كم ذا نسام من العدو ونخدع
فالى متى يا أمتي نتجرع
أرأيت أقسى أو أمر من الذي
في ساحنا يجري نراه ونسمع
أرأيت كيف يروع الطفل الذي
من خلف والده يئن ويدمع
أرأيت درتنا وكم من درة
قد اطفؤوها بالرصاص وأوجعوا
يا ويح أحفاد القرود فما رعوا
خوف الطفولة اذ يصيح ويفجع
ويلوذ من رشق الرصاص بوالد
قد كان درعا صدره والأذرع
رشقوا محمداً بالرصاص وما دروا
أرواحنا في جسمه تتقطع
من جرح درتنا تسيل دماؤنا
وزوارق الباغين فينا شرع
من عين والده تسيل دموعنا
جسد بنو الاسلام لا يتفرع
من جوف أم محمد آهاتنا
كالجمر تكوى من لظاها الأضلع
والى إله الكون تضرع أمة
في كل ركن جسمها يتصدع
من لي بأمجاد مضت يا أمتي
أو اه لو عهد البطولة يرجع
قل لي بربك لو ابو حفص هنا
أترى ترى باراك رأساً يرفع
أترى ترى شارون دنس قدسنا
والغاصبون حماته والمدفع
آه أبا حفص على الحال التي
ألنا اليها والحوادث تفجع
لو يفتح التاريخ نافذة على
عهد مجيد بالبطولة يسطع
لرأيت هارون الرشيد وقد مضى
بكتائب الاسلام تنجد مفزع
ورأيت معتصماً يهز يمينه
بالسيف يحصد في قرود ترتع
لم أبصرتك عيون يوسف يا فتى
لرأيت حطين الكرامة ترجع
أواه من ماض كريم غابر
كنا الأعزة والكتائب تتبع
في جبهة الامجاد كنا شامة
والكل من نهر الهدى يتضلع
كنا نجاهد حاملين نفوسنا
فوق الأكف وللشهادة نسرع
لم نؤذ شيخاً أو نقتل نسوة
لم نهو يوماً قتل طفل يرضع
سدنا البرية بالعدالة منهجاً
فاستشهدوا التاريخ يروي واسمعوا
صفحات عز كلما قلبتها
فالمسك من أردانها يتضوع
هيا أعدوا ان أردتم عزة
فالقوة اليوم السلام المقنع
يا من مددت يديك ترجو سلمهم
أرأيت أيدي الغدر ماذا تصنع
ثوب المجاهد ناصع رام العلا
والثوب منكم بالخيانة يرقع
سلمت يمين بالحجارة سلحت
تفري بأحفاد القرود وتقمع
أما التي مدت لتطبيع فلا
سلمت وشلت والمرجى تقطع