رباه إني عند بابك ضارعٌ
فالطف بحالي إننيِ أتعذبُ
نُوِّمتُ في مَشفى عنيزة مدةً
فكأنني فوق القتاد أُقلَّبُ
ونُقلتُ نحو العسكريِّ فسرَّني
هذا، وصرتُ الى التحسن أقرُب
ووجدتُ فيه عناية ممتازةً
والنفس يُفرحها المقام الطيبُ
لكنني فوجئُت بعدُ بأمرهم
لي بالخروج وليس ثَمَّة مهربُ
وأنا على حال يرِقُّ لي العدا
ويذوب من كمدٍ عليّ الأقربُ
فشلُ الكُلى، والقلب فيه تضخُّمٌ
والضعف في الشَّريان أمر متعِبُ
والرأس قد ثقبت بفعل إصابةٍ
في حادث، ما حال رأس تثقبُ؟
فإذا رأيتُ بُنيَّتي أو زوجتي
وعرفتها عما قليل تغرُبُ
فأقول من هذي؟ وماذا تبتغي؟
فتصوروا حالي ولا تستغربوا
والنطق أصبح لا يُبين فإنني
عما أريد بمنطقي لا أُعربُ
رِجلايَ أُوهنَتا فلستُ بقادرٍ
يوماً على سيرٍ ولكن أركبُ
لا ينفع العُكَّازُ قد جرَّبته
والقول يصدق إذ يقول مجرِّبُ
والجسم أصبح بعد ذلك هيكلاً
عظماً وجلداً بالملابس يُحجبُ
لي زوجةٌ لا تستطيع رعايتي
ما عندها مال ولا تتكسَّبُ
ولقد أصيبت في ربيع شبابها
في رجلها اليسرى وكادت تعطبُ
تستعمل العكاز عند مسيرها
وإذا مشت عشرين مترا تتعَبُ
ولها بُنيَّاتُ صغار أربعٌ
مني، وكبراهنَّ لا تتَنقَّبُ
بلغت من السنوات عشرا لم تزد
والباقيات تنازلاً تترتبُ
أما البنونُ فقد حرمنا منهم
والله يفعل ما يشاء ويكتبُ
أشكو إلى ربي تفاقم حالتي
وإلى الذي من ربه يتقربُ
يا صاحب القلب الكبير فإنني
من بعد ربي فيضَ عطفك أطلبُ
لا زلتَ معوانا بكل ملمَّةٍ
شهماً وذكرك في البرية طيبُ
يرعاك ربي بالسعادة رافلاً
وسقى ديَارك وبلُ وسمٍ صيِّبُ