| مقـالات
قال أبو بدر الكاتب في كتاب (تعبير المنام): جاءني رجل سمين منتفخ الاوداج بان عليه الجهد من تعب الحياة والسمنة من كثرة الأكل والتراخي وإدمان القيلولة وقال لي: يا أبا بدر، كنت والله أنام كالطفل الوديع لا أحلم بشيء ولكني منذ ثلاثة أشهر وأنا أحلم أني مسخت حماراً ويستخدمني رجل فظ كريه يجعلني أنقل التراب من حفرة إلى حفرة فإذا ما ملأنا الحفرة عدنا ننقل ما نقلناه لدفن حفرتنا الأولى التي حفرناها قبلاً,, وهكذا دواليك وكنت في نومي أصدر صوتاً يشبه النهيق وأنا مسوق في عذابي الذي لا ينتهي,, فما تأويل رؤياي أحسن الله إليك.
قال أبو بدر الكاتب: وكدت أنصرف وأترك الرجل لشأنه لولا أني رأيت ما هو فيه من لهاث المجهد وما أصابه من خوف وأرق لفرط تكرار الرؤيا فقلت: يا أخ العرب أنت تعمل ما لا فائدة لك أو لغيرك منه يسوقك في ذلك صاحبك الذي هو مثلك كتب الله عليه عذابه في دنياه في فعل ما لا يفيد نفسه أو غيره قال: فجحظت عينا الرجل وكأنه فطن لنفسه وقال: صدقت والله يا أبا بدر,, كيف عرفت ذلك, (انتهى).
نقلناه بنصه إلا أن أحدهم كتب في الحاشية: إن كثيرين يعملون دون أن يعوا ما يفعلون بأنفسهم ولا ما يفعلونه بغيرهم.
|
|
|
|
|