المقام الا أن أكرر شكري لكم يا صاحب السمو على دعمكم الدائم للهيئة الملكية كما انني أنتهز هذه المناسبة لأعبر عن شكري الجزيل لأخي صاحب السمو الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي آل سعود محافظ الهيئة العامة للاستثمار ازاء الجهود الكبيرة التي بذلها أثناء رئاسة سموه للهيئة الملكية, كما أشكر لكم أيها الضيوف الكرام تلبيتكم دعوتنا بالحضور والمشاركة والشكر موصول للاتحاد الدولي للتنمية ولكل الجهات الداعمة والمشاركة ولا يفوتني أن أنوه هنا بالجهود الطيبة التي بذلها سعادة مدير عام الهيئة الملكية بالجبيل وزملاؤه في الاعداد والترتيب لاستضافة هذا المؤتمر المهم.
بعد ذلك القى السيد ماكنلي كونواي مؤسس ورئيس مجلس ادارة الاتحاد الدولي للتنمية كلمة ذكر فيها اننا على قناعة تامة بأن مدينة الجبيل الصناعية، بوجه خاص، هي الاختيار الأمثل لعقد هذا المؤتمر, كما اننا نعلم بالتأكيد الانجازات العظيمة التي سجلها العالم العربي في التاريخ على مر العصور, لقد رأينا الأعمال الهندسية العظيمة والجسور والقنوات المائية ومشروعات البنية التحتية التي أنشأها العرب المبدعون في منطقة الهلال الأعظم التي تمتد من جنوب آسيا والشرق الأوسط عبر حوض البحر الأبيض المتوسط حتى المحيط الأطلنطي.
ان الضيوف المجتمعين في هذا الملتقى يمثلون بحق سكان العالم بأسره، فبرغم قلة عددهم نسبة الى تعدادالعالم الهائل الا انهم يمثلون صفوة على جانب كبير من الأهمية والتأثير, ان هؤلاء الذين يحلمون بتحقيق الانجازات الضخمة ويخططون وينفذون المشروعات العالمية العملاقة هم بلا شك من أندر الموارد البشرية التي تسهم في تطور الحضارة الانسانية ورفاهية الجنس البشري.
ولا يفوتنا أن نتذكر في اجتماعنا هذا اننا نعيش ونعمل في حقبة تتميز بالتغير السريع والمتلاحق, فالمشروعات الضخمة الجديدة تبرز الى الوجود باستمرار في شتى أنحاء العالم, لقد أحصينا ما يزيد على ألفي مشروع من هذا النوع تزيد تكلفتها على مليار دولار, واستطعنا من خلال دراسات سابقة أن نصنف هذه المشروعات حسب مراحل تنفيذها ووجدنا أن ثلثها تقريباً في مرحلة الدراسة أو البحث والثلث الآخر في مرحلة التخطيط وتحليل الجدوى بينما الثلث الأخير في مرحلة التنفيذ والانشاء.
وفي هذا الأسبوع سنستمع الى عدة أفكار أخرى تشحذ الفكر الانساني وتحثه على الابداع, ويمكن لبعضها أن يصبح مشروعات عملاقة تغير شكل العالم الذي نعيش فيه, ولكن هناك تساؤل، لماذا هذا التركيز على المشروعات واسعة النطاق التي تحتاج الى تكاليف باهظة وتنطوي على تقنيات معقدة وتثير قضايا بيئية متباينة.
يمكننا أن نرد قائلين ان المشروعات العملاقة سوف تعزز من اقتصاد بلادنا، وتوفر وظائف جديدة وانها ستحقق عجائب جديدة تذهل البشر وتبعث فيهم روحاً جديدة؟.
وباختصار، فان المملكة العربية السعودية تمتلك قاعدة اقتصادية عظيمة وراسخة يمكن أن تنطلق منها, دعونا نتأمل أحد تلك الامكانيات فقط: ان المملكة العربية السعودية تتصدر العالم في بناء مرافق تحلية المياه المالحة كما انها تستطيع بل وينبغي لها أن تكون في طليعة البلدان التي تقوم بتخطيط وتمويل وانشاء المرافق الكبيرة الجديدة لاحياء الصحاري في كافة أرجاء المعمورة مثل صحراء أتاكاما في أمريكا الجنوبية وصحراء سونورا في المكسيك، والصحراء الكبرى في أفريقيا, بل تأملوا ما يمكن أن تفعله اقامة محطة واحدة من هذا النوع لأهالي مدينة غزة بفلسطين.
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية كلمة شرف بها المؤتمر قال فيها: يسرني نيابة عن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني أن أكون معكم في هذا المساء المبارك,, وفي هذا الحدث الاقتصادي الكبير,, الذي تسعد باستضافته احدى مدن المملكة العربية السعودية الفتية والتي أصبحت علامة بارزة في بلادنا,, ترمز لقوة ومتانة الصناعة الحقيقية,, مدينة الجبيل الصناعية التي استطاعت أن تحقق قدرة تنموية عملاقة خلال فترة وجيزة لا تتعدى الخمسة والعشرين عاماً بفضل من الله ثم بدعم حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين وجهود أبنائها المخلصين.
أيها الأخوة: لقد كان لزاماً على المملكة أن تواكب المتغيرات الاقتصادية في العالم وما تفرضه احتياجات العولمة من أجل أن نساير الركب وأن نكون في مصاف من يسيروا في هذا الاتجاه حتى لا تواجهنا صعوبات التأخير والتخلف عن موكب الاقتصاد العالمي الجديد ومتطلباته المتلاحقة والمتغيرة.
ولهذا الغرض تبنت حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين استراتيجيات شاملة للاصلاح الاقتصادي كان في مقدمتها انشاء المجلس الأعلى لشؤون البترول والمعادن برئاسة مولاي خادم الحرمين الشريفين والمجلس الاقتصادي الأعلى وما انبثق عنه من هيئات عليا برئاسة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني يحفظه الله والهيئة العليا للسياحة برئاسة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام يحفظه الله واقرار أنظمة جديدة للاستثمار ونظام تملك العقار لغير السعوديين.
وأضاف سموه كما تعلمون انه تم اقرار نظام الاستثمار الأجنبي في المملكة ودعوة كبار رؤوساء الشركات العالمية بصفة عامة وشركات الغاز والبترول بصفة خاصة لدعم التصنيع في هذا المجال مما يشير الى ان المستقبل الصناعي للمملكة سيكون أكثر اشراقة وازدهارا وقوة ومتانة.
وفي الختام أشكر محافظ الهيئة العامة للاستثمار سمو الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي وسمو رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع بالنيابة الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان ومدير عام الهيئة الملكية بالجبيل الدكتور جاسم الأنصاري وجميع من ساهم في اقامة وانجاح هذا المؤتمر.
كما أشكر الاتحاد الدولي للتنمية وجميع المتحدثين في هذا المؤتمر من وزراء وخبراء ومسؤولين والداعمين لهذا المؤتمر داعياً الله عز وجل أن يكلل هذا المؤتمر بالنجاح والتوفيق وأن يحفظ لنا قائد مسيرتنا مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني.
بعدها قام سمو أمير المنطقة الشرقية بالاطلاع على معرض الشركات المشاركة في المؤتمر واستمع لشرح على اللوحات التوضيحية عن نشاط تلك الشركات في العديد من المجالات الصناعية المختلفة.
ثم توجه سموه الى قاعة المعارض التابعة للهيئة وتجول في المعرض شاهد خلالها العديد من الصور التي توضح الزيارات لمشروعات الهيئة والمدينة السكنية والمرافق التابعة للمشروعات بمدينة الجبيل الصناعية.
اثر ذلك تجول سموه في معرض الفن التشكيلي ثم شرف حفل العشاء الذي أقيم تكريماً لسموه بهذه المناسبة.
وقد حضر الحفل صاحب السمو الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالرحمن وصاحب السمو الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي محافظة الهيئة العامة للاستثمار وصاحب السمو الأمير مشاري بن عبدالله بن مساعد ومعالي وزير الصناعة والكهرباء الدكتور هاشم عبدالله يماني ومعالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس المؤسسة العامة للمواني الدكتور عبدالعزيز المانع والدكتور فهد بالغنيم والمهندس عبدالعزيز بن عبدالله الزامل وأمين مدينة الدمام المهندس ابراهيم بن سليمان بالغنيم ومدير شرطة المنطقة الشرقية بالنيابة اللواء ناصر الناصر وعدد من المسؤولين.
|
|
|
|
|