| مقـالات
تنطلق بين الحين والآخر حملات إعلامية مختلفة أمنية واجتماعية واقتصادية تتعدد بتعدد القضايا التي تتناولها، إلا أن هناك الكثير من السلوكيات الخاطئة والممارسات التي تتطلب المراجعة والتقويم، يعاني منها مجتمعنا ولم تتطرق إليها الحملات الإعلامية، ولم تسلط عليها الأضواء على الرغم من ارتباطها اللصيق بالمجتمع باعتبارها مؤشرا حضارياً يعتمد نجاح كل الحملات الإعلامية السابقة الذكر عليها، وعلى الرغم من أن هذه السلوكيات يصعب حصرها حيث تتعدد بتعدد الممارسات والتصرفات اليومية التي نعيشها، فهذا يتهور في القيادة ويزعجك بالمنبه بدون داع، وذلك يزاحمك على دورك بدون احترام في الشارع وكونتر الخدمة، وآخر يتجاوز بكلامه وفعله عندما تلفت انتباهه إلى خطأ ما وغيرهم يتلف الممتلكات العامة وينتقص من متعتك في أي موقع ترتاده بتهريج ولا مبالاة، والبعض الآخر يركن سيارته ليقفل عليك الطريق ويمنعك من الخروج وعندما يعود يقول لك وبكل برود (كلها خمس دقائق) دون حتى أن يعتذر، وهناك من يقاطع حديثك مع بائع او موظف ولا ينتظر حتى يأتي دوره، ومنهم من يتسكع كأن الطريق وكل شيء له وحده وعلى الآخرين الانتظار بعده، وغيرها كثير من الصور التي لا تحترم مشاعر الآخرين وتؤدي إلى مضايقتهم والتي أؤكد أن الكثير منا يراها ويتعايش معها بصفة يومية وأصبحت تؤرق الإنسان إلى درجة أصبح يفضل العزلة على رؤية ومعايشة هذه السلبيات، ويحضرني هنا مقال قرأته للأستاذ عبدالله الكعيد حيث ذكر وبكل صراحة أننا مجتمع لا يزال الكثير من افراده غير متحضر وينقصه أدب معاملة الآخرين، ولا أخاله إلا أصاب عين الحقيقة لمعظم أفراد المجتمع.
وأعود لما ابتدأت به حيث أننا بحاجة ماسة إلى حملة إعلامية تدعو لتقويم السلوك وتثقيف المجتمع ورفع درجة الوعي لديهم في احترام المشاعر وتوطيد أواصر العلاقات الإنسانية وإشاعة روح المحبة بين أفراد المجتمع، لأنه بنجاح تلك الأهداف والقضاء على تلك السلبيات فإنها ستؤثر إيجابيا في كل الحملات التوعوية الأخرى التي يعتمد عليها درجة الوعي واحترام الإنسان للإنسان ذاته، ويفترض أن تتولى وزارة الإعلام تنظيم هذه الحملة حيث إن من أهدافها العمل على رقي المجتمع وتقدمه ولأنها تزخر بالكفاءات الإعلامية ومن لديهم الخبرة الكافية والمتميزة لإنجاح مثل هذه الأعمال، ولديها الوسائل الأكثر جاذبية وفاعلية، ووزارة الإعلام عليها المبادرة وتلمس مواطن الخلل في المجتمع ولا سيما في مثل هذا النوع من الحملات، وستكون قيمنا الدينية وتقاليدنا الاجتماعية مصدراً هاماً لنجاح الحملة الإعلامية.
نعم نحن مجتمع بحاجة ماسة إلى حملة إعلامية تنادي باحترام مشاعر الآخرين ومعرفة فنون العلاقات الإنسانية بما تشمله من فهم وثقافة وأسلوب حديث وكلمة رجاء واعتذار، لأننا مجتمع أرض الرسالة الخاتمة ولأن العالم ينظر إلينا على أننا مهبط الوحي وأرض المقدسات، فلذلك يجب علينا ان ندعو لأن يكون سلوك مجتمعنا متناسباً مع ما حبا الله به بلادنا من تشريف.
* مدير إدارة الشؤون الإعلامية بأكاديمية نايف
|
|
|
|
|