أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 13th November,2000العدد:10273الطبعةالاولـيالأثنين 17 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

صدام وباراك,, وجهان لعملة واحدة
قال تعالى لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا المائدة 82 .
حادثة الطفل محمد التي أصبحت عنوانا لمقاومة العدو الصهيوني لم تكن غريبة، ولم تكن طارئة ولم تكن فريدة ولم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة مادام الاحتلال موجودا، إن هذه الحادثة أبطالها أناس متخصصون بالتفنن في هذا المجال، أبطالها يهود لهم تاريخ يشهد لهم بالغدر والخيانة والكذب والمراوغات والمماطلات ونقض المعاهدات، وهم أشد الناس عداوة للمسلمين، كما أخبرنا الله تعالى في كتابه العزيز، لهم تاريخ يشهد بانتهاكهم لحقوق الإنسان واستخدام أبشع أساليب التعذيب والتنكيل، مارسوا التعذيب حتى ماتت الرحمة فيهم، وأدوا الشفقة فلم يعد لها مكانا في نفوسهم، وكما يقال كثر المساس يميت الاحساس .
حادثة الطفل محمد منظر ما أبشعه من منظر يتصدع منه الحجر ويبكي له الشجر وتقشعر لها الجلود، ومن لا يهزه ذلك المنظر اعتقد انه إنسان بلا إنسانية وبلا احساس ومشاعر، هذه الحادثة حتما انها واحدة من مئات او آلاف الحوادث والجرائم التي يرتكبها اليهود، ولكن لسوء حظهم ان عدسات الكاميرا التقطت تلك الصورة لتفضحهم وان كانوا مفضوحين، وتدينهم وان كانوا مدانين.
قام اليهود بهذه الجريمة لم يوقفهم منظر الابن وهو يرتمي بين ذراعي والده طالبا النجاة، لم يهز ذلك المنظر الحاقدين الغزاة، قاموا بإطلاق وابل من الرصاص وكأنهم يطلقونه صوب جيش مدجج بالسلاح، قاموا بذلك واتى من يحاول تغطية الجريمة ويقول: قتل الطفل محمد بالخطأ نتيجة تبادل اطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حقا انه امر مضحك، هل اصبحت الحجارة سلاحا فتاكا يتصدى للرشاشات والدبابات والطائرات؟ إنه عذر أقبح من الذنب.
ان حادثة الطفل محمد تعيد للأذهان حادثة ليست أقل بشاعة وجرما من هذه الحادثة كانت على يد طاغية آخر، تلك الحادثة المتمثلة بكردي وجد ميتا وهو يحتضن ابنه بين ذراعيه عند باب منزلهما يريدان الهرب من الكيماوي الذي ضرب به طاغية بغداد المسلمين الأكراد، وكأنه ينتقم بذلك لليهود حينما طردهم القائد المسلم الكردي صلاح الدين من فلسطين عام 583ه، هذه الحادثة لم تأخذ ضجة إعلامية ولم تتفجر المشاعر والأحاسيس لها لماذا؟ لأننا وللأسف نتحدث ونتشدق باسم القومية العربية، ذلك المذهب الهدام الذي نهى الإسلام عنه، بل ان هناك العديد من القنوات الفضائية تترأسها وتتزعمها قناة الجزيرة تحاول ان تصنع من صدام بطلا اسطوريا وفارسا مغوارا وقائدا منقذا، نقول لتلك القنوات: ماذا فعل صدام منذ ان تسلم مقاليد الحكم للأمتين الإسلامية والعربية؟ أنا أخبركم وان كنتم تعلمون، وأذكركم وان كنتم تتناسون، قام بتدمير أكبر دولتين إسلاميتين كان الغرب وإسرائيل يخافهما ويخشاهما، قام بتدمير العراق وإيران عسكريا واقتصاديا وسياسيا وتدمير الخليج اقتصاديا، قام بتمزيق معاهدة الجزائر التي عاد إليها لاحقا، وكأن شيئا لم يحدث، لم يأبه بملايين الأرواح التي زهقت والمنشآت التي دمرت والاقتصاد الذي انهار، نعم خسرت الدول الإسلامية ولكن صدام انتصر، انتصر بتلطيف الجو لإسرائيل، نجح لأنه عميل نفذ مخططا عملاقا، لم يتوقف عند ذلك قام بغزو الكويت ظلما وعدوانا ليعلن تمزقا إسلاميا وعربيا آخر مواصلا انتصاراته العميلة، لم يصد عصفورين بحجر بل صاد عشرة عصافير بحجر بالإضافة لذلك اطلق صاروخا لإسرائيل يمكن ان نطلق عليها صاروخ الرحمة، أطلقه وكأنه يقول لإسرائيل: الآن من حقك شراء الأسلحة المحظورة عليك والمجمدة بسبب الموقف الإسلامي والعربي، وفي هذه الأيام يحاول صدام لفت أنظار العالم عن تجاوزات وجرائم إسرائيل، قام بارسال من يسميهم البدون على الحدود الكويتية العراقية.
نعم نصر صدام الأمتين الإسلامية والعربية بالشعارات، ونصر إسرائيل بالدبابات والطائرات والرشاشات، اعتقد ان ما قدمه صدام لإسرائيل لم يقدمه باراك ولا نتياهو ولا أي وزير مر على إسرائيل، ومن حق صدام على إسرائيل ان يضعوا له تمثالا من ذهب، يا من تدعون الثقافة ويا من سئمنا من مشاهدتكم على شاشات القنوات الفضائية لم يضلل بعض العقول إلا انتم، من جعل بعض الأبصار التي عليها غشاوة تزمر وتطبل لخائن وعميل كصدام؟ من جعل بعض العقول الجاهلة تصيح عبر قنواتكم وا إسلاماه وا صداماه ، ان السرطان الصدامي يحتاج لاستئصال عاجل لكي تتصافى القلوب وتتقارب الأفكار وتتوحد الصفوف، فالمسلمون لن يناموا على هذا الضيم ولن يقبلوا الاحتلال وسيطردون بعون الله اليهود الغاصبين.
عبدالعزيز الظفيري
حفر الباطن

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved