|
| مقـالات
في الحادي والعشرين من شهر شعبان تمر بالشعب السعودي ذكرى عزيزة على كل قلب؛ ألا وهي ذكرى بيعة الشعب السعودي بجميع طبقاته لقائده خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبدالعزيز آل سعود، أيده الله وأعانه على مواصلة المسيرة، ففي الذكرى التاسعة عشرة التي تمر بنا الآن استقبلت البلاد الخير من كل جانب، فأمطار الوسمي غمرت السهل والجبل في هذه الأيام وقد عمّت الفرحة أرجاء البلاد بنزول الغيث، وأسعار النفط في ثبات لم تعهده السنوات الماضية مما يبشّر بسنة مالية جيدة تتيح للمشروعات أن تتوسع في أرجاء البلاد، من زراعة وطرق ومصحات وتعليم وغيرها مما ينتظره المواطنون في المدن والقرى والبادية.
ومكاسب الوطن في عهد خادم الحرمين الشريفين على مدى تسع عشرة سنة كثيرة ومتعددة، منها: خدمة الحرمين الشريفين، بالبناء والتوسعة وخدمة المدينتين المقدستين؛ مكة والمدينة، بتوافر الخدمات، فخدمات المدينتين مقدمة على سائر مدن المملكة العربية السعودية، وكان حفظه الله يشرف على تلك الخدمات بنفسه ويأمر بالأفضل دائما، ومن مكاسب الوطن في عهده الميمون وجود النظام الأساسي للحكم، ومجالس الإمارات، والتنظيم الإداري للإمارات والمحافظات، فتلك الأنظمة خطوة تطويرية، أتاحت للمحافظات والمراكز عرض حاجات السكان في جلسات مجلس المنطقة، وحث الوزارات المعنية بإنجاز خدماتها للمواطنين، وقد جنى المواطنون ولله الحمد ثمار تطور الأنظمة في انتظام الخدمات المقدمة للمناطق، بحيث تساوى القريب والبعيد، بل إن المناطق النائية تكون لها الأفضلية في الخدمات المقدمة للمنطقة، وقد برز مجلس الشورى بنظام جديد وهيئة جديدة أتاحت له الإسهام في الإشراف على الأنظمة في البلاد، مما سهل على مجلس الوزراء أعماله الكثيرة، فمجلس الشورى من مكاسب الوطن، في عهد خادم الحرمين الشريفين، ومما كسبه الوطن في هذا العهد الزاهر وجود الخزن الاستراتيجي، الذي تفتقر اليه كثير من بلدان العالم، فحفظ النفط لأوقات الأزمات، والحاجة، لفتة كريمة، من قائد البلاد، جعل المملكة العربية السعودية تدلف إلى صفوف الدول المتقدمة بخطى ثابتة, وقد خرج قائد المسيرة بالبلاد من أزمة حرب الكويت وهي أشد تماسكاً وقوة، على الرغم مما اكتنف تلك الحرب من منعطفات تتيح لضعاف النفوس الإخلال بالأمن، فالصواريخ تتساقط على مدننا ومع ذلك لم تعم الفوضى ولم يختل الأمن.
ومن مكاسب البلاد توفير الكهرباء والماء لعموم المناطق، مع سعة المملكة، فالربط الكهربائي بين المناطق أتاح للكهرباء الثبات والقوة، وأبعد الاعتماد على الآلات الصغيرة، المعرضة للخلل في أي وقت، فأودية تهامة أنارتها الكهرباء، والجبال المنفردة نعمت بهذه الخدمة، فالدولة أيدها الله تحملت الكثير في سبيل إيصال الكهرباء إلى المناطق النائية وتوفير الماء أسندته التحلية من البحر الأحمر والخليج العربي مما أتاح لكثيرين توفر المياه من مصادر نقية، وقد وصلت المياه المحلاة إلى مناطق داخلية، بعيدة عن السواحل، فالدولة تتحمل الكثير في سبيل وصول الماء إلى كل محتاج إليه، من أبناء هذا الوطن، أو ممن يقيمون على أرضه, ومن مكاسب الوطن في عهد خادم الحرمين الشريفين خدمة التعليم، فالتعليم قد عمَّ أرجاء المملكة فتعلم الفتى، وتعلمت الفتاة ولم يبق للجهل مكان في المملكة العربية السعودية، ففي سنة البيعة كان التعليم الجامعي للمرأة في بداياته، أما الآن وخلال العهد الميمون فلدى الرئاسة العامة لمدارس البنات عدد كبير من الكليات، وفي كل سنة تحصل فتيات الوطن بأعداد كبيرة على الشهادات العليا، الماجستير والدكتوراه، وقد توسع التعليم الفني، والتعليم الأهلي؛ من تعليم عام وجامعي، فقد شهدت البلاد افتتاح الكليات الأهلية لأول مرة في تاريخها.
ومن مكاسب الوطن تطور الخدمات الصحية، ويبرزها أعداد المستشفيات والمستوصفات، وإجراء عمليات القلب، والمستشفيات الخاصة بالأورام الخبيثة، وتطور المختبرات في اكتشاف الأمراض المختلفة، من مستوطنة، ووافدة، وقد تم ولله الحمد حصر حمى الوادي المتصدع، بفضل تطور الخدمات الصحية, ومن مكاسب الوطن فتح العقبات الكثيرة في جبال السراة، ووصل هذه الجبال بتهامة وشق الطريق في مياه الخليج العربي، فَوَصلُ الساحل الشرقي للمملكة بدولة البحرين حدث تاريخي مهم, وقد شهدت الزراعة تطوراً منظوراً تمثل في مزارع الألبان، والدواجن، وتربية الماشية في المزارع, فالمكاسب كثيرة ومتنوعة، فماذا أذكر وماذا أدع؟!
وفي الأخير أهنىء الشعب السعودي بهذه الذكرى العطرة، راجياً من الله العلي القدير أن يلبس خادم الحرمين الشريفين ثوب الصحة والعافية.
|
|
|
|
|
