|
| الاقتصادية
حوار : أحمد الأحمري
تعتبر صناعة القوالب من الصناعات الاستراتيجية الضرورية لما لها من ارتباط وثيق بعدد كبير من مجالات الصناعات الأخرى كصناعة البلاستيك والسيراميك وتشكيل المعادن بالإضافة إلى انها تعتبر من الصناعات الدقيقة التي تحتاج إلى دقة متناهية لإنتاج القالب الصناعي حسب المواصفات المطلوبة وكغيرها من الصناعات السعودية التي تحظى بالدعم والتشجيع من قبل المسؤولين إلا انها تعاني أيضا من بعض العوائق كصعوبة توفر المواد الخام محلياً وندرة العمالة الماهرة والمدربة بالإضافة إلى المنافسة الخارجية التي تلقاها من الصناعات المماثلة الأجنبية وغير الخاضعة لاشتراطات الجودة القياسية كما يشير إلى ذلك المهندس سليمان بن عبدالله الفايز المدير العام لشركة قوالب المحدودة والذي استضافته الجزيرة في الحوار التالي:
التاريخ : 18/10/2000م.
* في البداية نود إعطاءنا فكرة عن بداية شركة قوالب وحجم الإنتاج بالشركة
أسست شركة قوالب المحدودة في شهر سبتمبر 1995 بمدينة الرياض وموقعها المدينة الصناعية الثانية، لتصميم وإنتاج مختلف أنواع القوالب الخاصة للصناعات البلاستيكية بكل جوانبها, وحددت الطاقة الإنتاجية للمصنع بحوالي 400 500 قالب بالسنة بمتوسط وزن 2 3 طن للقالب الواحد إضافة إلى صناعة القوالب الخاصة بالسيراميك وتشكيل المعادن بطاقة إجمالية حوالي 2000 طن بالسنة.
هذا وتجدر الإشارة إلى ان شركة قوالب شركة ذات مسؤولية محدودة يساهم فيها نخبة من رجال الصناعة باستثمار بلغ حوالي 60 مليون ريال.
* كم يبلغ حجم السوق المحلية لتصنيع القوالب وما هي حصتكم من هذه السوق؟
السوق المحلية للقوالب بمختلف أنواعها الخاصة بالصناعات البلاستيكية والزجاج والسيراميك وتشكيل المعادن يبلغ حوالي 200 مليون ريال سنوياً.
وتهدف شركة قوالب إلى سد الثغرة بين الاستيراد والإنتاج المحلي والتي تبلغ في حدود 30 40%.
* ما هي المراحل الإنتاجية التي تمر بها صناعة القوالب والاشتراطات القياسية لإنتاج القالب؟
صناعة القوالب تختلف باختلاف الغرض الذي له سيتم استخدام القطع البلاستيكية لصنع هذا القالب, ولكن عموما تبدأ من الفهم الجيد لمتطلبات العميل بدقة ومن ثم البدء في تصميم المنتج المراد إنتاجه من القالب أولا وبعد اعتماده من قبل العميل يبدأ بتصميم القالب بصيغته النهائية ومن ثم إنتاج قطع القالب المختلفة على مختلف المعدات حتى تكون كلها جاهزة للتجميع ومن ثم تجربة القالب أمام العميل.
وخلال عملية الإنتاج هناك متابعة من قبل قسم الجودة للتقيد بالمعايير الصناعية المتبعة في مثل هذه الصناعة الدقيقة.
* ما هي أبرز العوائق التي تواجهونها في مجال صناعة القوالب وتسويقها؟
العوائق التي تؤثر على الإنتاج تتمثل بأمرين إما عدم توفر المواد الخام محلياً ومن الصعب استيراد كميات كبيرة منها لكلفتها العالية وتعدد أنواعها.
الأمر الثاني العمالة الماهرة في هذه الصناعة قليلة على مستوى العالم وغير مستقرة وبالتالي يتحتم بناء قاعدة متينة على مدى زمني معقول أساسها شباب الوطن حيث سيتم تأهيلهم عبر برنامج تدريب طويل المدى.
أما من ناحية التسويق داخل وخارج المملكة فليست هناك مشكلة على الإطلاق فجودة المنتج كفيلة بتسويق كل طاقة المصنع سواء داخليا أو خارجيا.
* من هم عملاء المصنع وهل تقومون بالتصدير إلى الخارج؟
منتجات المصنع موجهة فقط لخدمة مصانع البلاستيك والسيراميك وتشكيل الحديد أينما كانت.
ولقد قامت الشركة إضافة إلى مبيعاتها الداخلية بتصدير قوالب إلى شركات أجنبية في بريطانيا وشمال أفريقا لمنتجات غير قياسية ذات تعقيدات كبيرة إضافة إلى ضخامة المنتج.
* ما هي خططكم التوسعية المستقبلية وهل هناك فروع أخرى تنوون افتتاحها؟
الشركة تطمح دائما لرفع الجودة وزيادة الإنتاجية وبالتالي إمكانية التوسع واردة جداً بفضل ما تتمتع به الصناعة السعودية من امتيازات تنافس فيها الصناعات الخارجية وفي عقر دارها.
أما فتح فروع إنتاجية للشركة فهذا غير وارد لأن متطلبات الفرع نفسها متطلبات الأصل وهذا يعني استثمارات مكررة.
وإذا كنت تقصد فتح فروع للتسويق والمبيعات فهذا أيضا غير وارد لأن المركز الرئيسي مدعم فنياً قادر على تلبية الزبائن أينما كانوا وعبر الهاتف, والإنترنت والزيارات الميدانية التي تتم بصفة دورية.
* وأنتم أحد العاملين بمجال الصناعة برأيكم ماذ يميز مدننا الصناعية وما هي الأشياء التي تفتقد لها هذه المدن؟
المدن الصناعية لدينا ممتازة لو تم استغلالها الاستغلال الأمثل لأمكن الاستفادة منها أكثر بتوزيعها بطريقة تتمشى مع احتياجات المستثمرين الجادين القادرين والراغبين في إقامة مصانعهم ولكن يجب سحب الأراضي سواء المخصصة للمصانع أو لإسكان العمالة لتلك الأراضي التي مر عليها سنوات طويلة من الذين منحت لهم ولم يتم بناؤها لأن من خصصت له إما أنه ليس جاداً بالاستثمار أو أنه ليس بحاجتها أو أنه يريد استثمارها من قبل الغير مقابل مبلغ محدد.
هذا وتجدر الإشارة إلى ان المدن الصناعية في نظري تنقصها بعض الخدمات مثل: شبكة الغاز، محطة سكك الحديد لنقل البضائع والمواد الخام إلى أقرب نقطة ممكنة من المصانع، كذلك الفنادق، المشاريع الاستثمارية الخاصة إسكان العمالة تتوفر فيها كل الخدمات الترفيهية.
* تمثل سلامة العاملين بالمصنع هاجساً للعامل ورب العمل كيف تحافظون على سلامة العاملين لديكم وما هي الاحتياطات والاشتراطات المتبعة لتلافي إصابات العمل؟
هناك قواعد وتعليمات ووسائل السلامة لجميع العاملين تتمشى ومتطلبات العمل ونوع الخامات التي يتم التعامل معها وأخذ كافة الاحتياطات اللازمة لتلافي الحوادث أو الحرائق.
* كم تبلغ نسبة العاملين السعوديين لديكم بالمصنع وما هي خططكم المستقبلية في تفعيل التوجهات الوطنية في مجال السعودة بالقطاع الخاص لديكم بالمصنع؟
اسمح لي أولا بتصحيح كلمة أو مصطلح السعودة لتصبح توطين التقنية وهذا هو الوصف الصحيح الذي يجب ان يطلق على إحلال المواطن مكان الأجانب في أي وظيفة.
ولإيمان الشركة بأهمية توطين التقنية التي لا تتم مهما عملنا ومهما نادينا دون تأهيل الشباب السعودي تأهيلا ميدانياً عند التحاقه بالعمل حسب طبيعة الوظيفة المراد شغلها من قبله ومن ثم نكون قد ذللنا معضلة امام ذلك الشاب وهي اتاحة الفرصة له ليتدرب على ما هو مهيأ للعمل عليه مستقبلا ونحن بذلك لا نقدم لذلك الشاب السعودي معروفاً وانما نتيح له المساواة مع العامل الأجنبي باتاحة فرصة التعرف والتدريب على الأجهزة التي يريد العمل عليها كما يعمل الآن أصحاب الأعمال مع العمالة المستوردة.
لقد قامت الشركة بإعداد برنامج طويل الأجل لتأهيل الشباب السعودي من خريجي المعهد الفني الذي يلي الابتدائية وكذلك خريجي الثانوي الصناعي حسب قدرات كل منهم وأثبتت تجارب الشركة امكانية بناء قاعدة وطنية متينة مدربة بأسرع ما يمكن إلا ان برنامج التدريب التأهيلي مكلف ويحتاج إلى دعم.
وبالرغم من حداثة بدء الإنتاج بشركة قوالب إلا أن نسبة توطين الوظائف فيها بلغت 20% وخطة الشركة انه خلال الخمس السنوات القادمة يجب ان يكون لديها في حدود 50 70% من العمالة الفنية السعودية بإذن الله.
تمثل المعارض التجارية واجهة تعريفية بنشاطات المصانع، ماذا عن مشاركات مصنع قوالب في مثل هذه المعارض وهل ترون ان هذه المعارض حققت لكم كعارضين الأهداف المرجوة منها؟
بدأت شركة قوالب بالفعل التعريف بنفسها بالسوق المحلية والخارجية من خلال المشاركة بالمعارض الداخلية والخارجية وإصدار نشرة دورية عن الشركة تعني بأخبارها والأخبار المستجدة في صناعة القوالب على مستوى العالم يتم توزيعها للمصانع والغرف التجارية والجهات الرسمية.
ولقد شاركت قوالب في معرض الصناعات البلاستيكية بالرياض وكذلك في معرض ميديست بباريس، ومعرض البلاستيك بالقاهرة ومعرض يورومول بفرانكفورت وكانت النتائج المتحققة بفضل الله ثم بفضل تلك المعارض مشجعة جداً,هذا وسوف تركز الشركة على معارض المملكة والخليج وشمال أفريقيا وأوروبا بحيث تشارك في 3 4 معارض سنوياً.
* ستنضم المملكة قريباً إن شاء الله إلى منظمة التجارة العالمية، ما هي أبرز الإيجابيات والسلبيات التي تتوقعونها على مجال الصناعة السعودية عموماً وعلى مجال صناعة القوالب بصفة خاصة؟
انضمام المملكة العربية السعودية لمنظمة التجارة العالمية إذا كان مبنيا على المعاملة بالمثل فلا أعتقد ان الصناعات السعودية ستواجه خطرا كبيرا إذا ما عملت على تحقيق التكامل فيما بينها مثل:
الاندماج للكيانات الصغيرة للاستغلال الأمثل للموارد ورفع الجودة وتقليل المصاريف ومن ثم رفع المنافسة.
انتهاج اسلوب البحث والتطوير المستمر للمنتجات والصرف عليه دون تغيير فإذا علمت ان أمريكا وهي في أعلى الهرم التقني تنفق 3% من دخلها القومي على البحث والتطوير أما إذا استمر تنافس رجال الأعمال سواء بالتجارة أو الصناعة بالكيانات القائمة حاليا فأتوقع مشاكل عديدة ربما ستؤدي إلى خروج الكثير من تلك الكيانات بما فيها الصغيرة من دائرة المنافسة ومن ثم الخروج من الأسواق نهائياً.
هذا وأعتقد انه يمكن تلخيص الإيجابيات والسلبيات لانضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية على أساس المعاملة بالمثل كما يلي:
الإيجابيات:
1, إتاحة الفرصة للتبادل التجاري الحر من وإلى المملكة وبالتالي فتح أسواق خارجية أمام منتجات وخدمات المملكة.
2, فتح الفرص امام الاستثمارات المتبادلة وتنويع الإنتاج وتوطين التقنية.
3, فتح فرص عمل جديدة للشباب السعودي بفعل ما سيتم إنشاؤه من مشاريع استثمارية مشتركة سواء صناعية أو خدمية أو تجارية.
4, مراجعة الأنظمة والتعليمات بما يتمش مع متطلبات أنظمة التجارة العالمية بما لا يتعارض مع متطلبات شريعتنا وعقائدنا الدينية وأخذها صفة التنفيذ الإلزامي.
السلبيات:
فلا أعتقد ان هناك سلبيات إذا كانت مبنية على أساس المعاملة بالمثل إلا في نطاق ضيق يتمثل في:
تضييق الخناق على المؤسسات الخدمية والصناعية الصغيرة من جراء المنافسة الخارجية.
* كيف ترون تأثير التطور التكنولوجي وخدمات الاتصال الكمبيوترية كالإنترنت وغيرها على الصناعات الاستراتيجية كصناعة القوالب وغيرها ومدى الاستفادة منها في مجال إنتاج المصنع؟
بلا شك التطوير التكنولوجي الهائل وخدمات الإنترنت لها أثر كبير ليس فقط على صناعة القوالب وانما على جميع الصناعات والخدمات بأنواعها.
لقد أصبح في مقدور أي فرد أن يبحث عن أية مادة يريدها أو مرجع أو برنامج أو مساعدة خلال دقائق ومن ثم اتخاذ الإجراء المناسب بأسرع ما يمكن لان اتخاذ الاجراء بسرعة وعدم مضيعة الوقت أساس في القضاء على معظم المعضلات سوءا الإدارية أو الفنية أو المالية.
لذا يجب التعامل مع التقنية الحديثة بكل جد واهتمام وعلينا تدريب أنفسنا وأجيالنا للتعامل للتعرف على كنوزها المفيدة ولتعريف العالم بنا على حد سواء لإنصاف الذات أمام الهجمة الصهيونية التي تحاول جهدها تشويه الأمة العربية والإسلامية.
* ماذا عن المنافسة الخارجية لمنتجات المصنع وما مدى تأثيرها على خططكم المستقبلية؟
أما عن المنافسة الخارجية لمنتجات المصنع فحالنا كحال معظم المصانع التي تشتكي من وصول صناعات للسوق غير خاضعة لمواصفات ومعايير تتمشى مع متطلبات الجودة القياسية.
أما إذا طلبت جودة على قدر المساواة فليس لدينا مشكلة في مساواة الشرق ومنافسة الغرب.
|
|
|
|
|
