أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 13th November,2000العدد:10273الطبعةالاولـيالأثنين 17 ,شعبان 1421

مقـالات

لا وقت للصمت
القرار,, أولاً وأخيراً
فوزية الجار الله
في الأسبوع الماضي كتبت الأستاذة الزميلة والصديقة فاطمة العتيبي مقالاً على مدى ثلاث حلقات تحدثت فيه عن زواج السعودية من أجنبي (عربي) وعرضت حالة إحدى الأخوات اللاتي شكت إليها منذ سنوات تعثر معاملة الإذن بالزواج وثورة كافة أفراد عائلتها ضدها,.
وتقول فاطمة إن سبب رغبة تلك الشابة بالزواج من رجل أجنبي من بلد عربي هو أنها تجاوزت الثلاثين وأنها جميلة وناجحة ولكنها لم تجد شاباً سعوديا مناسباً وأن السعوديين يتميزون بالجلافة والخشونة في التعامل مع المرأة وأنها لن ترضى بواحد منهم لأنها لن تحتمل مثل هذه المعاملة,,! وتعزو فاطمة هذه الأفكار المشوهة تجاه السعوديين إلى تأثر هذه الفتاة برفيقاتها غير السعوديات أو السعوديات الحاصلات على الجنسية وهن دائماً في حالة مقارنات دائماً بين هذا المجتمع وبين مجتمعاتهن,, ودائماً تجيَّر نتائجها لصالح مجتمعاتهن!!
وربما يكون مع الأخت فاطمة شيء من الحق في أن السعوديين ليسوا كافة أجلافاً وأنه ليس أفضل من أن يتم الزواج بين طرفين من البلد ذاته حيث العادات والتقاليد والجذور ذاتها,, إضافة الى تجنب تشتت الأطفال عند حدوث مشكلات وانفصال بين الزوجين,.
لكن حديث فاطمة ذكّرني بأكثر من حالة زواج شاهدتها ولمستها عن كثب أذكر منها امرأة سعودية كانت متزوجة وما زالت على حدِّ علمي من بريطاني مسلم وأنجبت منه أطفالاً وهي في أسعد حال,.
وأذكر زميلة طبيبة أخرى رأيتها منذ سنوات كانت في حينها متزوجة من طبيب أجنبي مسلم من شرق آسيا وقد أنجبت منه أربعة من الأطفال في ذلك الوقت,.
وأذكر أنها كانت تتمتع بروح شديدة المرح إلى الدرجة التي كنا أنا وزميلة أخرى نطلق عليها التعليقات والمداعبات الساخرة وكانت تتقبلها بكل رحابة صدر,,, بدا ذلك من استغراقها في الضحك أمام كل عبارة ساخرة كنا نطلقها على سبيل الدعابة,, وأذكر أنني سألتها كيف تم أمر هذا الزواج فأجابت بقناعة وثقة شديدة:
أنها عرفت زوجها جيداً وهو يعرفها جيداً وأنهما اقتنعا ببعضهما,, ثم هناك سبب قوي إلى جانب ذلك فإلى متى تنتظر احداً من أولئك الشباب السعوديين ونظرتهم للطبيبة يشوبها شيء من عدم الرضا والتقبل الذي بدأت تهدأ حدته قليلاً في السنوات الأخيرة.
فما زال البعض من الشباب لا يتقبلون الزواج من طبيبة إما بسبب طبيعة عملها وإنما بسبب ساعات الدوام الطويلة التي تجد الطبيبة نفسها مضطرة إلى الالتزام بها!
يتضح مما سبق أننا مهما قلنا حول الزواج ومهما أصدرنا من تعليمات ومبادىء لإتمامه إلا أنه يبقى أولاً وأخيراً قراراً فردياً خاصاً بصاحبه فقط,, والذي يحسب حساباً لأقوال الناس في كل التفاتة وفي كل خطوة يتعب كثيراً,, فللناس فيما يشتهون مذاهب,, ورضاهم غاية من الصعب إدراكها ونحن نعيش أعمارنا مرة واحدة,, واحدة وحسب.
بريد إلكتروني fowzj@hotmail.com .

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved