| ملحق كلية الأمير سلطان
استمر التطور العمراني يأخذ أشكالاً وصوراً حثيثة منذ دخول المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله لمدينة الرياض، وفي أثناء ذلك بدأ محمد بن عبدالله سعيدان - رحمه الله - يغير أنشطته من مزاولة النقل بالسيارت في الطريق التي تربط مدينة الرياض بغيرها من قرى نجد أو في طريق مكة المكرمة أو جدة ليستقر في نشاط العقار في الوقت الذي بدأت تجارة الأراضي فيه في مدينة الرياض تنمو وتزدهر نتيجة الهجرات المتلاحقة من حواضر وبوادي نجد، وازدياد الطلب - بسبب ذلك - على الأراضي السكنية وتوسع وامتداد رقعة المدينة,, وتأكدت رغبته في الانصراف والتخلي كلياً إلى تجارة العقار بتعمير البيوت وبيعها من خلال اتصاله بكبار العقاريين في ذلك الحين من أمثال الشيخ/ سعد بن يحيان، والشيخ / عبدالرحمن بن عثمان، والشيخ/ محمد بن علي بن سيار، وعبدالله بن نوح، وعبدالمحسن بن سويدان، والشيخ علي بن خميس والشيخ/ راشد بن دايل وغيرهم والذين كان يدخل معهم في المساهمات العقارية التي يفتحونها يومئذ عن طريق ما يعرف مكتب (الشراكة) الذي يقومون فيه بشراء العقارات الكبيرة من بساتين وواحات ويقسمونها إلى قطع سكنية يفتحون في قيمتها مساهمات للأهالي,
ولم يزل كذلك حتى أسس مكتبه العقاري في دخنه والذي ظل من خلاله يطور أنشطته تبعاً للسوق في ميدان الإعمار, وقد عرف واشتهر لدى الأهالي بالوفاء والصدق وحسن المعاملة وسماحتها,, وامتد تنوع نشاط مكتبه العقاري في عدد من أحياء الرياض منها: حي العطايف والمربع والمرقب إضافة إلى الوسيطاء وأسواق البلد التي كانت تسمى (حوش الجص) وحي (القري) و(المليحة),, وشارك في مقاولات عدة منها مقاولة بناء بعض قصور الحنبلي وكان يحرص إلى جانب ذلك على تربية أبنائه على مساعدته والوقوف معه في أعماله في كل مراحل نشأتهم: ترعرعوا وهم يساعدونه في تأجير المنازل وشراء الأراضي وتعميرها,, كما ساعدوه بعد ذلك في مكتبه العقاري في فترات المساء بعد الدوام المدرسي أو الحكومي,
ولقد كان لهذه التنشئة الأثر الكبير في توجههم وتكوينهم العقاري الذي ظل يكبر ويرافقهم طوال أطوار الحياة بعد ذلك ليصبحوا من أبرز وأعرق العقاريين الذين حملوا شرف ما يعود لهم من فضل في تخطيط وتنمية أحياء كبيرة وعديدة من مدينة الرياض كانت في طليعة ما تطور وازدهر في المسيرة الحديثة لمدينة الرياض,
كان أكبر أبنائه (عبدالله بن محمد بن سعيدان) الذي بدأ حياته العملية موظفاً بمدرسة اللاسلكي عام 1370ه، ثم عمل بعد ذلك في الحرس الوطني الذي لم يلبث أن استقال منه عام 1394ه ليتفرغ لعمل العقار الذي ظل من أولوياته برغم الوظيفة يرافقه ويستهويه ويأخذ منه طول حياته,, وحينما تفرغ للعقار واستقل مفتتحاً نشاطه الواسع فيه بالدخول مع إخوانه في فتح مساهمة العليا هدته حنكته العقارية ليكون أول من يفتح للمواطنين باب شراء العقار وتملكه بالتقسيط,
وأسس مؤسسة آل سعيدان للعقار مشاركة مع كل من أخويه فهد وإبراهيم ابني محمد بن سعيدان، وأطلق العنان يعزز مسيرة إخوانه ويحمل معهم العبء الذي خلفه لهم والدهم في العمل العقاري يفتتحون المساهمات ويخططون الأراضي ويشترون العقارات ويبيعون للمواطنين في مختلف الأحياء بمدينة الرياض وخاصة أحياء الشمال,
ابتدأ عبدالله بالدخول في مساهمة العليا الأولى بالمخطط الأول منذ أن كان متر المشترى فيها في ذلك الحين يساوي ريالين ونصف، وانطلق بعد ذلك بمؤسسته الخاصة باسمه في أحياء: المصيف والمروج والنخيل والمحمدية ومناطق شمال الفحص الدوري وغرناطة واليرموك وقرطبة,
عبدالله عقاري من الطراز الأول واهتماماته عقارية من الدرجة الأولى غير أن هذا وذاك لم يمنعه قط من تلبية رغبات تجارية أخرى، فقد كان والدهم تاجر صرة قبل أن يتفرغ للعقار، وهو يتذكر جيداً أن والدهم مارس تجارة المواد الغذائية والأقمشة,
لذلك ما أن اختار عبدالله إضافة نشاطات إلى العقار حتى بادر إلى التجارة بتأسيس شركة عبدالله وفهد وإبراهيم (شركة آل سعيدان للتجارة والصناعة) المتخصصة في تجارة ومستلزمات البناء,, وكذلك اختار أن يلج باب الزراعة ليكون بذلك من أوائل السابقين إليها متمشياً مع أهداف خطط الدول الإنمائية، فأسس مزرعة عبدالله بن سعيدان الشهيرة بالعمارية ومزرعتين للبر والخضروات بالظبيعية وأنشأ فيهم مزارع للنخيل والحبوب، وبيوت محمية لزراعة الخضروات,
أما حمد بن محمد بن سعيدان فقد بدأ حياته الوظيفية في وزارة المعارف، وانتقل منها إلى رئاسة القضاة (وزارة العدل حالياً) ,, وفي عام 1387ه أسس (مؤسسة بدر التجارية العقارية) مشاركة مع الشيخ/ عبدالله بن إبراهيم الراشد ومحمد بن ناصر الجماز، وباسم مؤسسة بدر شرع في شراء الأراضي الخام وتخطيطها وفتح المساهمات للمواطنين ليشارك بذلك في أول ازدهار التنمية العقارية والعمرانية في الرياض,
وفي عام 1395ه استقل بمؤسسة خاصة باسمه، وبدأ يخطو خطوات واسعة في أحياء ومخططات جديدة وبالذات في شمال الرياض كحي المرسلات والمصيف والتعاون والنزهة والازدهار والمروج وغرناطة والنفل وطريق الدمام السريع وحي الربيع واليرموك وشرق القادسية وأرض السلي والملقاء، وكان يقوم بشراء الأراضي الواسعة وتخطيطها وتنميتها بالطرق والبناء وإيصال الخدمات الضرورية لها قبل عرضها للبيع، وذلك عبر مؤسسات المقاولة والمؤسسات المساندة التي أنشأها وحرص على أن تقوم بتنفيذ كافة عمليات الإعداد من تسوية وتمهيد الأراضي وفتح الطرق الرئيسية,, تلك المؤسسات التي كان لها شرف المساهمة في تطوير مدينة الرياض من خلال المشاريع العامة والخاصة التي نفذتها في المدينة كمواقف السيارات متعددة الأدوار في شلقاء والعزيزية ومشروع الفلل السكنية للمستشفى التخصصي في الرياض ومجمع العليا التجاري ومجمع المغرزات السكني والمشروع السكني التجاري بشارع الضباب وغيرها.
كما أنه شارك في النهضة الصناعية للمملكة من خلال تأسيس عدد من المنشآت الصناعية في مختلف التخصصات كمصنع تمور وادي حنيفة ومصنع حمد بن محمد بن سعيدان وأولاده للمواسير الحديدية ومصنع حمد بن محمد بن سعيدان وأولاده لأنظمة الري المحورية ومصنع الأريكة للديكور والمفروشات ومصنع رملان لمكائن الطلاء المعدني ومصنع حمد بن محمد بن سعيدان للمستلزمات الزراعية البلاستيكية,
أما المجالات الأخرى كالتجارة والاستثمارات العامة وقطاع الزراعة والسياحة فقد شارك في تأسيس عدة شركات مختلفة تولى عضوية مجالس إدارتها فترة من الزمن منها: شركة آل سعيدان للصناعة والتجارة والشركة السعودية لصناعة الأفلام سافليم وشركة الجيل القرطاسية وشركة صالح عبدالعزيز الراجحي والسعيدان الزراعية وشركة النفيسة والسعيدان لحفر آبار المياه,, وشارك كذلك في تأسيس عدة شركات مساهمة من أهمها: شركة حائل الزراعية وشركة البذور والنقل المبرد وشركة الرياض للتعمير وشركة الراجحي المصرفية للاستثمار والشركة السعودية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية وشركة التسويق الزراعي ثمار وشركة الخدمات المحدودة بحائل والشركة الوطنية للاستثمار والتنمية بعسير والشركة السعودية لمراكز الترفيه والشركة الشرقية للمشاريع السياحية وشركة أسمنت تبوك وشركة طيبة للاستثمار العقاري والشركة السعودية للصادرات الصناعية وغيرها,
كما شارك في تأسيس عدد من الشركات الخارجية منها: شركة الملتقى العربي للاستثمارات بالقاهرة والشركة العقارية التونسية السعودية,
ولحمد بن محمد بن سعيدان عدة أنشطة خيرية واجتماعية هامة كتأسيس وعضوية كل من: جمعية أصدقاء المرضى وجمعية البر والمركز الخيري لتعليم القرآن وعلومه ومركز الدعوة والإرشاد شمال الرياض وعضوية مجلس إدارة مركز الأمير سلمان الاجتماعي وغير ذلك,
أما إبراهيم بن محمد بن سعيدان المولود سنة 1362ه بالرياض فقد التحق بعد التخرج من المرحلتين المتوسطة والثانوية من المدرسة الصناعية ليعمل موظفاً في وزارة المعارف، وانتقل في عدة إدارات حكومية - آخرها كان الخدمة في الأمانة العامة لمجلس الوزراء- وقد حظي أثناء ذلك بعدة دورات تدريبية في وزارة المعارف وفي معهد الإدارة العامة بالرياض إلى جانب ممارسة هوايته من الاستزادة من الثقافة وعلومها، وذلك قبل أن يتفرغ لاستثمار حصيلة عمله الحكومي في رصيد الحياة وحصيلة نشأته في مدرسة والده التي كانت نموذجاً من مدارس الحياة العملية لشحذ همته على الكفاح والتطلعات,
تفرغ ليستثمر في عدة صفقات عقارية ناجحة في فكرتها واستثماراتها مثل قيام حي العليا, وتوسع بعد ذلك وتخصص في مجالات الخدمات العقارية,, وظل مثابراً إلى أن أنشأ مؤسسة تجارية لم تلبث أن اتسعت لدوائر التنويع بتوفيق الله من الأحياء الصغيرة إلى المخططات بمرافقها وخدماتها,
ولمس إبراهيم بنفسه أن الحاجة تدعو لمسايرة العصر بتحويل المؤسسة الفردية إلى شركة عائلية يرأس بنفسه مجلس إدارتها، في نقلة مكنتها من قفز الحواجز والخروج عن مدينة الرياض إلى الشمول في الخدمات العقارية بأنحاء المملكة العربية السعودية كنموذج متميز لمشاريع الخدمات العقارية، واتسعت دوائر العمل في شخص إبراهيم ليتولى منصب رئيس الشركة العقارية التونسية السعودية، ومنصب رئيس اللجنة الوطنية العقارية بمجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية، إضافة إلى عضويته في مجالس إدارات بعض الشركات المتخصصة في العقار ومشاريع الاستثمار داخل وخارج المملكة، وكذلك تمثيل المملكة في لقاءات مع دول شقيقة وصديقة,
وكان من أهداف شركة آل سعيدان دفع عجلة التنمية في مجالات أهمها: فتح قنوات خدمة المواطنين في مجالات استثمارية جديدة ومتطورة وذلك بقبول مساهماتهم وتشجيع استثماراتهم, وأصبحت شركة إبراهيم مرجعاً للاستشارات والمعلومات والتقديرات نظراً لما تتميز به من دقة وثقة وما قدمته من ندوات ومحاضرات ودراسات, ولها في هذا الإطار إصدارات إعلامية منها: إصدار الملف الأسبوعي العقاري - إصدار المرشد العقاري - إصدار أطلس مخططات شمال مدينة الرياض,
كما أن إبراهيم وجه الشركة إلى تنفيذ مشاريع متنوعة كالأسواق المركزية والمجمعات السكنية، كما وجهها إلى الاستثمار في مجالات صناعية وزراعية أخرى, وتحتفظ الشركة بمحفظة استثمارية محلية وعربية مكونة بذلك مشاركات تجارية هامة,
إن إنجازات آل سعيدان العقارية والتجارية والصناعية ثرية ومتنوعة غرس والدهم محمد بن عبدالله بن سعيدان - رحمه الله - بذرتها، وقام أبناؤه عبدالله وحمد وإبراهيم على تلك البذرة يتعهدونها حتى حصدوا ثمرتها وفازوا بشرف المشاركة في تعمير وخدمة الوطن، ولا زالوا سابقين إلى أمثال ذلك باستثمار تجاربهم في تعليم أبنائهم وتوجيههم إلى المثابرة والالتزام بسداد ما يحتاجه الوطن من سواعدهم, وتسليحهم لذلك بالمعرفة في مختلف التخصصات من المهندس إلى رجل الإدارة إلى رجل المعلومات لمسايرة التطور الحاصل بالخدمة العقارية والتجارية المتطورة والتسويق العقاري بأحدث نظم المعلوماتية والعرض على شبكة الإنترنت,, وتقوى الله خير معين,
|
|
|
|
|