| مقـالات
الثقافة العربية ثقافة عيب (اكسيرها) التصنع ورصاصتها النقيض مما خلق لدى الفرد العربي حساسية بالغة تجاه انطباع (الآخرين) عنه إلى درجة أن أجاد كرها امتطاء صهوة (الازدواج) بحرفنة وجعل من طبيعته البشرية (غيرطبيعية!), إن رضاه عن نفسه أصبح لا يتحقق سوى عن طريق رضاء الآخرين عنه رغم أنف النظريات العلمية المؤكدة بأن رضاء الفرد عن نفسه قمين بدفعه (عن قناعة) إلى ارضاء الآخرين, حقا إنها معادلة معكوسة لا يبررها سوى أنها نتاج لثقافة معكوسة: ثقافة تمقت الرياء فتحث عليه طالما أعلن الفرد (الخضوع) والاستسلام لها (نهارا!).
يحل الليل فترخي ( ثقافة الليل) سدولها وتميط لثامها وتستلقي على الأرض استرخاء واحتفالا بانتهاء النهار (على خير!), إنها ثقافة الجهد الجهيد نهارا، أما الليل البهيم فله ظلام يسمح بخلع الأقنعة النهارية إلى درجة (قتل القلق!) حتى الثمالة, يا لليلٍ تعاقب مع النهار!؛ ويا لطرفي نقيض اتفقا على ألا يلتقيا رغم انطلاقهما من (نقيض واحد!).
إن (لليل) في تراثنا الفصيح والعامي حبا خاصا وخالصا إلى درجة (كراهة انبلاج ضوء الصبح!) رغم ما للصبح من نسيم عليل وشاعرية .
فعلى الرغم من وحشة الليل البهيم فهو الموعد، ومستودع أسرار الخائفين، وأمين وخليل العاشقين ، والساتر عن الرقيب والعين,, ويا ليل ياساتر عيوب المحبين,,! بل ياليل ياليل,,!
إن في هذا التناقض الثقافي تفسيراً لظواهر سياحة (الصيف والشتاء) المتناقضة فكرا وسلوكا (كارتداء الحجاب في الداخل وعدم الالتزام به في الخارج، على سبيل المثال!), بل ان في التناقض هذا أيضا تفسيراً للشعار السياحي (لرحلة الصيف) والذي نصه :( سافر فلان وعائلته للخارج): هنا تمعنوا بالانفصام هنا:,, بماذا يفيدنا سفر (فلان ) مع عائلته إلى الخارج؟!,, بل لماذا أجهد (فلان) نفسه هنا (ليضحكنا) على نفسه حين أصر على تذكيرنا بأنه اصطحب (المدام!) لتعفيه من غربة (ليلها حزين كنهارها؟!!), في الحقيقة، أعتقد أن فلاناً هذا أحد ثلاثة (فلون جمع فلان!): إما أنه لم يسافر أصلا,, أو أنه سافر (وكاد المريب أن يقول خذوني!!) فأخذ عائلته معه (صحفيا!!),,, أو أنه بالتأكيد وعد (أم العيال!) بسياحة رومانسية ولا أروع! ولكن عوامل تتعلق بظروف الحجز! ومتطلبات الانتداب! والبرد الشديد هناك (صيفا!) لم تمنحه للأسف الشديد فرصة التمتع بصحبتها الأمر الذي اضطره إلى السفر (عابسا!) وحيدا (يتبسم!) من الحزن!
,,, يالتعاسة السفر وحيدا يا فلان,,!
ص,ب454 رمز 11351 الرياض
|
|
|
|
|