أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 13th November,2000العدد:10273الطبعةالاولـيالأثنين 17 ,شعبان 1421

الطبية

مرارة السكر تفضحها العيون أيضاً
الإرادة القوية سلاح مهم لمريض السكر
ما زال السكر من الأمراض التي توقع بالكثيرين وتعطل بل وتتلف أجهزة الجسم المختلفة,, ومما يفاقم المشكلة ويوسع من رقعة الإصابة بهذا المرض العضال هو عدم اهتمام الكثيرين بإجراء الفحوصات الدورية اذ يؤكد المتخصصون ان اكتشاف المرض مبكرا له دور لا يستهان به في كبح جماح هذا المرض كما هو الحال مع غيره من الأمراض.
ومن بين أجزاء الجسم التي تقع فريسة للسكر ومضاعفاته جوهرة النظر,, أو ما نعرفه بالعين، وهذا ما نتناوله بشيء من التفصيل من خلال اللقاء التالي مع د, عبدالعزيز الحواس استشاري جراحة العيون بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني الذي يستهل حديثه بقوله: ان السكر من الأمراض الشائعة اذ يصيب عددا كبيرا جدا من الناس، وهناك نوعان منه: الاول وهو الأكثر انتشارا ويوجد لدى البالغين وكبار السن، وهذا النوع قد يحدث بسبب قصور في البنكرياس لانتاج الانسولين سواء أكان هذا القصور جزئياً أو كلياً, وهذا النوع من السكر يتم علاجه عادة بالحمية، وإذا لم تكن الحمية كافية فيتم اللجوء إلى الحبوب وهي أدوية تؤخذ بالفم لتحفيز البنكرياس على إفراز كمية أكبر من الأنسولين التي يحتاجها الجسم,, وإذا لم تفلح هذه الطريقة فيتم التحول إلى البديل الأخير وهو الأنسولين الصناعي, اما النوع الآخر من السكر فيصيب الصغار وعادة لا علاج له سوى استخدام الانسولين الصناعي.
ويشير د, الحواس إلى حدوث السكر في المملكة على نطاق واسع جداً حيث ثمة نسبة كبيرة من المصابين به، كما يوجد نسبة كبيرة مصابة بهذا المرض ولم يتم تشخيصهم ويرجع هذا لأسباب عديدة منها عدم حرص عامة الناس على المراجعة الدورية التي تسهل عملية اكتشاف هذا المرض,.
اما عن الأعراض فهناك اعراض ليس من الضرورة ان تكون موجودة لدى كل إنسان، لكنها توجد لدى الأغلبية وهي الشعور بالعطش وكثرة التبول,, ومن المعروف ان السكر يؤثر على كافة أجهزة الجسم الحساسة والمهمة, اذ ان ارتفاع نسبة السكر لمدة زمنية طويلة قد تؤدي إلى إصابة الكليتين والعينين والعضلات، وإصابة الجهاز العصبي المركزي وكذلك الجهاز العصبي الطرفي,, واصابة كل هذه الأجهزة الحساسة تتم بطريقة مشابهة وهي إصابة الاوعية الدموية الدقيقة التي تغطي هذه الأجهزة.
أما عن تأثيرات السكر على العين فيقول د, الحواس: من الملاحظ ان مرضى السكر في المراحل الأولى من الإصابة قد لا يشعرون بهذه التأثيرات، ولكن قد يؤدي عدم انتظام مستوى السكر في الدم إلى اختلال عملية الإبصار وقد تكون البداية التأثير على عدسة العين وتغيير التحديق فنجد ان المريض سواء أكان لديه قصر أو بعد نظر يحتاج إلى تغيير النظارات أوتبديلها على فترات قصيرة,, ومن أسوأ مضاعفات السكر تأثيره على الشبكية، إذ ان استمرار ارتفاع السكر في الدم وعدم التحكم فيه لمدة زمنية طويلة يؤثران على الشبكية، وهذه التأثيرات تبدأ بدايات طفيفة لا يحسب بها المريض أبدا وهي زيادة كمية التروية في الشبكية واحتقانها تاليها اعتلال الشبكية الجاف ثم اعتلال الشبكية الوعائي وهو الأخطر بحيث يصبح هناك أجزاء من الشبكية تنمو عليها كمية من الأوعية الدموية غير السليمة القابلة للنزف والتي تحجب الرؤية، ولا علاج لهذه الحالة في الوقت الحالي سوى بالليزر.
وهناك درجة معينة من المرض تستعدي التدخل بالليزر، اما ما قبل هذه المرحلة ينصح في العادة بالتحكم في السكر والتغيير مثلا من الحبوب إلى الانسولين الصناعي والمتابعة الدقيقة، وفي مرحلة ظهور الأوعية الدموية غير الطبيعية لا علاج آخر سوى اللجوء إلى الليزر, والليزر كما هو معروف سلاح ذو حدين يستخدم لمعالجة وإيقاف استمرار نمو هذه الأوعية الدموية، لكنه في نفس الوقت عبارة عن أشعة حارقة تؤدي إلى قتل جزء من الشبكية ويجب ان يكون هذا معلوم لدى مريض السكر، وعليه ان يعلم أيضا ان هذا العلاج لا يؤدي إلى تحسين الرؤية وانما للمحافظة على ما تبقى من الشبكية لكي لا يعطب,, وقد تسوء الرؤية بعد المعالجة بالليزر لفترة زمنية بسيطة وهذا متوقع لذا على المريض أن لا ينزعج وانما يراجع طبيبة المعالج, لكن لا بديل لليزر في الوقت الحالي لمعالجة اعتلال الشبكية الناتج عن السكر.
ويحذر د, الحواس ان النتيجة النهائية لاعتلال الشبكية بسبب السكر هي العمى، لكنه يشير إلى انه من السنة الاولى وحتى الخامسة للإصابة بسكر الدم بمستويات عادية جداً لاتصاب الشبكية بأي أذى، ومن الخامسة إلى العاشرة يبدأ حدوث الاختلال، بعد الخامسة عشرة يكون لدى أغلب مرضى السكر درجة من درجات اعتلال الشبكية بسبب هذا المرض, وتختلف سرعة اعتلال الشبكية بسبب السكر من شخص لآخر وتختلف من تركيبة جسدية لأخرى، كما ان هناك عوامل محفزة مثل ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام السكر وعدم أخذ الجرعات الكافية من العلاج وكذلك السمنة, وهذه العوامل تتضافر لتضاعف اصابة الشبكية بالاعتلال ,, وعموما فإن الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم أو الأنسولين تؤدي إلى تأخير وتقليل مخاطر اعتلال الشبكية بسبب السكري.
اما النصيحة الذهبية التي يقدمها د, الحواس فهي ضرورة حرص كل من تجاوز الأربعين من عمره على فحص سكر الدم سنوياً، هذا بالنسبة للاصحاء, أما بالنسبة لمن اكتشف ان لديهم سكر الدم فيجب عليهم الاهتمام بالطرق العلاجية ومتابعة علاجهم لدى احدى عيادات السكر بانتظام مع الإلتزام بنصائح الطبيب المعالج, كذلك والكلام للدكتور الحواس على مريض السكر ان يحاول بناء إرادة قوية للتحكم في كمية الأغذية التي يتناولها لأنه يتوقف عليها كمية العلاج الذي يحتاجه الجسم.
أدوية السكر
يعتمد علاج مرض السكر بحسب معرفة الطبيب المعالج واختياره للعلاج المتوفر عن طريق الفم أو الحقن بالأنسولين بشكل منفصل أو قد تكون أكثر من دواء عن طريق الفم أو الأنسولين مع الأدوية التي تأخذ عن طريق الفم, وتبعا للمحافظة على مستوى السكر في الدم ووزن المريض والتغذية المتبعة بالإضافة إلى الرياضة يتم عندها اتباع نوعية العلاج,تنقسم أدوية السكر إلى قسمين رئيسين وهما الأنسولين ويؤخذ عن طريق الحقن والأدوية التي تعطى عن طريق الفم.
الأنسولين:
يعتبر الأنسولين من أهم الهرمونات الموجودة في جسم الإنسان حيث يعمل كمصدر للطاقة اللازمة لعملية النمو في الكائن الحي,يعمل الأنسولين كوسيط لتسهيل نقل السكر من الدم إلى خلايا العضلات، خلال الكبد، وخلايا الأنسجة الدهنية.
يهدف العلاج بالأنسولين لتعويض نقص هرمون الأنسولين بعد ان أصاب المريض خلل في غدة البنكرياس وعجزت عن إفراز الكميات الضرورية لاستهلاك كمية السكر في جسم ذلك المريض فالأنسولين يعمل على المحافظة على توازن السكر في الدم وتثبيط توليد الكيتونات إضافة إلى المحافظة على صحة مريض السكر من المضاعفات الناتجة من مرض السكر.
أنواع الأنسولين:
يمكن تقسيم الأنسولين الأكثر تداولاً إلى:
أنسولين سريع المفعول (صافي) وهو سريع الامتصاص وقصير الأجل.
أنسولين معتدل المفعول (عكر) وهو بطيء الامتصاص وفترة مكوثه معتدلة.
أنسولين طويل المفعول (الترا) وامتصاصه بطيء جداً وهو طويل الأجل.
أنسولين مخلوط (عكر + صافي بنسبة ثابتة 50:50 أو 70:30)
كما يمكن خلط الأنسولين بنسب ثابتة من الأنسولين سريع المفعول ومعتدل المفعول بحسب طلب الطبيب المعالج.
تختلف هذه الأنسولينات من الناحية الدوائية من حيث بداية المفعول، أعلى تركيز، وفترة تواجد في الدم (كما في الجدول 1).
يعمل الأنسولين كمصدر لحرق الوقود واستغلال هذه العملية لبناء الكائن الحي، لذلك فإن تأثير الأنسولين ومفعوله الحيوي بالإضافة لنسبة امتصاصه بعد حقنه تحت الجلد يعتمد على عوامل عديدة:
الأدوية التي تعطى عن طريق الفم:
تنقسم هذه الأدوية إلى المجموعات التالية:
مجموعة السلفونيل يوريا Sulfonylurea
مجموعة البيقونيد Biquanide
مجموعة مثبطات إنزيم ألفا جليكوزيديز a-Glucosidase Inhibitors
مجموعة ثيوزيليدين دايون Thiozolidinedione
مجموعة السلفونيل يوريا Sulfonylurea
وهي الأدوية الأكثر شيوعا واستعمالا من قبل مرضى السكر, تعتبر أفضل الأدوية التي تعطى عن طريق الفم من الناحية الاقتصادية والدوائية, تعمل هذه الأدوية بتنبيه البنكرياس لإفراز الأنسولين.
أهم الآثار الجانبية لهذه الأدوية بأنها تعمل على تخفيض حاد للسكر بالدم وخاصة عند أولئك المرضى الذين لا يتناولون وجبة الطعام بعد حبة الدواء, تؤخذ هذه الأدوية قبل تناول وجبة الأكل.
أمثلة على مجموعة السلفونيل يوريا Sulfonylurea
جلبنكلاميد 5 ملجم Gilbenclamide وأشهر الماركات:
داياتاب Diatab من الشركة الدوائية السعودية.
جلبيل Glibil من شركة الحكمة الأردنية.
دوانيل Daonil من شركة هوكس الألمانية
أوقلوكون Euglocon من شركة بهرنجر الألمانية.
جليبزيد 5 ملجم Glipizide وأشهر الماركات:
ميندياب Minidiab من شركة كارلو أربا الإيطالية.
جليكلازيد 80 ملجم Gliclazide.
مجموعة البيقونيد Biguanide
تستخدم هذه المجموعة عند بداية الشعور بمرض السكر, تعمل هذه الأدوية:
* تنشيط استهلاك السكر في النهايات الطرفية,* تقلل تحليل السكر وخروجه من الكلية,* تزيد استهلاك الأمعاء للسكر.
يتم تناول الحبوب بعد وجبة الأكل
مثال لهذه المجموعة:
ميتفورمين 500 ملجم و 850 ملجم Metformin
مجموعة مثبطات إنزيم ألفا جليوكوزيديز a-Glucosidase Inhibitors
تستخدم هذه المجموعة لتقليل ارتفاع السكر الناتج بعد تناول الأكل عن طريق تثبيط هذا الإنزيم.
أهم الآثار الجانبية لهذه الأدوية بأنها تعمل على تخمر السكر بالأمعاء وبالتالي تؤدي إلى زيادة في الغازات ومضايقات في البطن.
مثال لهذه المجموعة:
أكاربوز 50 ملجم و 100 ملجم Acarbose
مجموعة ثيوزيليدين دايون Thiozolidinedione
تعتبر هذه المجموعة أحدث أدوية السكر وتعمل:
* زيادة حساسية الأنسولين للالتصاق بمستقبلات الخلية.
* تقلل كمية السكر الناتج من الكبد وذلك بتقليل عملية تحليل السكريات إلى سكريات سهلة الامتصاص.
لازالت هذه المجموعة في بداية الاستعمال وبعضها شديد السمية للدم والكبد بالإضافة إلى تأثيراتها الجانبية للقلب.
مثال لهذه المجموعة:
تروقلايتازون 200 ملجم Troglitazone
د, سالم دخيل السويدان
صيدلي أكلينيكي بعيادة السكر
مستشفى الملك فهد للحرس الوطني

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved