|
| مقـالات
لعل من أهم مسلمات التجديد أو الاصلاح التعليمي ما يلي:
أولاً : إصلاح أي نظام تعليمي سيبقى أمراً غير ممكن طالما بقي هذا النظام في عزلة من متغيرات هذا العالم, فالانزواء في مكان ساكن بعيداً عن صخب وحركة هذا العالم المتغير لا يمكن ان يخدم عملية الاصلاح التعليمي, إنه لم يعد أمراً مقبولاً ألَّا نتفاعل مع العالم المحيط بحجة الحفاظ على هويتنا أو ثقافتنا.
ثانياً: من جهة أخرى، لا يمكن إصلاح اي نظام تعليمي طالما بقي هذا النظام مجرد نهب من نظم تعليمية أخرى, فالتعليم لا يمكن اصلاحه من خلال عملية القص واللزق, وعليه فلن تجد أمة تقبل بأن يكون ثوبها التعليمي مرقعاً بالاستعارة من نظم تعليمية أخرى.
إذن، ما هو المطلوب بداية لكي نحقق الاصلاح التعليمي المستهدف؟, تتطلب عملية الإصلاح التعليمي ان تكون لنا رؤية تربوية واضحة لا ضبابية فيها لما نريد ان نحققه وكيف نحققه )Vision and Mission( ومن دون هذه الرؤية لن نستطيع ان نحقق التوازن المطلوب بين الانعزال عن نظم هذا العالم وبين الانفتاح الفج غير المدروس على نظم تعليمية أجنبية, هذه الرؤية يجب ان تكتب على المستوى الوطني بصياغة واضحة، وان تتمثلها القيادة التعليمية وتنفخها في نفوس كل من يساهم في قيادة العمل التعليمي, وتتطلب عملية الاصلاح التربوي ايضا ان ننجح في تخيل الصورة المثالية المستقبلية التي سيكون عليها اداء مؤسساتنا التعليمية, ان خلو أذهاننا من هذه الصورة المستقبلية يعني أننا قد نفشل في تحقيق الاصلاح التعليمي,ويجب ان ندرك ان مجرد وضوح الرؤية التربوية الاصلاحية ووضوح آلية التجديد والتطوير لن يضمن بحد ذاته حدوث الاصلاح التعليمي المستهدف, جهود التطوير والتجديد يجب ان يقف خلفها نوايا حسنة صادقة ومخلصة لا تستهدف سوى بناء نظام تعليمي فاعل يحقق للوطن مزيدا من القوة دون المساومة عليه بشعارات رخيصة او البحث عن مصالح شخصية او اقليمية ضيقة, انني أشك ان تحقق جهود الاصلاح التعليمي نجاحاً يذكر طالما غابت النقاط اعلاه عن البرنامج الاصلاحي
E-mail: Alomar20@ yahoo. com
|
|
|
|
|
