| عزيزتـي الجزيرة
مهداة من محمد الدرة إلى الأمة العربية
أنا لا أملك زيف الكلمات ولا أملك سُمَّ النظرات
أنا لا أملك صوتاً يعبر نفق الصمت ويخترق اللحظات
أنا لا أملك الا قلباً يرسل أقوى الدقات
اسمو فوق الحاضر بالماضي، مرفوع الدرجات
ودمي ينساب عبيراً من غامض حزن فوق الطرقات
في قلمي حبرٌ مصنوعٌ من لحمٍ منزوف القطرات
أبكي، وأبي يرتعد وفي عينيه بريق العبرات
يأخذني تحت جناحه في لحظة رعبٍ، مكسور الخفقات
خوفاً أن يأخذني نسر الموت بعيداً عن أدواتي
**
ويمرُّ الحزن الى قلبي,, ويئن فؤاد أبي تحت هدير الطلقات
مطر أسود ينساب شظايا فوق حطام الرغبات
يا أبتي إني مجروحٌ وجراحي تنمو فوق الزمن العاتي
أخفي وجهي بين يديَّ ولكن هيهات تلين قناتي
خوفي يتصاعد أنفاساً حرَّى تحرق أحلام عِداتي
لكني لا أحمل في كتفي آلة حربٍ تدفع عن صدري سيل الضربات
علّمني فارسنا الأوحد أن ألقى أعدائي مكتوف العضلات
لا شيء يدافع عني، لا شيء يعيد إليَّ حياتي
لا الحجر الصارخ يدفع عني شبح الموت ولا ذلَّ اللفتات
لا الصمت يؤيدني في حقي ان هَدَّ الظالم صرح حضاراتي
لرصاص الحقد أوجه جسداً أضناه زفير الشهقات
وأقول لماذا يا أبتي يتركني الزمن الحاقد معزولاً عن كل الحركات
بيدي أدفع عن جسدي هجمة شيطانٍ منزوع الرحمات
يدفن أحلامي في قبرٍ مصنوعٍ من أشلاء حُماتي
القاتل في مدن الانسانية يهدم كل العرَصات
وأنا أنظر من كوة بابي فأرى ذلاً من نيلٍ لفرات وأرى في القوم جموداً وصدوداً وعياءً يقطف ثمراتي
فإلى أين يسير القوم وقد ضاعت أرضي وأنهدّت كل مناراتي
قلبي ما زال يسائلني: أين النور الساطع من مشكاتي
سعيد يوسف أبو عزيز الرياض
|
|
|
|
|