أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 14th November,2000العدد:10274الطبعةالاولـيالثلاثاء 18 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

على أعتاب الشهر الكريم
ما أحق هؤلاء بما ينفق الموسرون
عمره تجاوز الستين عاما بعام او عامين ويسير حثيثا بسرعة سير الشباب وهمته تجاوزت همم كثير من الشباب ما شاء الله لا قوة الا بالله كي لا يصاب بعين لا سمح الله، كنيته أبو محمد بدون اسم اذكره لانه لا يريد ذلك مطلقا وانا لا استطيع ان اغضبه لتقديري الشديد له واحترامي الحقيقي لسمعته ولذاته.
انه احد رجال الأعمال الكبار في المملكة وشهرته تجاوزت الآفاق خارج البلاد فما بالك بداخلها، انه صاحب الملايين من الريالات ومالك القصور والعقارات وله من وسائل الاتصال والسيارات ما لا تحصيه الحاسبات والعدادات وله من الأبناء وجميعهم ان شاء الله صالحين وصالحات فسبحان الرزاق لعباده ما بين الاراضين والسماوات.
فلما قابلته في احد الشوارع وكان يمتطي صهوة قدميه ومعه احد ابنائه المحترمين ووجدته ببشاشته المعهودة منه وبأريحيته المعلومة.
قلت له لماذا يا أبا محمد تسير وتتعب نفسك هنا اما كان احد ابنائك سيقضي حاجاتك بدون ان تبذل اي عناء فقال يا ابني اريد ان اكسب الأجر ولا افقد اية فرصة لذلك الكسب فسيري على قدمي سيعطيني اجرا مضاعفا ان شاء الله.
ولقد اخبرني ابنه بأنه أي أباه اتى الى هذا الحي كي يتأكد بنفسه من حالة بعض العوائل والتي تقطن هذا الحي حيث جاءتنا رسالة من فاعل خير ذاكر فيها عددا من العوائل السعودية المستورة والتي تحتاج الى من يقف معها قلبا وقالبا في مواجهة ظروف الحياة القاسية فكما قال ابي بأن المال مال الله ونحن مستخلفين فيه لخدمة الناس ولقضاء حاجاتهم من مال الله الصدقات والزكوات .
وبطبيعة الحال شكرت هذا الانموذج وقبلته على جبينه ودعوت الله تعالى ان يحسن من خاتمته وبأن يكثر من امثاله عندها تذكرت من مخزون مخي ومخيخي تلك المرأة التي توفي عنها زوجها عائلها الوحيد ولها منه ثلاثة أبناء وابنتين وقد تخلى عنها اخوتها واهلها لانشغالهم وللأسف عنها طمعا بالدنيا وتقاعسهم عن أداء الواجب دينيا وانسانيا.
أقول تذكرتها بتذكر قصتها عندما لاحظ احد المعلمين باحد المدارس الابتدائية في مدينة الرياض بأن طفلا من الاطفال يصاب بدوار بسبب فقر الدم كل يوم فسأله قائلا له: ماذا افطرت اليوم يا ولدي؟ فأجابه وبكل براءة أفطر؟ انني لا افطر ابدا.
كيف؟
نحن نتناول وجبة الغداء فقط!! فقال له المعلم المربي الفاضل لماذا؟ فقال الطفل بأن والدته تعطيهم غداء الخبز والشاي والشيء اليسير من الجبن احيانا وليس دائما!! الا تتعشون؟ لا نحن لا نعرف العشاء ولا الفطور!
يا الهي اين نحن من جيراننا؟ اين نحن من اقاربنا؟ اين نحن من اخواننا المسلمين والمسلمات ابناء بلدنا؟ اين نحن من التضامن الاجتماعي؟ اين نحن من الاهتمام بكل المحيطين بنا في الحي وفي المدينة وفي القرية؟
اين نحن من السؤال عن امثال هذه المرأة العفيفة الشريفة؟
اين نحن من مد يد العون الى هذه المرأة وابنائها وبناتها فيما يرضي الله؟
يا الهي اين الجمعيات الخيرية في بلادي؟ اين مندوبوها ومندوباتها؟
اين وزارة العمل والشؤون الاجتماعية القسم المختص بالتكافل الاجتماعي؟
اين الأب؟ اين الأخ؟ اين الجار؟ اين ابن العم؟
اين ابن الخال؟ يا الهي ارحمنا رحمة واسعة.
اخي العزيز اختي العزيزة تذكري وتذكر اثناء تناولك الطعام لأي وجبة يومية او حتى علكا من العلوك او حلاوة من الحلوى بأن هناك اطفالا ونساء وشيوخا يعيشون معنا وبيننا لا يجدون ما يسدون به رمق خلاياهم الحية او شبه الحية.
هم لا يريدون حلاوة او علكة,, بل يريدون ان يأكلوا ليعيشوا فقط.
أقول كثر الله من امثال ابي محمد وكثر الله من امثال هذا المعلم المربي الفاضل الذي تعرف الى موقع منزل هذه المرأة بمتابعة الطفل عند خروجه من المدرسة دون علمه كي لا يحسسه بشيء من الرهبة.
وقد خبر عن احوالها لاصحاب الاموال الخيرية وهم كثيرون ولله الحمد والذين يعملون وبصمت ومن تحت الستار ابتغاء مرضاة الله تعالى ولكنهم يحتاجون الى العين الأمينة والعقلية الصادقة التي توصل لهم الخبر الصحيح بعيدا عن الاستغلالية والطمع.
عندها تذكرت قول الله تعالى: يحسبهم الجاهلون اغنياء من التعفف .
هذه حقيقة والحقائق الاخرى كثيرة والتي تدل على ان ابواب الخير كثيرة فيجب علينا استغلالها والاستفادة منها لخدمة مجتمعنا وافراده كل حسب قدرته.
ودعونا نتعاون مع الجهات الحكومية المسؤولة كوزارة العمل والشؤون الاجتماعية ولا ندع المسؤولين عليهم فقط فالمسؤولية مسؤولية الجميع افرادا ومؤسسات واعني هنا خاصة اصحاب الأموال الخيرين بارك الله لهم في اموالهم آمين.
ولقد كتبت ما سبق كي اذكر نفسي وغيري بما نراه من مظاهر اسرافية بل تتجاوز حدود الاسراف والمباهاة والعياذ بالله الى ما يغضب الله وخاصة في شهر رمضان المبارك.
فلي وجهة نظر فيما يرتبط بتوزيع وجبات الافطار في المساجد حيث لاحظنا بأن اغلب المفطرين ليسوا محتاجين أي ليسوا فقراء وليسوا مساكين وليسوا عابري سبيل,كما لاحظنا بأن هناك عمالة غير مسلمة وكثيرة جدا وللأسف تتناول وجبات الافطار هذه في تلك المساجد بينما هناك عوائل بنسائها واطفالها نعم يوجدون ان تناولوا الافطار فيتناولون التمر والماء فقط.
ولا من السمبوسة الا اسمها ولا من الشربة الا رائحتها من الجيران ولا عن اللحم الا في الشهر مرة واحدة.
نعم,, انهم يوجدون بين ظهرانينا ولم المكابرة والمغالطة؟
الدولة ان شاء الله لم تقصر بل انا والبعض منكم هم المقصرون.
فأقول للقائمين على مثل هذه المخيمات في المساجد في جميع احياء مدننا وقرانا بالمملكة.
أليس من الأفضل ان تبحثوا عن العوائل المحتاجة وتعطوهم مبالغ مقطوعة قبل شهر رمضان بيوم او بيومين لتغطية احتياجاتهم طوال الشهر؟ وتضعوهم في الحسبان ايضا في بقية أشهر السنة؟
أليس من الافضل ان نسعد ابناء وبنات الحي والمدينة او القرية بأن لا نجعلهم لا يعرفون من الشربة الا رائحتها من الجار الذي لا يسأل عن جيرانه ولا عن احوالهم أليس من الافضل بأن هذه المخيمات والتي يكلف بعضها مئات الالوف من الريالات المخيم الواحد فقط فما بالك بها جميعها؟
اقول أليس من الافضل ان تكون التكاليف موجهة بنفقتها نقدا الى من يستحق الانفاق من الفقراء والمساكين واعني بهم العوائل السعودية وغير السعودية المسلمة في بلدي.
سؤال اوجهه الى كل مواطن ومواطنة والى كل امام مسجد ومؤذن والى كل رجال وسيدات الاعمال والى معالي وزير الشؤون الاسلامية؟
والى معالي وزير الاوقاف؟
والى معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية؟
والله من وراء القصد وتقبلوا احترامي وتقديري.
حسين الراشد العبداللطيف

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved