أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 13th November,2000العدد:10273الطبعةالاولـيالأثنين 17 ,شعبان 1421

مقـالات

نهارات أخرى
إذن بالطلاق
فاطمة العتيبي
كيف يمكن للإنسان,, أن يحتمل ألم اللحظة التي يكتشف معها أن اصدقاءه كل أصدقائه غير صالحين
للحظة فضفضة حقيقية نركن إليها كلنا,, كبرنا أم صغرنا,,.
تنوعت ثقافاتنا أو انحسرت في مجال معين,,.
وكيف لشاب مؤهل تعليمياً ان يقارب عمره الثلاثين دون ان يجد ذلك الصديق الذي يطمئن إليه ويفضي به الى عالمه الخاص وهواجسه السرية التي لا يقوى على إعلانها لأحد,, ويستثنى من هذا النفي القاطع ذاك الصديق بملامحه الخاصة ووعيه الخاص.
كان ذلك مبرر خريج كلية إعداد المعلمين قسم تربية بدنية الذي كتب عن نفسه قائلاً:
هل تصدقي ان يأتي عليك يوم تحاولي فيه ان تجدي بين الستة مليارات نسمة نفساً بشرية تطمئنين إليها, وتكاشفينها بمخبوء ذاتك وحكاياتك الخاصة وأحزانك الخاصة.
وبعد تفكير عميق توصلت إلى انه من الضروري ان ابحث عن شخص اعرفه ولا يعرفني,, أثق في رأيه ولا أخشى أن اكشف اوراقي امامه فكان ذلك الشخص هو أنت,,.
فأنت الكاتبة التي يعرفك القراء جيداً,, افكارك واراؤك اعطتنا القدرة على الثقة بك حتى لو لم تعرفيننا,.
ولذلك اردت ان استاذنك قبل ان اطلق زوجتي,.
وقبل ان تندهشي وددت أن أحكي لك الحكاية حتى لا تأذني او ترفضي دون وقوف على التفاصيل,.
,, تزوجت مثل سائر الشباب زواجا تقليدياً بحث لي الاهل عن الزوجة بعد ان احترت كثيراً في تحديد مواصفاتها وينابيعها,,.
خاصة انني غير مطمئن لقدرة أمي وأخواتي على مطابقة الزوجة للمواصفات والمقاييس التي سأحددها,.
بدأت عملية البحث والتحري لإيجاد زوجة المستقبل وبدأت اسمع نصائح الزملاء فمن ناصح بالمعلمة لأموالها الى محذر منها لمشاقها وانشغالها,, نصائح شتى وبعد تفكير عميق قررت ان تكون غير موظفة فراتبي فوق الثمانية ولا احب مالاً لا يخصني ووجدت أن الطالبة أسوأ من المعلمة لكثرة متاعبها ولا راتب لها ايضاً!!
لذلك اردتها تاركة للمدارس وغير موظفة وان تكون صغيرة,, وجدت هذه المخلوقة النادرة التي تركت الدراسة بعد الكفاءة لظروف غامضة تنفي هي أن يكون من بينها الكسل أو الخمول,, تزوجتها وفي الليلة الأولى تمالكت نفسي حتى لا أقع من طولي لم تكن قبيحة بل كانت جميلة لكنه الجمال الذي لايعنيني,,, فالجمال الذي كنت ابحث عنه مختلف تماماً,.
أخفيت كل مشاعري وجعلت عقلي يصرفني احتراماً لأهلها,, ومرت الأيام وبعد تسعة اشهر,, وفي لحظات تفكير حقيقي بالطلاق ابلغتني انها حامل وبعد تسعة اخرى أنجبت لي طفلاً هو بالنسبة لي الآن كل الحياة.
كانت تقسم أيماناً مغلظة بأنني لا احبها وانها فقط هي من تحبني وكنت أضيق بها كل أكثر حتى استمالت حياتي معها الى سجن مشترك,, كانت تفر منه لأمها واخواتها وروحاتها وجياتها والتي لم امنعها عنها قط لأنه لا رغبة لي بجلوسها معي أصلاً,.
بدأت اكتشف عيوبها أكثر بعد ثلاث سنوات من الصبر,, فهي عصبية ومحدودة الثقافة,, حتى الجرائد لاتقرؤها.
** أعرف مسبقاً ماذا يعني الطلاق وماذا يعني ذلك لولد سيعيش بين أبوين متفارقين، وأعلم أني سأسبب لطفلي جرحاً لا يندمل,, وهو خيار صعب,.
لكن الحياة تمضي سريعاً ونحن لا نعيشها سوى مرة واحدة وانا في مقتبل عمري فكيف اعيش مع هذه المخلوقة التي لا احبها والتي لا تناسب فكري وثقافتي وليس شفيع لها من جمال صارخ ولا تعامل رائع ولا فكر ناضج هي امرأة بعقل طفلة همها الأكل واللبس والزيارات تبدأ يومها بسؤالها لخالد اين سأقضي هذا اليوم؟؟
قدمي لي رأياً صائباً هل أطلقها أم أبقيها,, لقد ارهقني السؤال,, واحال حياتي الى قلق دائم!!
** كيف يمكن لكاتبة مثلي وأم وامرأة ان تجيب على هذا السؤال كيف يمكن لامرأة مثلي ان تأذن لرجل بأن يطلق زوجته وام ابنه التي اصبحت مواصفاتها التي حددها هو بنفسه عيوباً جائرة تستدعي ان ينعتها بمخلوقة مثل هذه ,.
** لقد أحزنتني زوجته التي شكاها لي برسالته ولم تحزني حالته بل لقد رأيته رجلاً يمارس سلطويته وقوامته وقرار الزواج والطلاق بدون وعي تماماً مثلما يشوت الكرة في تدريباته لتلاميذه,.
قد اختارني القارىء الكريم لثقته في رأيي ولعلي لا اقبل هذا النموذج من النساء وارفض سلبيته ولكنك انت من بحث وتحرى عن هذا النموذج ولو كان يصح القول هنا,.
حوفك يالرفلا واكليه مثلما تقول بادية نجد, لمن أعد لنفسه أمراً هيناً واختاره بنفسه فاكتشف فيما بعد إخفاقه.
** اسع يا أخي الكريم لتأهيل زوجتك كي تكون زوجة مناسبة لمواصفاتك الجديدة وارع طفلك,, وان فشلت فالشرع حلل لك أربع!!
عنوان الكاتبة: 26659 الرياض 11469 .

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved