أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 14th November,2000العدد:10274الطبعةالاولـيالثلاثاء 18 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

الواقع يعكس صور أوضاع المعلمات
لن أقدِّم لمعلماتي باقات ورد!!
عزيزتي الجزيرة,,.
عندما يشتعل البنان متأثراً بما حواه القلب من شعور بالهم للأمة في شتى الميادين,, أمر عظيم يوحي بأن الأمة ولله الحمد في خير ,, من هنا فركيزة قلمي في هذا المقال هي (المؤمن مرآة أخيه),, وأظنكم قد اطلعتم كما اطلعت على تلك الردود الواردة إلى عزيزتنا الجزيرة حول المقال الذي كان بعنوان (أريحوا هؤلاء المعلمات بالتقاعد المبكر) الصادر يوم الاثنين 12/7/1421ه وكان الرد من كل من الأخت سلمى أم ابراهيم من حائل والأخت هيا البراهيم من سدير والأخت هند بنت محمد من الرياض,, وأنا أشكر الأخوان على تلك التنبيهات فوالله انه لشيء يثلج الصدر أن تكون هناك شريحة مثقفة من نسائنا تطلع وتناقش وتقرأ كيف لا وهي تقرأ صحيفتنا الغالية الجزيرة وكيف لا وهي تهتم بأمور هامة تخصنا وتخص بنات أمتنا جميعاً,, ولكني أحببت أن أوضح بعض اللبس وبعض الأمور التي غفلت عنها بعض الأخوات.
أولاً: وجدت أن كلاً من الأخت سلمى والأخت هيا بنتا قواعد أقلامهن على قول الشاعر:


قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا

فأقول لهن عافاكن الله: هل هناك رسول آت بعد محمد صلى الله عليه وسلم؟ ارجعن حفظكن الله لكتب العلم قبل أن تكتبن كلمة توقعكن في المهالك.
ثانياً: استشهاد الأخت هيا بقول قائلهم: (من علمني حرفا صرت له عبدا) فهذا قول خطير لايستشهد به اطلاقاً لانه مبني على حديث موضوع (راجعي فتاوى ابن تيمية ج18 ص345),, ولقد لاحظتم ان هذا البيت وتلك المقولة يدوران حول قضية واحدة هي قضية الاحترام وتمجيد العلم وأوردت تلك الشواهد لتدار أصابع الاتهام الي بجحد المعروف وان هذا مخل بالاحترام والتقدير,, فأقول للاخوات: أظنكن قد اغفلتن ان سبب كتابة ذلك المقال هو ذهابي للمدرسة وشوقي لها فأريد ان اسألكن ماهو سبب ذهابي هل هو لرؤية المبنى؟ أو الأفنية؟ ولا أعتقد أن معافى يفكر بذاك البتة,, فالغرض الأساسي من ذهابي هو لرؤية معلماتي وأحوالهن وماذلك إلا دليل قوي على حبي لهن واحترامي اياهن,, وما قلته في المقال ليس تقليلاً من شأنهن اطلاقا وانما هو الغيرة, والله ليس غير الغيرة يحرك جوارحي, كما أظنكن قد قرأتن أني قلت (قد أدّين الواجب وآن لهن أن يسترحن من عناء طويل) فهل هذه الجملة تدين بذرة من نكران الجميل؟ فياليت الأخوات يقرأن كل سطر وحرف ولايبحثن عن الخلل والزلل بل أعتقد أن هذه الجملة جملة عظيمة لا تطلق إلا لمن أدى الأمانة على خير وجه,, ثم أني أقول,, إن كان الأخوات قد بنين مقالتهن على قول الشاعر أحمد شوقي وقول قائلهم (من علمني حرفاً صرت له عبدا) فأنا وعلى ما أشهد الله به ماحرك قلمي إلا قول الله تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (ألا وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) أوليس من تضييع الرعية أن يقوم بتدريس بناتنا من مللن من التدريس وكثرة التكرار؟ أوليس من تضييع الأمانة مانراه جلياً مايحدث بين طالبات الابتدائي في غفلة من المعلمات اللآتي لا يتوقعن حدوث مثل ذلك في هذا الزمن لان الزمان تغير وبراءة معلماتنا الماضيات لا يتساير مع خبث القنوات الفضائية وما تبثه من سموم في قلوب بناتنا ,, فأين المعلمات من الرقابة,, وهنا أقول ليس كل المعلمات كذلك وإنما الأغلبية بل إن الواقع ليثبت الكثير من الأمثلة الحية للواقع المرير الذي تعيشه بعض المعلمات,, أفليس من المعقول أن تأتي تلك المعلمة المتثاقلة بعد خدمة أكثر من عشرين عاماً وتجلس أمام الطالبات لتضع لهن وردة وتقول أرسمن ثم تضع رأسها على الطاولة لتنام بعد أن رفضت أن تدرس جميع المواد التي عُرضت عليها في تخصصها,, بل وما رأيكم بمعلمة دراسات إسلامية لا تعلم ماهي صلاة الوتر! بل الأدهى من ذلك عندما كانت أختي في الصف الثاني الابتدائي كانت معلمتها تأمرهن بوضع رؤوسهن على الطاولة وويل لمن ترفع رأسها,, أتدرون لماذا؟ لكي تمسك بالمرآة وتبدأ بوضع زينتها! والعجب أنها مازالت إلى الآن في مجال التدريس فأين الأمانة؟ ولا تتعجبوا بل هذا غيض من فيض.
ثالثاً: بالنسبة لما ذكرته في المقال الماضي من وصف للمعلمات هي الحقيقة بعينها بل هي بعيدة عن المبالغة كل البعد وليس من رأى كمن سمع ومن أراد التأكد فليلق نظرة على حال معلمات المرحلة الابتدائية ليتأكد وما رأيته وماكنت لأصدقه كان أكبر برهان.
رابعاً: إذا سكت طلاب العلم عن خطأ عالمهم فكيف له أن يصحح؟ وكيف له ان يبين؟ ولا خير في أمة لاتنكر منكرا وتبين الخطأ ,.
ومتى أُلجم الكبير والصغير لتبيين أخطاء البعض احتراماً لهم ولمكانتهم عمّت البلوى وفقد الخطأ من يصححه,, فلمَ لانكون كعمر بن الخطاب في قبوله للحق والنصيحة عندما قيل له: اتق الله وقال أحدهم أتقول لأمير المؤمنين اتق الله؟ فقال رضي الله عنه,, لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نقبلها.
وأعيد وأقول إن كتابتي هذه الكلمات ليس تقليلاً لشأن من خرج أجيالا مثقفين ولكن موافقة لكلام الأخت هند عندما قالت: (حيث أن معلمات المرحلة الابتدائية لايتفقن مع الطالبات مطلقاً حيث تجد الطالبة صعوبة التفاهم معهن فكيف تتفق معلمة بمثابة الأم والجدة مع طفلة صغيرة؟) ومن باب أن زمننا هذا ليس كزمننا الماضي فالطالبات يحتجن من يفهمهن ويحل قضاياهن ولايستطيع ذلك إلا من هو قريب منهن ويعلم مايحيط بهن,, بناتنا اليوم يحتجن لرقابة اكثر من ذي قبل كيف لا وتيار الحضارة بسلبياته وإيجابياته يجرف كل ما أمامه غير آبه بصغير ولا كبير ولاطفل.
بالطبع أنا لا أزكي معلمات اليوم فعليهن من الخطأ الشيء الكثير فكلنا بشر ولكن نسلي أنفسنا أن نشاطهن مستمر وعطاؤهن كبير بإذن الله.
وبعد هذا وذاك هنا طلب أخير من رئاسة تعليم البنات هو رأي ثبت نجاحه من تلك الاستبانة التي عملتها مع البعض والتأييد الكامل من الكل لهذا الرأي ألا وهو أن يخصص لتدريس مدارس البنات الابتدائية خريجات تحفيظ القرآن فإنهن خير من يحمل هذه الأمانة ومن يولى على بنات مستقبلنا إذ لا بد من الاهتمام بطالبات الابتدائي أعظم الاهتمام وان يوضع لتعليمهن من يحمل بين جوارحه قلباً سليماً.
ولابد للأخوات ان يعلمن ان الأساس من التعليم هو بناء القواعد الأساسية للتعليم والتربية وليس فرض الاحترام قهراً لأن الاحترام يأتي من واقع شخصية المعلم وأدائه الأمانة وليس من العقل ان كل من أراد أن يبين العيوب لينهض بأمته لتصحيح أخطاءها ويكون مفتاحا للخير مغلاقاً للشر يتهم زوراً بقلة الاحترام، فلا احترام يفرض على الناس إلا إذا افترضه الانسان على نفسه,, وبعدها أقول: ولنكن أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وشعارنا (الدال على الخير كفاعله).
وأخيراً أقول للأخت هيا إنني لن أقدم لمعلماتي اللاتي لهن عليّ من الفضل العظيم باقة ورد بل إنني سأقدم لهن أعز من ذلك ألا وهي دعوات أرسلها في جوف الليل أن يوفقهن الله ويجزيهن عنا خير الجزاء.
والله من وراء القصد.
أنوار الغريب
حائل

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved