أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 14th November,2000العدد:10274الطبعةالاولـيالثلاثاء 18 ,شعبان 1421

الريـاضيـة

في منتصف الأسبوع
عبدالله الضويحي
مساء أمس الأول (الأحد),, عقدت (كما هو مفترض) لجنة المنتخبات، وشئون اللاعبين في الاتحاد السعودي لكرة القدم اجتماعاً لها برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد نائب الرئيس العام لرعاية الشباب، ونائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ورئيس اللجنة.
الاجتماع كان مخصصا لمناقشة عدد من المواضيع الهامة كما ورد في الصحف الصادرة صباح امس الاول,, إلا ان ما يتعلق بالاجهزة الفنية والادارية للمنتخب، وكذلك اللاعب الاجنبي كانا الابرز في جدول الاعمال.
لا اعلم ماذا دار في هذا الاجتماع من نقاش,, لسببين يتعلق احدهما بتوقيت كتابة الموضوع الذي يسبق عقد الاجتماع,, او يتزامن معه,, والآخر وحسب معلوماتي ان الاجتماع سيخرج بتوصيات,, يتم رفعها لسمو رئيس الاتحاد للاطلاع,, ومن ثم اقرارها,.
ثم ان هذا المقال,, قد لا يرتبط مباشرة أو يتأثر بما سيتم الاتفاق عليه في الاجتماع,, فهو نقاش لحالة عامة,, وإن كانت ذات علاقة به.
فالتغيير,, والتجديد مطلوب في كثير من مناحي الحياة ومناهج التعامل,,، وهو ظاهرة صحية,, لكنني وقبل ان أدخل بشيء من التفصيل,, او التحفظ في هذه النقطة بالذات,, اشير هنا,, إلى خطأ نرتكبه في بعض تعاملاتنا,, ونظرتنا التقويمية للأمور,.
وأنا هنا لا أعني وضعنا الكروي,, ولكنني اتحدث بصورة عامة,, سواء في القطاع العام,, أو الخاص,, اوحتى في حياتنا الاجتماعية,, وأسلوبنا في هذه الحياة,,!! وتعاملنا مع الاحداث.
ذلك الخطأ يتمثل في لجوئنا إلى اسلوب (البتر) او ايقاف العمل بنظام ما,, او برنامج ما,, لمجرد ظهور بعض السلبيات دون مناقشة لهذه السلبيات,, وتقويم دقيق لها,, ووضع الحلول المناسبة,, وذلك من منطلق ان (الايجابيات تخص,, والسلبيات تعم),, ان صح التعبير.
اننا لو نظرنا إلى كثير من السلبيات الناتجة عن تطبيق برنامج معين,, او اقرار نظام معين,, نجد انها ناتجة في معظمها عن خلل في التطبيق,, وليس في النظام نفسه,, او البرنامج نفسه,,، وعليه يفترض في مثل هذه الحالات دراسة الوضع دراسة مستفيضة,, ودقيقة قائمة على أسس علمية,, لتعزيز الايجابيات,, ومعالجة السلبيات مع الايمان أن أي نظام,, أو برنامج لا يخلو من السلبيات على اعتبار انه نظام وضعي,, وليس تشريعا سماويا خالياً من العيوب,, ويقاس نجاح نظام ما,, أو برنامج ما وفشله,, بتغلب اي من الجانبين (الايجاب والسلب) على الآخر.
اعود لموضوع التغيير,, حيث اشرت وهو مايتفق معي حوله كثيرون على انه ظاهرة صحية,, ومطلوبة في كثير من مناحي الحياة,, وخاصة في التنظيمات الادارية وهيكلة القطاعات,, وهو امر تلجأ له كثير من الهيئات وحتى على المستوى الرسمي للدول,.
ولكن,, إلى اي مدى يمكن اعتبار التغيير ظاهرة صحية,, وأمراً مقبولاً,, أو مطلوباً,,؟!
وهل يمكن تعميمه كمطلب اساسي,, للتطوير,, والنهوض,؟!
اننا إذا آمنا بذلك,, على انه احد اساليب التحسن في الاداء,, والارتقاء به,, خصوصا كما اشرت في المجال التخطيطي,, والتنظيمي الاداري,, فإن ثمة مناحي اخرى,, يعتبر التغيير المستمر فيها,, او حتى الدوري مبعث ارباك لكثير من الخطط,, وتعطيلاً لمسيرة التقدم,, في حين يظل الاستقرار هو المرتكز الذي تستند عليه عملية البناء,, وتفعيل الاداء,, ولعل الرياضة إحدى هذه المناحي التي تستوجب الاستقرار في بعض اجهزتها وتحديدا ما يتعلق بالادارة الفنية,, وبلغة اخرى (التدريب) والاعداد الفني مع الاتفاق على ان التغيير في المجال التخطيطي والتنظيمي يصب في الناحية الايجابية لعملية التغيير.
إن اكثر مايعانيه العالم الثالث كرويا ان جازت التسمية وعالمنا العربي مجموعة جزئية من هذا العالم,, هو كثرة تعاقب المدربين على الفريق الواحد سواء أكان هذا الفريق ناديا,, او منتخبا,, اضافة الى كثرة التنقل بين المدارس التدريبية المختلفة في محاولة يائسة (كالغريق الذي يتشبث بالقشة) للبحث عن النجاح,, حتى وإن كان آنيا,, وهذا مثال حي على ان التغيير ليس ظاهرة صحية في كل الاحوال,, ولعل ذلك احد وأؤكد انه احد الاسباب في وصول بعض الفرق الى مبتغاها وتحقيق هدف ما,, مرة واحدة في تاريخها,, وعدم قدرتها على تكرار النجاح,, إذ ان مثل هذا التغيير لا يعطي المدرب او رئيس الجهاز الفني القدرة على رسم خطته,, واعدادها,, ومن ثم تنفيذها وفق برنامج مجدول,.
والمعروف ان لكل مدرب في توجهه وعمله خطتين:
احداهما,, قصيرة المدى,.
والاخرى,,, بعيدة المدى,.
ولكل منهما برنامجها,, وآلية تنفيذها,, والأخرى هي الاساس الذي يبني عليه المدرب تصوراته,, وتتحدد من خلالها نجاحاته,, ومن ثم يمكن محاسبته عليها.
ومن هنا,, فإن اي تدخل من جهات أخرى خارجية في التأثير على برنامج المدرب,, أو اعاقته يعطيه الفرصة لإعلان براءته من اية اخطاء تحدث,, وإن كان طرفا اساسياً في تحمل المسئولية,,!
اننا لو نظرنا الى العالم المتقدم كرويا خصوصا في اوروبا نجد ان الاستقرار الفني للفريق (مدير الفريق أو المدرب),, يلعب دوراً رئيساً في نجاح الفريق,, وصفة سائدة في هذه الفرق,, ولعل المانيا خير مثال على ذلك اذ لا يتجاوز عدد المدربين الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب الالماني عدد اصابع اليد الواحدة في فترة تجاوزت نصف قرن وتحديدا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
مثل هذا الاستقرار,, يعطي المدرب الفرصة لرسم برنامجه,, وتحديد ملامحه,, وتنفيذه وفق الآلية التي يرى انها تحقق مراده,, وفي الوقت نفسه يسمح للمسئول ان يحاسب المدرب عند تقصيره وعدم نجاحه.
استثني هنا حالات خاصة قد تستوجب تدخل المسئولين عن الفريق,, واستعجال التغيير لكنها تظل حالات فردية,, لا تنسحب على المجموع,, ولا يمكن النظر اليها على انها قاعدة,, بل ربما العكس صحيح.
وباستثناء هذه الحالات، ومع ايماننا بقدرات وامكانات كثير من المدربين المتعاقبين على الفرق العربية سواء على مستوى الاندية او المنتخبات,, رغم الاستغناء عن خدماتهم,, بما يوحي بأن ثمة اسبابا اخرى وراء التغيير تتجاوز عدم القناعة بالمستوى الفني للمدرب فإن استعجال النتائج,, والرغبة السريعة في القفز على الحواجز نحو الصفوف الامامية,, تعجل هي الأخرى بالتغيير الدائم والمستمر,, والذي عادة ما يكون مرده إلى سببين:
الأول:
عدم الجرأة في مواجهة الذات,, والاعتراف بالحقيقة,, في تحديد مواقع الفشل,, باعتبار المدرب هو اقرب وأسهل مشجب يمكن تعليق جميع اسباب الفشل والاخفاق عليه,, وهو ما يسمى في علم النفس ب(الاسقاط).
ولأن مثل هذا الامر يصرف الانظار من (المتلقي) الذي هو جمهور الفريق عادة عن البحث في الاسباب الحقيقة وتحديدها.
الثاني:
الاسلوب الذي يتم من خلاله اختيار المدرب,, ومن ثم اسلوب تقويمه,, وما هي الأسس التي يتم من خلالها اختيارها,, ويبنى على ضوئها تقويمه,؟!
وهل نجاح المدرب مع فريق ما,, دليل مسبق لنجاحه مع فريق آخر,,؟!
وهل يمكن لمدرب ناجح في ناد,, ان يحقق النجاح نفسه مع منتخب,, والعكس,؟!
فسيولوجية اللاعب,, جغرافية المكان,, وطبيعة الديمغرافية,, عوامل لها دورها في قدرة المدرب على النجاح,, اين نحن من التفكير في هذه الأمور عند تقويم المدرب والتعاقد معه,؟!
عموماً للحديث صلة من خلال:
استكمال الحديث بالتفصيل عن هذين السببين خصوصا الثاني منهما.
مدرب المنتخب,, ومدرب النادي,.
منظومة التكامل العناصري بين النادي والمنتخب.
الاحتراف,, مبعث اطمئنان,, أم مصدر قلق,, للكرة السعودية,, بعد عقد من التجربة,,؟!
والله من وراء القصد.
بريد الكتروني raseel@La.com

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved