| مقـالات
كل الطرق تؤدي الى اسرائيل.
لا شيء يأمله العرب في ظل اللوبي الصهيوني والاستجابة الأمريكية.
ولكن القشة تفتح كل الآمال أمام الغريق.
بوش الابن.
وآل جور.
متنافسان بين أن يكون أحدهما كل شيء.
فيما يكون الآخر لا شيء.
ولما كان الفوز حياة استثنائية وكأنها بوش الابن .
والاخفاق موت استثنائي وكأنه آل جور .
فقد فكرت طويلاً وتساءلت: كيف يستقبل الفائز خبر الفوز، وكيف يحتمل الفاشل فداحة الصدمة؟
ثم عدت اسأل عن عظمة الشعب وصدق الديمقراطية وأقول للذين قتلوا فينا بصيص الأمل: كيف أنتم مع قادتكم؟
وجلست أتصور المسافة الضوئية بين الادعاء والحقيقة,
ليس هذا مهما فقد افضنا بالحديث عن قوانين التماس بين السياسة والاعلام .
الشيء المبهج والمسعد في نتائج الانتخابات الأمريكية ان اللوبي الصهيوني قد تلقى لطمة من الارادة الشعبية الأمريكية.
وهي نقطة في صندوق العرب الذي حرم ولسنوات عدة من أي نقطة.
آل جور المتملق المتزلف للصهيونية تلقى صفعة مؤلمة ستكون درساً حياً لكل من سال لعابه لبريق البيت الأبيض, ومع هذا المكتسب الضئيل جداً فإنه ليست لنا طموحات عريضة مع بوش الابن ولكن لإعلامنا أكثر من مجال في التقاط الخيط، واستغلال هذه المناسبة لاختراق الذهنية الأمريكية التي استعمرتها الصهيونية العالمية, وأقرت فيها صورة مشوهة للانسان العربي.
بوش الابن رئيس مؤسسات ومنفذ سياسة جماعية، وأمريكا دولة مؤسسات والارادة الفردية لا مكان لها, ولكننا نعول على الفريق الذي سيتولى طبخ القرارات وبامكاننا ان نستغل فترة الصدمة للوبي الصهيوني .
يجب على العالم العربي أن يعيد صياغة خطابه واسلوب تعامله, وأمريكا دولة فيها أكثر من مدخل ولديها أكثر من مضمار، وليس شرطاً أن نضع بيضنا في سلة واحدة تتمثل في موقفها من قضيتنا الكبرى والأهم فلسطين.
دعونا نتمكن من اتاحة الفرصة لنقول شيئا، دعونا نطرح اشكاليتنا دون أن نكتفي باللعن دعونا نضيء شمعة في الظلام.
لقد مللنا من لعن الظلام.
نحن نعرف مواقف أمريكا, ونعرف انها مجحفة وان كل بيضها في سلة اسرائيل,
ومن الأفضل الا نكسر البيض من الأفضل ان نظفر ولو ببيضة واحدة.
ان اللطمة التي وجهت للصهيونية في الانتخابات الأمريكية فرصة ثمينة فلنكن أذكياء في استثمارها.
لقد عرفنا أنفسنا وعرفنا غيرنا بتفويت الفرص والتعويل على العواطف وتلهية الشارع العربي.
فلنحاول هذه المرة ان نغير اسلوبنا أن نواجه الحكومة الجديدة بأسلوب جديد, ان نقلب الصفحة المليئة بالشتائم أن نفتح صفحة جديدة تمتلىء بالحوار الحضاري وبطول النفس.
لقد مللنا العنتريات والشيطان الأكبر وما بقي الا ان تصمت العاطفة وينطق العقل.
لقد سعدنا كثيرا بفوز بوش الابن وسعدنا كثيرا لفشل آل جور المتملق للصهيونية والمراهن على دعمها.
ويجب أن تترجم هذه السعادة بخطاب حضاري ليتقدم بنا خطوة واحدة الى الامام.
لقد كانت رهاناتنا هذه المرة على غير ما كنا نعهده من نتائج.
الشعب الأمريكي معزول عنا خطابنا دائما للسلطة.
والشعب الأمريكي حين تنقل له الصورة حين نتمكن من النفاذ اليه نستطيع أن نحقق مكاسب نسبية دون المأمول وننفذ الى الشعب الأمريكي الذي يختزن عن الانسان العربي أسوأ الصور.
لماذا لا نحاول النفاذ الى الذهنية الأمريكية بخطاب عقلي حواري يرغمه على الاستماع والاقتناع,
نحن أصحاب حقوق كثيرة والخطأ الفادح اننا لا نملك الآلية لطرح هذه الحقوق أمام الرأي العالمي نحن في الذهنية الغربية.
ارهابيون.
متخلفون.
همجيون.
في حين يحتل الانسان اليهودي مكانة أسمى، ذلك السائد والحقيقة ان العربي على خلق نبيل وبامكانه أن يقدم نفسه الى الانسان الأمريكي، لن نهزم اسرائيل بمواجهة أمريكا، نهزمها بكسب الشارع الأمريكي.
خرج آل جور,, وخرج معه الحزب الديمقراطي الذي يميل كل الميل مع الصهيونية.
ودخل بوش الابن ودخل معه الحزب الجمهوري وهو لا شك أخف الضررين.
فلنركب أهون الضررين،
انها فرصة ثمينة ومناسبة لاعادة النظر في الخطاب العربي.
فهل نستطيع توحيد موقفنا من العهد الجديد لكي نكسب القليل أو ندفع الشر الى حين.
ارجو ذلك.
|
|
|
|
|