ما اصعب الوداع,, وفقدان إنسان عزيز على القلب ولكن هذه سنة الحياة ولا نقول سوى اللهم اجرنا في مصابنا,, واعطنا الصبر والثبات ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ان العين تدمع على فراقك يا حبيب الفقراء والايتام, والقلب ينزف حزناً على فراقك,, وجروحنا لم تبرأ على رحيلك يا أبي.
رحلت دون استئذان,, لقد فارقتنا للأبد,, لدار خيراً من دارك واهلاً خيرا من أهلك.
ولكن انت في الذاكرة وخيالك دوماً لا يغيب,, وذكراك العطرة على لسان الفقراء والمساكين.
ابي يا قرة عيني,, كم افتقدك بعد غيابك,, انك لا تغيب عن بالي بل اراك في كل ركن من اركان المنزل، يا اعز الناس الى قلبي,, ابي انت الان تحت الثرى واعمالك لم تمت باقية للأبد، ولم تنقطع من الدعاء وذكراك على لسان هؤلاء الفقراء والمساكين، وفي هذه الأيام بالذات في شهر شعبان شعرت بفقدانك أكثر، ولكن حقا اتذكر افعالك واعمالك اشعر بفرح وسعادة أكثر لدعاء الأرامل والايتام، في هذه الايام كنت تجتهد بجمع الاسماء والكشوفات وعمل الاحصاء لهؤلاء المحتاجين، كنت معك خطوة بخطوة لعمل الترتيبات اللازمة استعدادا لهذا الشهر الكريم رمضان المبارك لتقديم العون والمساعدة وهي عادتك في رمضان وغير رمضان ولكن تكون أكثر خلال رمضان المبارك لصرف المساعدات واخراج الزكاة من التجار ومساعدة المشايخ كونك شيخ حارة عمدة حي بل انت شيخ المساكين يستشيرنك بكل ما يجول ببالهم وباب منزلك مفتوح ليلاً نهاراً وكنت البلسم الشافي لهم لا تكل ولا تمل من تقديم يد العون والمساعدة,, وقد أصبح هؤلاء الايتام والمساكين ايتاماً حقيقيون لفراقك يبكون بحرقة شديدة, بل جعلوا جروحنا مفتوحة من جديد لغياب طيفكم عنهم هذا الشهر,, شعور بالفراق والفراغ الكبير,, آخرهم جاءتني امرأة طاعنة بالسن لا تعرف عن موتك أي شيء وبيدها اوراق,, وقالت اريد الوالد بموضوع,, وبعد صمت قلت لها ادعا له بالرحمة,, وكان منظراًمحزناً جداً ومؤثراً لما اصابها من فزع لهول المفاجأة بل صدمت بالخبر,, وصرخت بصوت عال من تلقيها للخبر وكان صوتها مسموعاً لكل من في الحارة وأخذت تردد مات ابو الخيرات,, مات ابو الايتام,, والإنسانية,, الخ, واخذت اهدئها,, وقلت لها ان الله سبحانه وتعالى خير معين وما الوالد إلا واسطة خير سخره الله لك,, فلا تيأسي من رحمة الله ومازالت الدنيا بخير,, والله لا يهمل عبداً من عباده,, فقالت ونعم بالله ولكن من يسدد فواتيري ومن يجلب حاجتي, ومن يساعدني في اوراق الضمان الاجتماعي و,,, وانا مقطوعة وام ايتام وهو الوحيد الذي تكفل بنا منذ وفاة والدنا,, ويشهد الله تفاجأت بذلك لان والدي رحمه الله لم يخبرنا,, وهو انسان بسيط,, وليس بغني وهذا ليس غريبا بل ياخد اللقمة من فمه ليعطي من هو محتاج ولكن انا أقرب الناس اليه في هذه الأمور,, رحمك الله يا ابي نعم انت انتقلت الى رحمة الله ولكن ذكراك العطرة باقية لن تزول ونحمد الله ونشكره على خامتك الطيبة, لقد مت مبطوناً,, وفي ليلة مباركة ليلة الجمعة وفي أيام عاشوراء وقد لقنتك الشهادة بنفسي, وهذه نعمة كبيرة اشكر الله عليها ليلاً نهاراً وكنت فيها تردد اسماء الله الحسنى بصوت مرتفع, لقد لحقت بوالدتي رحمها الله التي لم ارها ولا اعرف خيالها توفيت أثناء الولادة واتمنى من العلي القدير ان تكون خاتمتنا مثل خاتمتهما انه سميع مجيب.
ابي لم نعرف في الوجود سواك انت ربيتنا واحسنت تربيتنا الىان وصلنا ما نحن عليه, وهذا بفضل من الله وبفضل تربيتك الصالحة لنا, عودتنا على الحب والعطاء والسخاء وصلة الارحام ومساعدة الآخرين,, وتقديم الكلمة الطيبة بل كنت خير معين لنا على الخير دائماً,, وتركت لنا سيرة وذكرى جميلة نفتخر ونعتز بها,, وهذا وعد منا لك يا ابي بمشيئة الله, سيزين خطاك بالخير,.
وسنكون كما عهدتنا لتكملة مسيرتك الطيبة.
الى جنة الخلد يا ابي وامي وأهلي انت,, آه,, اتقطع اسى وحزناً ,, وابكيك الى ان نلقاك,, يا كافل الأيتام ويا اب المساكين الصغار ستجدها ان شاء الله في موازين حسناتك.
اللهم اغفر له وارفع درجاته, اللهم امسح سيئاته وابدلها حسنات وافسح له في قبره,, ونوره له, وجزى الله خير الجزاء جميع من دعا او مشى وصلى في جنازته,, جعلها الله في موازين اعمالهم,, والحمد لله رب العالمين.
فاطمة حسين إبراهيم الحميد
|