| الطبية
مرض السكر من الأمراض التي بدأت في الظهور في مجتمعنا في السنوات الخمس عشرة الاخيرة، ولعل من أسباب ظهور هذا المرض توفر الامكانيات الغذائية وتنوعها إضافة إلى الرفاهية التي يعيشها معظم أفراد هذا المجتمع مع عدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
والسكر له أنواع منها السكر البولي أوكما يدعى عادة بمرض السكر وهو من الأمراض المنتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم وفي الدول المتقدمة بصورة أوضح وهو منتشر في المملكة يكاد لا يخلو بيت من مريض في السكر أو في أحد أقاربهم.
ولقد ظهر هذا جليا في الخمس عشرة سنة الأخيرة نتيجة للتغير الكبير في نمط الحياة الاجتماعية وحياة الرفاهية والثراء المؤدي إلى توفر جميع أنواع الغذاء وقلة الحركة لهذا تبلغ نسبة مرضى السكر في المجتمع السعودي حوالي 5% (وهي أكثر بكثير منها في دول العالم الثالث حيث تبلغ في تلك الدول 2,1%) وفي هذا المرض تكون كمية السكر في الدم أعلى من معدلها الطبيعي وذلك لأحد السببين التاليين:
أولاً ان كمية الأنسولين المفرزة من غدة البنكرياس قليلة.
ثانياً: عدم قدرة الجسم على استخدام كمية الأنسولين التي تفرزها غدة البنكرياس بالكميات العادية ينتج عن هذه الزيادة في سكر تغييرات غير صحية في كثير من أعضاء الجسم.
ومن أنواع السكر النوع الأول الذي يصيب صغار السن والشبان بسبب عدم قدرة البنكرياس على إفراز كمية الأنسولين الكافية, وفي هذا النوع يعتمد المريض على أخذ جرعات الأنسولين دائماً.
وهناك نوع ثان يحدث في العادة لدى كبار السن الذين تعدى عمرهم الأربعين سنة وفي هذا النوع يفرز البنكرياس كمية طبيعية من الأنسولين لكن الجسم لا يستطيع استعمالها الاستعمال الأمثل, لعلاج هذا النوع نستخدم الحمية الغذائية وأخذ أدوية بالفم.
ولمرض السكر آثار منها على الأوعية الدموية الصغيرة الموجودة في الأعضاء المختلفة وبالتالي تتأثر الكلية مثلها مثل العيون والأعصاب والقلب والأمعاء,, الخ.
وتظهر علامات التأثير على الكلية في بداية الأمر بزيادة ظهور الزلال في البول وفي المراحل الأولى من المرض قد لا يظهر الزلال في البول إلا عند استخدام شرائط فحص البول المعروفة وتزداد كميته تدريجياً مع الزمن بحيث تصبح أكثر من ثلاث جرامات في تجميع 24 ساعة بول ويبدأ مع هذا ورم في القدمين وربما ينتشر احتقان المياه والأملاح في الجسم ليشمل الرئتين والبطن,, الخ، كما يصاحبه ارتفاع في الضغط ومن ثم فشل في عمل الكلية وما يصاحبه من أعراض الفشل الكلوي المختلفة.
عندما تصاب الأعصاب المختلفة في الجسم ومن ضمنها الاعصاب المتصلة بالمثانة البولية ينتج عن ذلك صعوبة في التبول وافراغ المثانة وسوف يؤدي ذلك إلى ارتفاع الضغط في المثانة وفي حوض الكلية مما يسبب تلفا في الكلية إضافة إلى ذلك يساعد بقاء البول في المثانة لفترة طويلة على تكاثر البكتيريا بسبب وجود نسبة عالية من السكر في البول وتكرار الالتهابات البولية وما ينتج عنه من تلف للكلية، هذا التأثير للسكر على الكلى والمثانة يحدث في حوالي 50% من مرضى السكر من النوع الأول وعلى 30% من مرضى النوع الثاني ولكن تأثيره بدرجات مختلفة.
والجدير بالذكر انه ليس كل مرضى السكر يصابون بفشل كلوي حيث يصاب عدد قليل (حوالي 6%) من مرضى السكر النوع الثاني.
ومرضى السكر بأنواعه معرضون لارتفاع ضغط الدم وسرعة تصلب الشرايين وما يسببه من الإصابة بأمراض القلب كذلك تصاب العينان مما ينتج عنه في النهاية فقد البصر.
كذلك مرضى السكر معرضون لمضاعفات بعض الأدوية المزيلة للألم والتي تشترى بدون استشارة الطبيب مما يتسبب في سرعة حصول الفشل الكلوي, ويصاب حوالي 50% من مرضى السكر من النوع الأول (الذي يصيب صغار السن) وحوالي 30% من النوع الثاني بدرجات مختلفة.
أما الأعراض الأولية لحدوث إصابة الكلية بمرض السكر هو ظهور الزلال في البول مع زيادة ومع زيادة فقد الزلال في البول فإن نسبته في الدم تأخذ في النقصان وهذا بدوره يؤدي إلى احتقان الماء في الجسم و الذي يظهر بتورم الرجلين كما قد يصاحب ذلك ارتفاع في ضغط الدم، من أجل ذلك يجب على مرضى السكر ان يقوموا باستمرار بفحص الدم لمعرفة نسبة السكر ووظائف عمل الكلية وكذلك فحص البول وقياس ضغط الدم مما يساعد على اكتشاف إصابة الكلية مبكراً وبالتالي سرعة بدء العلاج وتجنب تدهور حالة إصابة الكلى بمرض السكر.
ومع تقدم الإصابة بالكلى وحدوث الفشل الكلوي (لا سمح الله) فإن المريض يبدأ بالمعاناة من أعراض مختلفة مثل الغثيان والاستفراغ، ونقص في الوزن، وفقر في الدم وضعف عام, ويبدأ بالشكوى من حكة شديدة في جلده وآلام في ساقيه كما ان جرعات الأنسولين قد تنخفض عن الكمية التي يستخدمها المريض قبل حدوث الفشل مما يعرضه لنوبات نقص حاد في نسبة الجلوكوز في الدم وحالة اغماء نتيجة لذلك.
والذي يمكن ان يعمله المريض لتفادي إصابة وتدهور عمل الكلية هو ان يحافظ على معدل السكر في الدم في المعدل الطبيعي أوبالقرب منه ما أمكن هذا ولقد أثبتت الدراسات حديثاً ان التحكم في ارتفاع ضغط الدم من أهم الأسباب التي تمنع وتوقف تدهور عمل الكلية, ومما لا شك فيه ان تغير نمط الحياة وتجنب بعض العادات السيئة مثل التدخين والسهر الطويل سوف تكون لها فائدة كبرى لمرضى السكر ويستحب لمريض السكر ان يبدأ في عمل بعض أنواع الرياضة الخفيفة وخاصة المشي المنتظم في كل يوم, ويجب ان نتذكر انه ليس كل مريض بالسكر سوف يصاب بفشل كلوي وعلى كل مريض مناقشة حالته
مع طبيبه من أجل معرفة إذا كان يوجد لديه العوامل المسببة لحدوث الفشل الكلوي.
أ د, سمير بن حريب استشاري أمراض الكلى وضغط الدم
|
|
|
|
|