أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 12th November,2000العدد:10272الطبعةالاولـيالأحد 16 ,شعبان 1421

متابعة

بمناسبة انعقاد القمة الإسلامية التاسعة في العاصمة القطرية الدوحة
الدور السعودي في إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي
تحرك شهيد الأمة الملك فيصل ليدعو لقمة إسلامية غير عادية إثر الجريمة الصهيونية لإحراق الأقصى
* عرض وتحليل : القسم السياسي
في يوم الثلاثاء الموافق للخامس من شهر شعبان 1421ه، المقابل للأول من شهر نوفمبر 2000م وتحديداً قبل احد عشر يوماً فقط من موعد الدورة التاسعة لمجلس قادة الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي التي تستضيفها الدوحة عاصمة دولة قطر الشقيقة، دعا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وأيده للتضامن باعتباره سبيل الأمة الإسلامية لمواجهة التحديات الخطيرة، وما تقرره من أزمات تعاني منها شعوبها من أقصى العالم الى اقصاه,, وقال: ان الشعوب الإسلامية تنشد الحلول العادلة لقضاياها كما تسعى لإقامة علاقاتها مع الشعوب الأخرى على أساس من منهج الإسلام الفريد في العلاقات الدولية,, وقال: ان من اخطر التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية التحدي الذي يمثله الخطر على القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك اضافة الى قضية شعب فلسطين مما يستوجب على الأمة تحقيق اقصى درجات التضامن الإسلامي للحصول على الحقوق المشروعة ,, وحديث خادم الحرمين الشريفين هذا هو امتداد لسلسلة من حلقات أقوال واتصال ومواقف له وللمملكة بقيادته وقبلها قيادة والده المؤسس واخوانه سعود وفيصل وخالد رحمهم الله الذين جعلوا من قضية الدعوة لدين الله وخدمة الأمة الموحدة,, أمة الإسلام والدفاع عن حقوقها ومقدساتها رسالة جوهرية للمملكة ملكاً وحكومة وشعباً,, ونستعرض فيما يلي لمحات من هذا الجهاد البطولي في سبيل نصرة الحكومة العربية ودين الله وخدمة الأمة وحماية مقدساتها:
قضية القدس والأقصى والأمة
إن سلامة المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين والقدس الشريف المحتلة، تمثل للمملكة ضمن رسالتها الإسلامية العالمية قضية القضايا التي تتصدى لها وتتحمل مسؤولية الدفاع عنها وتبعات هذه المسؤولية من تضحيات بالمال والجهد والنفس.
وإذا كانت هذه القضية ستكون في أولويات جدول أعمال القمة الإسلامية التاسعة التي تستضيفها اليوم عاصمة دولة قطر الشقيقة فان من المهم ان نورد هنا البدايات الأولى التي خطتها المملكة على ارض الواقع الاسلامي في سبيل تحريك الأمة الإسلامية كلها للمشاركة في شرف الدفاع عن حرمة المسجد الأقصى المبارك وسلامته وعن تحرير القدس الشريف من دنس الاحتلال الإسرائيلي.
قصة ظهور منظمة المؤتمر الإسلامي إلى الوجود
احتل الإسرائيليون في الرابع من يونيو 1997 وبعدوان عسكري غادر القدس الشرقية ضمن ما احتلوه من الاراضي لدول المواجهة العربية وهي: مصر وسوريا ولبنان والأردن.
وفي عام 1981م، اصدر الكنيست الإسرائيلي قانوناً بضم القدس الشريف الى كيان الدولة اليهودية.
وقبل هذا القرار في 21/ اغسطس/1969م اشعل الصهاينة النيران في المسجد الأقصى المبارك بقصد تدميره نهائياً وبناء ما يسمونه هيكل سليمان مكانه.
إزاء هذه الجريمة الصهيونية النكراء هبت الأمة الإسلامية هبة رجل واحد وهي تغلي غضباً ورغبة في الجهاد في سبيل الله لحماية المسجد الأقصى المبارك وبقية المقدسات الإسلامية في الأراضي المحتلة عموماً والقدس خصوصاً, تحركت المملكة بقيادة شهيد الأمة الإسلامية الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله فدعا الى مؤتمر لقادة الأمة الإسلامية حيث اجتمع 23 ملكاً ورئيساً وأميراً في الرباط خلال الفترة من 22 الى 25 سبتمبر 1969م الى ما بعد شهر ويوم من تاريخ احراق المسجد الأقصى.
وكانت فكرة الراعي الملك فيصل من المؤتمر هي جمع حكام وحكومات وشعوب الأمة العربية والإسلامية في صف واحد متماسك كالبنيان يشد بعضه بعضاً بمواجهة هذا التحدي الصهيوني الصليبي العلماني الخطير الذي تجسد في جريمة احراق المسجد الأقصى وخرج مؤتمر القمة الأول بقرارات قوية جاء فيها: ان احتلال القوات الإسرائيلية للمدينة المقدسة خطر يهدد المقامات الدينية الإسلامية وان المحافظة عليها تستلزم استعادة القدس العربية.
ثم طلب مؤتمر القمة من الحكومات العربية والإسلامية ان تبذل اقصى جهودها المشتركة والمنفردة لتحقيق انسحاب إسرائيل من القدس الشريف المحتلة، حيث أكد المؤتمر عدم شرعية اكتساب اراضي الغير عن طريق الغزو العسكري وهو الأمر المنصوص عليه في القرار الدولي رقم 242 الصادر في 22 نوفمبر 1997م والذي يلزم اسرائيل بالجلاء عن الاراضي المحتلة في يونيو 1997م، وان الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وخاصة الدول الكبرى يجب ان تتحمل مسؤولياتها في الحفاظ على السلام الدولي,, وأكدت القمة أيضاً تمسكها بالسلم شريطة أن يكون عادلاً.
مؤتمر القمة الإسلامية الثاني في لاهور
وفي فبراير 1974م، وافق الشهيد فيصل بن عبدالعزيز بصفته رئيس مؤتمر القمة الأول وصاحب فكرته على عقد مؤتمر القمة الإسلامية الثاني بمدينة لاهور بعد ان جرت مشاورات مع رئيس وزراء باكستان آنذاك الراحل ذو الفقار علي بوتو.
وتحرك الراحل تنكو عبدالرحمن الذي كان أميناً عاماً لمنظمة المؤتمر الإسلامي للأعداء للقمة الثانية لقادة الأمة الإسلامية وانعقدت القمة الثانية في مدينة لاهور بباكستان.
وكان مؤتمر لاهور الى جانب كونه يمثل تحولاً في تضامن الأمة الإسلامية واظهار وحدتها العضوية والفكرية والسياسية والدفاعية، فقد جاء المؤتمر أيضاً مظهراً للقوة الإسلامية في العالم حيث استعرض فيه المسلمون قوتهم الروحية والمادية وقدرتهم على الجهاد لاسترداد الحقوق وتحرير الأراضي المحتلة.
وأكدت قرارات هذه القمة على حقيقة ان القدس الشريف هي الرمز الوحيد لالتقاء الإسلام بالاديان السماوية الأخرى حيث تولاها المسلمون لأكثر من 1400 سنة وكانوا حراساً أمناء على حقوق اتباع اليهودية والمسيحية وحفظ مقدستاتهم في الاراضي المحتلة، ولذلك فان الدول الإسلامية لن تقبل أي اتفاق او تفاهم يتضمن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس او ضمها تحت أي سيادة غير عربية إسلامية او جعلها موضع مساومات او تنازلات وان انسحاب إسرائيل من القدس شرط لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط.
وحيا المؤتمر في قراراته جهود بعض الكنائس المسيحية في العالم وفي البلاد العربية لشرحها قضية فلسطين في المحافل الدولية والعمل على تأمين السيادة العربية الإسلامية على القدس والأماكن المقدسة الأخرى في فلسطين.
وختم المؤتمر البيان الختامي لقراراته بقوله: على اسرائيل الانسحاب الفوري من القدس الشريف وعودة السيادة العربية اليها، كما قرر مواصلة الجهاد في سبيل تحرير مدينةالقدس الشريف وصيانة مقدساتها.
آخر ما تمناه الملك الشهيد فيصل
عند هذا التطور في مواقف الدول الإسلامية من حيث التضامن والوحدة والعمل المشترك والتمسك القوي باستعادة القدس والتمسك القوي باستعادة القدس سلماً او جهاداً، شاع الأمل الصادق والقوى في ضمير الشهيد الملك فيصل بن عبدالعزيز فأعلن أن آخر ما يتمناه أن لا يموت حتى يصلي في المسجد الأقصى وأنه يتمنى الشهادة في القدس الشريف ختاماً لحياته,, .
وبهذه الروح الجهادية عاشت الأمة الإسلامية اجواء التحدي وطلب النصر او الشهادة.
أحد أسرار استشهاد الملك فيصل
يقول السيد محمد حسن التهامي عضو مجلس قيادة الثورة المصرية والذي أصبح اميناً عاماً لمنظمة المؤتمر الإسلامي في فبراير عام 1974م، خلفاً لأمينها العام الأول تنكو عبدالرحمن يقول عن أحد اسرار استشهاد الملك فيصل كان في سبيل تحرير القدس الشريف من الاحتلال الإسرائيلي وحماية المسجد الأقصى المبارك الذي تمنى ان يكون استشهاده في سبيله هو آخر أعماله في الدنيا: قتل الملك فيصل عام 1975م بسبب اصراره على المسيرة الإسلامية الى القدس الشريف التي كانت المسيرة آخر ما كان يفكر فيه ويخطط له بعد ان تبلورت المسيرة كأسلوب جديد وعملي لإمكانية العودة الى القدس وكانت اذا تحققت تحدياً لإسرائيل وقد اتفق معي الملك فيصل منذ البداية على الاعداد للمسيرة الإسلامية من الضفة الشرقية للأردن حيث يتجمع مليونان أو أكثر من المسلمين ليعبروا نهر الأردن في مسيرة شعبية روحية يواكبها في الوقت نفسه إعلان عشرة او أكثر من رؤساء الدول الإسلامية عزمهم على دخول القدس براً أو جواً في يوم محدد تخطر به الأمم المتحدة قبل المسيرة بوقت كاف ويخطر عنه الإعلام العالمي ويتم اعداد المسيرة بالتنسيق مع الشعب السعودي ومع الاردن ومصر والمغرب وباكستان وإيران.
ويضيف: ولكن استشهاد الملك فيصل في هذا الوقت ثبط الجهود فهدأت خطوات التفكير في المسيرة نحو القدس,
مؤتمر القمة الإسلامية الثالث
ويتواصل الجهد والعطاء السعودي للأمة الإسلامية من اجل حفز الهمم وتوحيد الإرادات في ارادة اسلامية واحدة، فيدعو الملك الراحل خالد بن عبدالعزيز الى مؤتمر القمة الإسلامية الثالث ويبارك اعماله في عام 1981م، بان جعل جلسته الافتتاحية تعقد في رحاب البيت العتيق تبركاً وتمنياً بالنجاح.
وترأس يرحمه الله الجلسة الافتتاحية التي انتقل بعدها الزعماء الى مدينة الطائف ليباشروا جلسات عملهم في المبنى الذي اعد خصيصاً لأعمال هذا المؤتمر الذي كان له ما بعده على صعيد الأمة الإسلامية.
وقد تولى ولي العهد آنذاك الأمير فهد بن عبدالعزيز إدارة أعمال القمة نيابة عن اخيه الملك خالد يرحمه الله .
وجاءت نتائج هذه القمة نقطة تحول جذري في مسيرة التضامن الإسلامي وعلاقات دوله والعمل المشترك فيها من اجل استعادة الأمة لوحدتها وقوتها حتى تكون قادرة على استعادة حقوقها وتحرير القدس الشريف وحماية المسجد الأقصى المبارك وسائر المقدسات الإسلامية.
بل ان القمة الإسلامية الثالثة التي رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ايده الله وأمد في عمره شكلت حدثاً إسلامياً فريداً في تاريخ العالم الإسلامي الحديث والمعاصر، ذلك ان انجازاتها خلال السنوات الثلاث اصبحت هي القاعدة والإطار الموضوعين لكل عمل إسلامي جماعي وفي مختلف مجالات التعاون بين الدول الإسلامية جماعياً وثنائياً.
وجعل من منظمة المؤتمر الإسلامي مؤسسة إقليمية ذات وزن، وثقل عالميين لها صيتها وكلمتها في المحافل العالمية، ولها علاقتها المميزة مع منظمة الأمم المتحدة خصوصاً رؤساء المنظمات الإقليمية والدولية الأخرى عموماً.
البيان الختامي للقمة الإسلامية الثالثة
صدر البيان الختامي لقمة مكة المكرمة تحت عنوان دورة فلسطين والقدس الشريف .
وكان انعقاد القمة خلال الفترة من يوم 19 الى يوم 22/ ربيع الأول عام 1401ه الموافق من 25/الى 28 يناير 1981م.
وقد صادق القادة على القرارات التالية:
في المجال السياسي
1- الالتزام ببرنامج العمل السياسي الأساسي لمواجهة العدو الصهيوني والالتزام بتحرير القدس العربية لتكون عاصمة للدولة الفلسطينية ودعوة جميع دول العالم الى احترام قرارات الأمم المتحدة بعدم التعامل مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي بشكل يمكن ان تجنح به تلك السلطات على انه اعتراف ضمني او قبول بالواقع الذي فرضته إسرائيل بإعلانها القدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني.
2 قرر المؤتمر استعمال كل القدرات الاقتصادية والموارد الطبيعية للدول الإسلامية من اجل اضعاف الاقتصاد الإسرائيلي وايقاف ما تتحصل عليه اسرائيل من دعم مالي واقتصادي وسياسي والعمل على تغيير المواقف السياسية الدولية في صالح الشعب الفلسطيني لدعم منظمة التحرير الفلسطينية.
3 يقرر المؤتمر اعتبار قضية فلسطين جوهر مشكلة الشرق الأوسط وقضية الأمة الإسلامية الأولى ويؤكد الالتزام بتحرير كل الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وعدم القبول بأي وضع من شأنه المساس بالسيادة العربية على مدينة القدس الشريف، وعدم انفراد اي طرف من الأطراف العربية والإسلامية بأي حل لقضية فلسطين وقضايا الأراضي العربية المحتلة.
4 وأكد البيان ان السلام العادل الشامل في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن ان يقوم إلا على أساس انسحاب اسرائيل الكامل وغير المشروط من جميع الأراضي العربية المحتلة واستعادة الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني بما فيها حق العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على أرض فلسطين بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية.
5 ويقرر المؤتمر التزام الدول الإسلامية باستخدام جميع امكاناتها العسكرية والسياسية والاقتصادية والموارد الطبيعية بما فيها الضغط كوسيلة فعالة لدعم الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني والأمة العربية ولمواجهة الدول التي تدعم الكيان الصهيوني عسكرياً واقتصادياً وسياسياً.
6 ودعا المؤتمر مجموعة الدول الأوربية الى تنفيذ تعهداتها بعدم سريان مفعول اتفاقاتها الاقتصادية الثنائية والجماعية مع اسرائيل على الاراضي الفلسطينية العربية المحتلة.
7 اتفق ملوك ورؤساء الدول الإسلامية على إعلان الجهاد المقدس لإنقاذ القدس الشريف ونصرة الشعب الفلسطيني وتحقيق الانسحاب من الاراضي العربية المحتلة.
واوضحت الدول الإسلامية في قرارها هذا ان للجهاد مفهومه الإسلامي الذي لا يحتمل التأويل وإساءة الفهم، وان الاجراءات العملية لتنفيذه ستتم وفقاً لذلك وبالتشاور المستمر بين الدول الإسلامية.
بلاغ مكة المكرمة
وأعد البيان الختامي الذي تضمن القرارات السياسية والاقتصادية والتضامن بين الدول الإسلامية,, فقد صدر عن المؤتمر الإسلامي الثالث في مكة المكرمة بلاغ مكة المكرمة الذي ثمن الصحوة الإسلامية التي يعيشها العالم الإسلامي وما زالت تتفاعل فيه بين شعوبه تصاعداً الى وحدة الصف والعمل المشترك، والوعي بمخاطر المؤامرات الصهيونية والصليبية والعلمانية ضد الدين الإسلامي الحنيف وضد الأمة الإسلامية جمعاء حتى لا تعود الى دينها شريعة وعقيدة ومنهجاً للعمل والتواصل وقبول التحديات ومواجهة الأخطار.
وقد استهل القادة البلاغ بعد حمد الله وشكره ان جمع بينهم في قمتهم هذه بقولهم: نجتمع في رحاب هذا البلد الحرام وفي كنف الكعبة المشرفة مهبط الوحي وقبلة المسلمين عند مطلع القرن الهجري الجديد الخامس عشر لقاءً نعتبره حدثاً جليلاً في تاريخ الأمة الإسلامية ونتخذ منه منطلقاً حاسماً لنهضة إسلامية شاملة تستدعي من المسلمين كافةً وقفة حازمةً يراجعون فيها رصيدهم الماضي وواقعهم الحاضر ويتطلعون بالإرادة الوطيدة الى مستقبل افضل في ظلال سياسة التضامن الإسلامي فتعود لصفوفهم وحدتها ولحياتهم رقيها وازدهارها، ولمنزلتهم في المجتمع الإنساني شرفها، ليؤدوا دورهم في الحضارة الإنسانية.
وجاء في البلاغ: ان انتماء المسلمين الصادق الى الإسلام والتزامهم الحق بمبادئه وقيمه منهجاً للحياة، هو درعهم الواقي من الأخطار المحدقة بهم وسبيلهم الامثل الى تحقيق المنعة والعزة والازدهار، وطريقهم القويم لبناء المستقبل وضمانتهم التي تحفظ للأمة أصالتها، وتصونها من طغيان المادة الجارف وتمدها بالحافز القوي الذي يدفع ولاة أمورها ويستنهض أبناءها من اجل تحرير مقدساتها واستعادة حقوقها ومكانتها لتسهم مع أمم العالم في تحقيق المساواة والسلام والرخاء للبشرية كافة .
وجاء أيضاً: إن ايمان المسلمين جميعاً بالتعاليم الخالدة المتمثلة في الحرية والعدالة وكرامة الإنسان والتصدي للظلم والعدوان وفي التسامح والرحمة والاخاء، يدعونا الى التصميم على اقرار السلام العادل والوئام بين الشعوب، وعلى ضمان حقوق الإنسان ومواصلة العمل لدعم المؤسسات الدولية التي تقوم على المبادئ الانسانية والتعايش السلمي بين الشعوب لكي يبدأ عهد جديد تكون فيه العلاقات بين الدول محكومة بالمبادئ لا بالقوة، وتزول فيه اشكال الاضطهاد والاستغلال والتسلط والظلم والاستعمار بشكليه القديم والجديد وتنتهي جميع انواع التمييز المبني على العرق او اللون او المعتقد او الجنس .
وبعد ان استعرض القادة في فقرات عديدة من بلاغ مكة المكرمة الأوضاع الدولية وظروف العالم الإسلامي وما تعانيه دوله وشعوبه من تشرذم واختلافات إلخ,, قالوا في ختام البلاغ: واننا لنناشد كل الدول والشعوب بأن تبادل الأمة الإسلامية دولاً وشعوباً مشاعر الاخوة الإنسانية المخلصة المسالمة من غير شحناء ولا تظالم ولا طغيان حتى نبني معاً عالماً صالحاً للإنسان ونرقى بمستوى حياته الروحية والمادية,, وإننا لندعو ربنا ان يهيئ لنا من امرنا رشدا وفي مسعانا توفيقاً وفي حياتنا خيراً .
وختموا البلاغ بالآية الكريمة: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، وليُمكنّن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنّهم من بعد خوفهم أمناً، يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون صدق الله العظيم.
عطاء المملكة يتواصل ولم ينقطع لأي سبب
ورأس خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ايده الله القمة الإسلامية الثالثة لثلاث سنوات متتالية انجز خلالها بجهوده ودعم ولي عهده الأمين والنائب الثاني وحكومتهم الرشيدة والشعب السعودي الوفي المعطاء، انجز كل ما هو موجود الآن من مؤسسات المؤتمر الإسلامي من علمية كمجمع الفقه الإسلامي او اقتصادية كاللجنة الاقتصادية والسياسية ممثلة في مجلس وزراء الخارجية، او إعلامية كمجلس وزراء الإعلام او مجلس وزراء التعليم العالي وغير ذلك من المؤسسات والوكالات المتخصصة التي تتبع الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي, ومن بين أهم تلك الآليات بنك التنمية الإسلامي.
1500 مليون دولار في ثلاث سنوات
وخلال تلك السنوات التي رأست خلال المملكة القمة الثالثة لمنظمة المؤتمر الإسلامي تم انفاق 1500 مليون دولار امريكي على انجاز قيام تلك المؤسسات التي اصبحت بمثابة آليات العمل الإسلامي المشترك والتي تديرها الأمانة العامة للمنظمة.
المملكة أنشآت صندوق
دعم برامج التنمية الإسلامية
وضمن إنجازات خادم الحرمين الشريفين وهو يرأس القمة الثالثة فقد تم انشاء صندوق دعم التنمية في العالم الإسلامي الذي اقترحه رئيس المؤتمر الأمير فهد بن عبدالعزيز آنذاك في خطابه أمام المؤتمر بتخصيص مبلغ 3000 مليون دولار لدعم برنامج التنمية في العالم الإسلامي بهدف رفع المستوى المعيشي للمواطن المسلم في كل بلد مسلم.
2300 مليون دولار من دول مجلس التعاون
وتجاوباً منها مع اقتراح الممكلة، فقد قدمت دول مجلس التعاون وقبل قيام مجلسها مبلغ 2300 مليون دولار أمريكي لدعم الصندوق الإسلامي الجديد.
مشاركة متواصلة في كل القمم الإسلامية
ومنذ ذلك التاريخ قبل 19 سنة مضت والمملكة شريك فعلي في كل عمل إسلامي مشترك يعزز التضامن، ويقوي آصرة الأخوة في الله والدين والعقيدة والواقع بين أبناء الأمة الإسلامية في هذا العالم.
ومشاركة في القمة قبل الأخيرة في إيران
وكانت آخر مشاركة للمملكة على مستوى القادة في القمة الإسلامية الثامنة التي استضافتها العاصمة الإيرانية طهران قبل ثلاث سنوات مضت ورأس وفد المملكة الى تلك القمة سمو ولي العهد الأمين.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved