أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 14th November,2000العدد:10274الطبعةالاولـيالثلاثاء 18 ,شعبان 1421

مقـالات

بوح
الجشع
إبراهيم الناصر الحميدان
من الطبيعي أن الإنسان كل إنسان في الدنيا يعمل من أجل أن يحصل على مقابل لذلك العمل وحتى إن لم يكن عاملا فيمتهن اعمالا حرة او يتعاطى البيع والشراء أي التكسب فهو يفعل ذلك بغية أن ينال ما يوازي جهده ومخاطر السوق من حيث الطلب على ما يتعامل به مع ارتفاع سعره او انخفاضه, ونحن نعلم ان الله سبحانه وتعالى قد وزع الأرزاق بين عباده فنقول بأن المولود يأتي ورزقه معه, طبعا نحن نتألم لبعض المواقف ونستنكر وجود خلل في الاسواق مثل ان نرى المزارع الذي تعب في زراعة بضاعة ما ووظف لها ماله وجهده وصرف عليها الكثير من الضرورات مثل الماء وكرس لها وقته وأحضر عمالا لمساعدته، ثم بعد الحصاد يأتي جهده لا يعادل ما يحصل عليه من عائد بل انه يستغل بجشع في ذات السوق فيما تباع الكمية التي تملأ شاحنة صغيرة بمائة ريال على سبيل المثال تجد ان الكيلو الواحد من ذات البضاعة يباع بعد ذلك بعشرين ريالا للكيلو الواحد,, فيشعر بالغبن والاستغلال الفاضح الذي لا يرضى به من يحكّم ضميره, لذا فان على الجهات المسؤولة ان تتدخل لرفع هذا الظلم الفادح الذي يتعرض له الفلاح المسكين في اسواق الخضار يوميا حتى لو اضطرت الى وضع تسعيرة لحمولات البضائع المختلفة, فالسعر البخس الذي تباع به هذه الكميات من الخضار يوميا يقابله من الطرف الآخر جشع يقوده سماسرة السوق, وانا ادعو وزارة التجارة بالذات الى جانب الامارات والغرف التجارية الى ان تضع مراقبين وتقترح الحلول الايجابية لمثل هذه الاوضاع الأليمة التي يتعرض لها المزارع حتى وان قيل ان المزارع ترك استغلال أرضه الى آخرين من جنسيات اجنبية لاستثمارها عن طريق الزراعة فالبلاد تخسر الماء والارض تفقد الخصوبة عند الاستثمار, ومن الظلم الفادح ان تأتي الأرباح للذين لم يتعبوا او يسهروا في ري وزراعة الارض.
فالمستغل ينبغي ان يجد من يقف الى جانبه والمؤلم ان بعض المزارعين يجد صعوبة في تدبير اجرة الشاحنة التي نقلت بضاعته من مزرعته حتى توصيلها الى السوق، بمعنى ان تعبه ذهب هباء كأجرة لشجن البضاعة ليأتي السماسرة وينقضون مثل الكواسر على باقي الفريسة الضحية وهم يتغامزون مبتسمين!! فأين العدل في مثل هذه الحالة؟ اين من يقول لهؤلاء المستغلين حكّموا ضمائركم يا ناس فالشراكات التي يشترك فيها المستثمرون وبينهم اجانب من الهنود وسواهم من الأبالسة تدخل ارباحها جيوب هذه الفئة ما بين السماسرة والمستغلين على حساب المزارع والارض التي فقدت الماء والخصوبة,, وللعلم فلست مضاربا في هذه الاسواق ولا املك ارضا في اي مكان سوى أرض منزلي كما لا افهم في لعبة البيع والشراء التي تدبّر في اسواق الخضار كل يوم في اوقات الفجر اي قبل طلوع شمس النهار الجديد الذي ندركه في الضحى لأن الأرق يلازمنا كل ليلة,, لأسباب نجهلها نحن المشتغلين في الهمّ الاجتماعي الذين كرسوا وقتهم وتفكيرهم للبسطاء من المواطنين ينتظرون الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى فلنرفع الظلم عن الناس ونقول للجشع لا,, ثم لا والتوفيق بيد الله.
للمراسلة ص,ب: 6324 الرياض: 11442

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved