| مقـالات
(1)
الماءُ لا يعنيه لون ُالسراب ,. والغيمُ لا يخفيه شكلُ الضباب ,. نحن بلا معنى إذا قادنا نحو العُلا من أشغلته الرباب ,. نحن بلا مبنى إذا صوّحت غراسنا فهي هباء يباب مَن رام جهلاً أو رماه الهوى قفد رأى الدّوح شبيهَ الخراب,. حياتُنا يا صاحبي لمحة ومن وعى لم يستكن للرِّغاب,. عِش ان تشأ فالعزُّ لا ينحني لمن أذلّته كسور الحساب,. |
***
(2)
** مَن يفضحُ عيوبي أمام الآخرين هو سيِّدي وإن كان خادمي,.
غوته
***
الحقيقةُ عاريةٌ لكنها لا تثير الرجال,.
جان كوكتو
***
عرفتُ: دمي رحمٌ للزمان
وفي شفتيَّ مخاضُ الحقيقة,,أدونيس
***
(3)
** كانت من أجمل النساء,, وربما هي أشجعُهنّ :
* أحمل رأساً قد سئمتُ حَملَهُ,.
وقد مللتُ دهنَه وغسلَهُ,.
ألا فتىً يحمل عني ثقلهُ,.
** واستعدنا مع أمِّ حكيم أمّهاتٍ أَخَرَ أخلصنَ لما رأينه قضايا تستحقُّ المقايضة بالحياة ,.
ألا إن وجهاً حَسَّن الله خَلَقهُ لأجدر أن يُلفى به الحسنُ جامعا |
** وكما أكرمت أم حكيم أحد الرموز المهمة في معسكر قطريّ بن الفجاءة جِرمَها ان يناله أحد الأشكال الذكريّة الفارغة، فقد تكررت بها حكايات خديجةَ وعائشةَ وأسماءَ وفاطمة رضي الله عنهن ومليكة الشيباني وليلى بنت طريف و جميلة بو حريد وليلى خالد وغيرهن ممّن تجاوزن حدودهن الأنثوية إلى آفاق الفعلِ الإنساني في إطار المشروعية المجتمعية التي تقرر وفقاً لمعايير خاصة مسافاتِ ومساحاتِ الامتداد والارتداد,,!
** هؤلاءِ نساءٌ ,, وأمامَنا غيرُهنَّ يماثِلنهنَّ أو يضادِدنهنّ ,, ويجثون جميعاً تحت مظلة واحدة حين تختلطُ القيم فلا يميزُ القادر عن العاثر ,,! وهذا مجردُ مثل عابر ,, ربما قادَنا إلى مدارِ هذا المقال حين تتشابكُ عوامل الفرز والتحليل , فلا ندري أين يكمنُ الحق,,؟
أو من أين تنبعُ الحقيقة,,؟!
***
(4)
** الحوارُ معهم مختلفٌ كاختلافِهم,,!
** يسمون أنفسهم تنويريين ,, ويَصِمُون سواهم بالظلاميّين ، وينعون عليهم أُحاديَّة الفكر والتوجُّه ، ويرفضون الجمودَ والتفرد ,,!
** لهم مشيئتُهم كما لسواهم لولا أن شهابَ الدين أسوأُ من أخيه ، ومن انتقد نُقد,, ومَن اتَّهم اتُّهِم,,!
** سأل بعضَهم بفتح الضاد صاحبُكم بضم الباء في لقاء خاص مغلق يفترضُ فيه قول الحق فلا مزايدةَ ولا تخوف:
* أفئِذا تبدلت المواقعُ ، وملكتُم ما يملكون، فما عساكم صانعين,,؟
** ولم يترددوا في التأكيد على إسكات أصواتِ أولئك فلا مجال لإعتامٍ داخل وسائط إعلامهم,,!
** هكذا إذن ، والقضيّة ,, كما تبدو تربةٌ خصبةٌ لتربيةٍ ضيِّقةٍ ترى تحتَ أقدامِها، ولا تستطيعُ قراءة الإشارات والتحولات ، ولا تفهمُ لغة الخلاف والاختلاف ، ويظلُّ التخبيطُ سائداً لدى هؤلاء ، كما هو لدى أولئك ، وكما النساء يجيءُ الرجال فلا فرقُ بين وعيهم وعيِّهم ، أو بينَ ثائرهم و سادرهم ، والمؤدى تبديلٌ في المواجهة ، أو تغييرٌ للطَّواقي ، أو تلاعبٌ في الأشكال ,,!
***
(5)
** قد تُضيفون إلى النموذجين السابقين نموذجاً آخر يُزايد على كل رأي بما يخدم مصلحتَه ، فيقاس النجاحُ أو الفشلُ ، بمقدار ما يتوافق الناتج معَ المكاسبِ ، وسواء اتجهنا أماماً أو درنا إلى الخلف فإن هؤلاءِ يحددون جِهاتهم الأصلية أو الفرعية بمقاييس لم يعرفها الراسخون في فقه الاجتهادِ المبني على اتجاهاتِ الحقائق والوثائق والمصالح العامة,,!
** تود الوصول معهم إلى ما يشاءون فلا تقدر لأنهم يتحركون بسرعةٍ منحرفين من الجنوب إلى الشمال ، ومن الغرب إلى الشرق تبعاً لمتغيرات القوةِ والنفوذِ والتأثير ومدخلات ومخرجات الأنا المؤطَّرة بخطوط هلامية تتكئ على الأرقامِ المجردة,,!
***
(6)
** حين أمتدحكُ فأنا صديقك، وإذ أنتقدك فأنا متحيِّزٌ ، تائه ، إفرازٌ لعوامل خارجيَّة تأجُرك فتنقاد معها لتقول ما لم يُقل,,!
** هكذا نحن أفراداً، أو نموذجاً جديداً يتجاوز الملامح المحدودة إلى صورٍ أشملَ تتهم الوسائل المختلفة التي تعطي رأيها متجرداً بالارتماء في أوساط الاعداء والحاقدين ,,!
** نبحث عن التصفيق ونجده، ثم لا نكتفي به، بل نطلب من الجميع ان ينضموا إلى الجوقة ، وفي العرف أنها فرقةٌ لا تمتدُّ مكوناتُها، أو جمعٌ من البشر لم يشهد التاريخ بكل أمدائِه زيادتهم عدداً ، مُفسحاً لسواهم منالجوقات ان يُطبِّلوا لراقصيهم، وآذناً في حكمه ومحاكماته للمتفرجين المحايدين أن يعبِّروا بأصالةٍ وحريَّة، عن مقادير المَيل والتمايل ، وأسباب التطاول والتجاهل ونقاط الحقيقة والتحايل ,,!
** مشكلةُ هؤلاء أنهم يلبسونَ ثيابَ الموضوعية والنزاهة ، حتى اذا وجدوا ما يُكدِّرُ مصالحَهم أو ما ينشد سلبياتِهم بدءوا في قذف الحجارة مؤمنين بأن منَ ليس معهم ضدٌّ وعدوٌّ لهم، وحسبك من نزاهةٍ اقتصارُها على استماع المناقب وإغفال المثالب ,,!
***
(7)
تلك بعضٌ من نماذجَ ثقافيَّة كثيرةٍ تتفق في خلط المقدمات مع النتائج ، وعدم التفريق بين الصحيح والخاطئ ، وتوحيد حسابات الأرباح والخسائر ,,!
** وإذن فنحن نتعايش مع نمطين من المثقفين أحدهما نقديٌّ والآخر تقنٌّي كما حلّلهما محمد جمال باروت ، وأراد أن الأول قادر على تجاوز الثاني من حيث تمكنه من فحص الشروط التي انتجت المفاهيم ومن ثم مراجعتها واعادةِ النظر بجذورها ، وهو ما يتيح لنا الوقوف أمام نمطين ثقافيين رئيسين هما:
** النمط الإكليري : وفيه يسمو المثقف عن الواقع السائد في عزلةٍ تامة يبغي منها انتاجَ أفكار متجاوزة يقف معها ووراءها مهما كلفه ذلك من ثمن,.
** أما النمط الثاني فهو الانتلجنسوي الذي يشترك مع النمط السابق في رفض الواقع ومحاولة تحويله عما هو كائن إلى ما يجب أن يكون لكنه يأذنُ له في الانخراط داخل التناقضاتِ الثقافية والاجتماعية.
الدولة والنهضة والحداثة/ مراجعات نقدية / ط الأولى 2000/دار الحوار/ سوريا
** من يبقى,,؟
** بالتأكيد المثقف الاكليري نسبة إلى وصف جوليان باندا فلديه رأي ، ويمتلك رؤية ولا تثنيه الرويَّة ، وفيه جموعُ المصلحين على مدى التاريخ الذين آثروا مبادئهم ، وأثروا بأتباعهم ومريديهم، وظلُّوا على مدى الزمن رموزاً مشرقة يتفق الجميع على احترامها بمن فيهم مخالفوها بل ومحاربوها ,,!
** أما الآخر الانتلجنسوي نسبة إلى الانتلجنسيا التي تعني المفكرين فهو نموذجٌ قادر بلا ريب غير أنه يُفضِّل التعايشَ مع السائد، ولا مانع لديه من الفصل بين التنظير والتطبيق ، فهو يقول جيداً حين لا يتعارضُ ذلك مع الخطوطِ العريضة التي ترسمُها مصلحةٌ خاصة أو أطر عامة,.
** ومثل هذا المثقف شائع وذائع ومنتشر غير أنه لا يؤثر كثيراً، كما لا يبقى في ذاكرة التاريخ، وإن تصدر وربما سيطر على العناوين والمنتديات والواجهة العامة!
***
(8)
** الخلطُ يقودُ إلى خليط وتخبيط ,,!
** وجلاءُ البصر لا يتصل بصفاء البصيرة ,,!
** وأم حكيم التي ابتدأت بها الأربعاويَّة غير أم الحليس التي خلَّدها شيخُنا أبو الطيب وما كل بيضاءَ شحمة !
** لعل هذه الخاتمة تختزلُ أبعاد واحدةٍ من أكثر المشكلات الثقافيَّة العربيَّة تأثيراً في المواجهة المنتظرة مع الفعلِ الحضاريّ المأمول,,!
* سيف أبي حية غير سيف ابن الوليد .
E-MAIL IBRTURKIA @ Hotmail. com
|
|
|
|
|