جاء القرآن الكريم مبيناً للرسالة الخالدة,, وموجهاً ومرشداً,, وجاء يرسم أخلاقيات من اتبعه من المؤمنين، وعلى كل من يؤمن بالقرآن وما جاء به ان يضع أمام عينيه,, قواعده وتوجيهاته وإرشاداته فهو يعايش الناس في جميع مراحل حيواتهم,, ويرسم لهم الطرق والوسائل السليمة لبلوغ الغاية الحميدة وجاء خاتماً للكتب السماوية,, ولذلك فقد حفظ من التغيير والتبديل والضياع لأنه يساير الحياة حتى تنتهي، وهو متلو حتى تقوم الساعة ويتغير كل شيء من حوله بسبب تهور الإنسان وبعده عنه لكن ما فيه وما يدعو إليه لا يتغير,, إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ,, وأكثر ما يفكر فيه المسلم,, هي الوسائل والطرق الموصلة إلى الجنة,, دار الخلود والسعادة,, والذين يتلون كتاب الله بشكل منتظم يتبين لهم كل يوم اشياء لا تخطر على البال,, خاصة من ناحية البلاغة والاعجاز,, وإذا كانت التلاوة من ذوي الاختصاص اللغوي فإنهم يجدون عجباً من روعة لغته وتناسقها, وفي المتشابه فيه تختلف المعاني من آية إلى أخرى رغم تشابه اللغة وهذا مكمن من مكامن الاعجاز,, ومن المعروف ان هناك محاجات لأهل النار بعد دخولهم النار,, مثلما يسأل أهل النار أهل الجنة ان يفيضوا عليهم من الماء أو مما رزقهم الله,, لكن الجواب أن ذلك محرم عليهم,, لان الله قد حكم بين العباد,, والذي يتلو قوله تعالى: (ما سلككم في سقر, قالوا لم نك من المصلين, ولم نك نطعم المسكين, وكنا نخوض مع الخائضين, وكنا نكذب بيوم الدين, حتى أتانا اليقين) عندما يتلو أي واحد منا هذه الآيات,, يدرك,, الأسباب الحقيقية التي أدت إلى دخول أهل النار,, النار,, ومن المعروف ان أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة فإن صلحت,, صلح العمل كله,, وان فسدت فسد العمل كله,, ومن المؤسف أن كثيرين يتهاونون بها,, ولذلك عندما سئلوا ما أدخلكم النار,, فكان أول جوابهم ,,لم نك من المصلين ، كذلك فإن اطعام المسكين كان سبباً ثانياً,, وهو منع الزكاة,, والزكاة ركن من أركان الإسلام فإذا تركت الصلاة ومنعت الزكاة فقد تعطل ركنان من اركان الإسلام، لذلك كان ذلك سبباً ثانيا في دخولهم النار,, كذلك كان الانكار منهم للبعث كبوة أخرى,, تسببت في دخولهم النار,, وكنا نكذب بيوم الدين وقبل هذا كانوا يتحدثون بما ليس لهم به علم وفي أعراض الناس,, وفي محاربة الدين والتقول على محمد صلى الله عليه وسلم وكنا نخوض مع الخائضين من وصفهم له,, بالكهانة والسحر,, وتلقي ذلك من غيره من الآدميين,, هذه أسباب مجملة لدخول النار,, فاقرأوا القرآن دائماً,, تحسنون سلوك طريق الناجين.
|