أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 12th November,2000العدد:10272الطبعةالاولـيالأحد 16 ,شعبان 1421

القرية الالكترونية

الإنترنت ليس دواء سحرياً لإخراج اليابان من ركودها
* طوكيو أ, ف, ب
يتعين على اليابان في المقام الأول الخروج من مأزقها المالي الانخراط فعليا في اقتصاد السوق حتى يتاح لها الاستفادة من ثورة تكنولوجيا المعلوماتية التي يسهب في الحديث عنها المسؤولون اليابانيون كما قال خبير مالي ورئيس مجلس ادارة مصرف أمريكي ذائع الصيت.
فقد أكد كل من رونالد ماكينون الأستاذ في جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة والخبير المالي الدولي وهنري بولسون رئيس مجلس ادارة مصرف غولدمان ساكس الأمريكي للأعمال ان الانترنت لن تمكن اليابان من تجنب عملية الانخراط المؤلمة في اقتصاد السوق.
وقال البروفسور ماكينون في ندوة نظمتها صحيفة نيهون كيزاي ان اليابان لن تستفيد كثيرا من ثورة تكنولوجيا المعلوماتية طالما لن تعمد الى اصلاح نظامها الاقتصادي الكلي, وحذر من الاعتقاد بأن نمو الاستثمار في تكنولوجيا المعلوماتية سيحل المشكلة, وأوضح بولسون ان الانترنت ليست الدواء السحري لليابان.
والصعوبة التي يواجهها المسؤولون اليابانيون في الخروج من نموذج النمو الموجه الذي أفضى بالاقتصاد الياباني الى المأزق تمثلت حتى في الرسوم الكاريكاتورية مع اعلان رئيس الوزراء يوشيرو موري خطة حكومية E - Japan يؤكد طموحها المعلن الرغبة في ان تتخطى اليابان الولايات المتحدة في مجال تكنولوجيا المعلوماتية بخمس سنوات.
وأكد بولسون في الندوة نفسها اذا كان هذا المسعي يقضي في اليابان بأن تسلم الحكومة قيادة العمليات وتوجيه الاستثمار فان نجاحه لن يكون على مستوى امكانياتكم.
ودعا رئيس مجلس ادارة مصرف غولدمان ساكس الحكومة اليابانية الى التخلي عن نزعتها التدخلية التي تلقي بثقلها على التخطيط الذي تمليه الدولة.
وحتى لو كان الانتقال مؤلما فان هذا التغيير سيمر لا محالة بتوقف الحماية الممنوحة الى الشركات والقطاعات غير التنافسية, وقال من الضروري ترك الشركات الضعيفة تعلن افلاسها وتتلاشى.
وأكد بولسون ان الارتفاع القوي للانتاجية الذي يفسر نهوض الاقتصاد الأمريكي منذ أواسط التسعينات لم ينزل من سماء الانترنت, وأضاف: أعتقد شخصيا ان الازدهار الاقتصادي في الولايات المتحدة بدأ قبل عشرين عاما متزامنا خصوصا مع تخفيضات كبيرة على صعيد الضرائب وسياسة التشجيع على المنافسة بين الشركات.
وأوضح رونالد ماكينون لا نستطيع استيعاب التكنولوجيات الجديدة طالما لم يستقر وضع الاقتصاد الكلي, وأعتبر ان الفرصة الذهبية للولايات المتحدة أتت في منتصف العام 1995م عندما تمكن رئيس الاحتياط الفدرالي الان غرينسبن من تثبيت وضع الاقتصاد الكلي، عندئذ شهد الاقتصاد انطلاقته الكبيرة.
وأكد ان عجز اليابان عن الخروج من الركود الاقتصادي ناجم من خطأ في تشخيص المشكلة, فكل الصعوبات التي واجهتها في التسعينات هي نتيجة تخوف دائم من ارتفاع قيمة الين بضغط تجاري من الولايات المتحدة.
وللتعويض عن تأثير هذه التوقعات السلبية على القطاعات الخاصة والأسر والمؤسسات دمرت الحكومة اليابانية المالية العامة, وكان المأزق نتيجة التلاعب بالسياسة النقدية المتمثل بسياسة نسبة الفائدة الصفر التي أقرها بنك اليابان.
وأعلن البروفسور ماكينون ان وضع اليابان فريد بين الدول الصناعية اذ تجد نفسها في فخ خفض التضخم من خلال نسب الفائدة المتدنية التي فرضت عليها من الخارج عبر التخوف من ين قوي باستمرار.
وقال ان ليس أمام اليابان سوى وسيلة وحيدة للخروج من المأزق تقضي بعقد اتفاق ثنائي مع الولايات المتحدة لتثبيت العلاقة بين الين والدولار على ان تترافق مع نسبة مرجعية على المدى البعيد أقصاها 115 ينا للدولار الواحد, لكنه اعترف شخصيا بأن هذا الاتفاق سهل من الناحية التقنية لكنه من الصعوبة بمكان سياسيا.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved