| وَرّاق الجزيرة
يوجه اللوم والعتب بعض القائمين على المراكز العلمية والبحثية إلى معدي الصفحات الثقافية بأنهم لا يقومون بالدرجة المأمولة في تغطية نشاطات واخبار مراكزنا البحثية وان هذا التواضع في التغطية الإعلامية لهذه الندوات والأمسيات الثقافية والعلمية كان له أثر واضح وملموس في قلة الحضور إلى هذه المشاهد الثقافية!!
وفي الوقت نفسه تجد المراكز البحثية وإداراتها نقدا وعتابا من معدي الصفحات الثقافية بأن هذه المراكز لا تشعرها بانشطتها ومشاريعها الثقافية حتى يتسنى لها تغطيتها وحضورها لأن الصحفي قائم عمله على هذا الأمر وهو الكتابة والوصف والتعليق على مناشط البلد الثقافية!!
وهنا لن ادعي أنني سأكون حكما أو فيصلا في هذا الموضوع بل أنا ابن لهذين القطاعين الصحفي والبحثي لكن الذي أستطيع أن أقول له جازما انه لو كان هناك درجة طيبة من التنسيق والتواصل لما كان هناك أي حاجة إلى هذه النقدات والكلمات التي نسمعها في أعقاب كل محاضرة أو مناسبة ثقافية بأن التغطية الإعلامية كانت دون المأمول والمهم في الأمر أن المراكز البحثية بحاجة ماسة للقطاع الصحفي، وفي الوقت نفسه لا تستغني الصحف عن المراكز البحثية التي تمدها بالمعلومات والأبحاث المتخصصة في كل موضوع ثقافي تريد الصحافة أن تتحدث عنه.
ولعل من الحلول المقترحة في هذا المجال:
1 أن يكون جزء من عمل العلاقات العامة في كل جهة بحثية وقطاع معلوماتي ان يمد المختص بالشؤون الثقافية في الصحف بآخر الأخبار والمستجد من الإصدارات حتى يتمكن الصحفي من الحديث عنه بشكل وافٍ.
2 وفي الوقت نفسه لابد من إشعار الصحف بموعد المحاضرات والأمسيات الثقافية بوقت كاف حتى تفرد له المساحة الكافية والموقع المناسب, 3 ومن الملحوظات على بعض محرري الصفحات الثقافية والتي يجب عليهم مراعاتها من أجل خبر أفضل وادق: أن تغطيتهم لأخبار المحاضرات سواء كان قبل وقوعها أو بعد ذلك ليس قائماً على الحضور، بل على الخبر الذي صاغه المركز العلمي، والأسوأ من ذلك أن يحضر المحرر من أجل أخذ الصور للمحاضر والحضور، ومن ثم ينصرف قبل التغطية الإعلامية تاركا المجال لخياله الخصب لتغطية أخبار هذه المحاضرة أو تلك الندوة, 4 ومما يؤسف له أيضا أن الصحفي والإعلامي في أغلب الأحيان ليس له مكان مخصص في هذه المواقع الثقافية بل يجلس في أقرب مكان، مع أن الواجب أن يكون للإعلامي مكان خاص به تتوفر فيه بعض الوسائل المعينة له على تغطية أفضل للندوة.
5 وكم هو رائع لو أن المراكز البحثية قامت بتوزيع نص المحاضرة على الصحفيين قبل موعدها بوقت كاف حتى يتسنى للجميع معرفة أبرز النقاط والمسائل المتحدث عنها ليكون النقاش اعمق والمداخلات اغزر فائدة، لاشك أن هذا سيؤتي ثمارا كثيرة ، وان لم يتسن نص المحاضرة توضع أبرز المحاور على الأقل حتى لا يكون الحضور على جهل كامل بالموضوع الذي سيطرقه المحاضر, وعلى العموم هذه النقاشات لا تحصل من الصحافة أو المراكز البحثية إلا من أجل هدف واحد، وهو خدمة الحركة الثقافية في بلادنا الغالية، وعلينا جميعا أن نشترك من اجل أن نقدم الوجه الثقافي المميز لهذه الأرض الطاهرة.
|
|
|
|
|