| عزيزتـي الجزيرة
رداً على مقال السيد وليد العويرضي (كارثة لغوية اسمها ما في مشكلة ) الذي نشرته جريدة الجزيرة في عددها رقم (10272) الصادر يوم الأحد 16 شعبان 1421ه، أود أن أعلق هنا قائلاً بأنه من خلال قراءتي لمقال الأخ المذكور لمست شيئا من التسرع في إبداء رأيه حول حملة هاتف بُراق الإعلانية، بل إن الأخ كاتب المقال نظر إلى النصف الفارغ من الكوب دون الاكتراث بالنصف الآخر الممتلىء.
فما من شك أن لغتنا العربية التي نعتز بها لا زالت بخير ولله الحمد، بل وقادرة على مواكبة معظم المستجدات العلمية في عالم اليوم دون ان يشوبها في ذلك شائب، ومن هذا المنطلق حرصنا على ان تحمل البطاقة الهاتفية العصرية اسماً عربياً ذا بُعد إسلامي، وعلى هذا الأساس أطلقنا عليها اسم (بُراق) اقتباساً من حديث المعراج الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم، أكثر من ذلك ان كلمة (براق) إلى جانب كتابتها بالعربية، كُتبت أيضاً بالإنجليزية، ليكون ذلك مدعاة لإثارة تساؤل غير الناطقين باللغة العربية ممن هم من غير العرب والمسلمين الراغبين في معرفة ماهية هذا الاسم، وبذا نكون قد أضفنا إلى معارفهم السابقة عن الدين الإسلامي معلومة جديدة عن ديننا الحنيف.
هذا من جهة، ومن جهة اخرى لمست من خلال قراءتي لمقال الأخ العويرضي انه على علم بأن هذه الخدمة تم ابتكارها لخدمة العمالة الآسيوية الوافدة، وهي الفئة غير الناطقة باللغة العربية، وفي الوقت ذاته هي الشريحة الأكبر من فئة المجتمع ممن لا يملكون أجهزة هواتف منزلية ثابتة، لذا كان من الأسهل علينا استبدال جملة (ما في مشكلة) بجملة )No problem( التي هي إنجليزية 100%، والتي لا أخالني ان الأخ العويرضي سيعترض عليها أيما اعتراض، ذلك أن العبارة لا تمت بصلة للغة العربية لا من بعيد أو قريب، إلا أننا آثرنا استخدام عبارة عربية في مشكلة والمشتقة من عبارة لا يوجد مشكلة التي من الصعب ان تفهمها الفئة المستهدفة من هذا الإعلان نظراً لأنها غير دارجة في لغة التخاطب اليومي المستخدمة على الصعيد الشعبي، والتي نقلها عنا ويفهمها اليوم الكثير من افراد الجاليات الآسيوية العاملة بالمملكة، أكثر من ذلك أننا قمنا بكتابة عبارة ما في مشكلة بحروف إنجليزية تعطي نفس المعنى (Ma Fi Mushkila)، وبهذا نكون أسهمنا في تعليم غير الناطقين باللغة العربية عبارة عربية جديدة مع بعض الاختلاف البسيط في كيفية نطقها.
وإن كان هناك من نقطة اخيرة أود ان أوضحها للأخ العويرضي هي ان الرسالة الإعلانية لا بد ان تكون واضحة كل الوضوح وقريبة جداً من ثقافة الفئة التي يستهدفها الإعلان، وذلك ليتسنى للحملة الإعلانية تحقيق الأهداف التسويقية المرجوة منها.
وعليه أقول للأخ العويرضي أن لا مشكلة في استخدام عبارة ما في مشكلة المتعلقة بحملتنا الإعلانية الخاصة ببطاقة براق الهاتفية.
تركي المقيرن مدير تطوير الأعمال وكالة مروان للدعاية والإعلان
|
|
|
|
|