أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 12th November,2000العدد:10272الطبعةالاولـيالأحد 16 ,شعبان 1421

مقـالات

الجزيرة ,, القناة التي تحترف مهنة اللغوصة ,,؟!
حمّاد بن حامد السالمي
* وقف العراق العظيم ، بقيادة رئيسه العظيم ,, وقف عاجزاً عن اختراق منطقة الخليج العربي، بجيشه الجرار الذي قذف به إلى أرض الكويت في مليون جندي، هذا الجيش العرمرم، الذي أخطأ طريقه نحو القدس مرتين,, مرة وهو يتجه شرقاً داخل الأراضي الإيرانية، ومرة وهو يتجه جنوباً نحو الكويت,,!
هذا الجيش، ما لبث أن سُحق وفقد آلته الحربية، واندحر إلى حدود بغداد في أكبر نصر عظيم يتحقق للقائد العظيم في معركة عظيمة هي أم المعارك المجيدة,,! المعركة التي يحتفل بها القائد العظيم ، ويدعو الأمة العربية للحذو حذوه، في أم المعارك جديدة مع العدو الصهيوني، فيصبح لدينا أم معارك ثانية بمواصفات عراقية، تحت راية الجهاد الإسلامي التي يرفعها عربي، من مبادئه التي تربى عليها، أن الدين يؤخر الشعوب ويقتل إبداعاتها,,!
* فشل القائد العظيم بجيوشه العظيمة ، في اختراق دول الخليج العربي في العام 1990م، لكنه بعد أقل من سبع سنين فقط، حقق نجاحاً لا نستطيع انكاره، وذلك من خلال قناة تبث برامجها المشبوهة من وسط دول مجلس التعاون الخليجي، من دوحة قطر الوارفة الظلال ,, تحت اسم الجزيرة ، والجزيرة، قبل أن ننسى يا سادة يا كرام هو شعار رفعته آلة الدعاية الصدامية مع عمليات غزو الكويت، بهدف تمزيق وحدة المملكة العربية السعودية، وتفتيت وحدة دول المجلس، وما زالت هذه الآلة البغيضة، ترفع هذا الشعار في صَغَار وشنار وبؤس، لا يقل مهانة عن التوجه الذي تقوده الحربة الدعائية، التي غرسها حزب البعث العراقي في خاصرة الخليج والجزيرة العربية من الدوحة.
* حسناً فعلت نقابة المهن الموسيقية والفنية في مصر، بحظر تعامل أعضائها ومنسوبيها مع قناة تنال من مصر وشعبها وحكومتها، وتثير الضغائن والأحقاد بين فئاتها وشرائحها وأحزابها، وما فعلته نقابة المهن في مصر، هو جزء من فعل صارم وحازم أعلن عنه وزير الإعلام المصري صفوت الشريف، وقادته الصحافة المصرية، ولم تنفع معه المحاولة اليائسة، التي قام بها القاسم في معكوسه لاسترضاء مصر ومثقفيها وإعلامها، وإنقاذ ما يمكن انقاذه، خاصة بعد طرد أخيه اللاجئ في مصر,,!
وقبل ايذاء مصر، كان هناك أذى كبير لحق بالمغرب والاردن وتونس والكويت، ودول وشعوب عربية تأتي في مقدمتها المملكة، التي بقيت منذ العام 1996م وهي تحلم على سفه الجزيرة ، وتغض طرفها، عن تطاول الأذناب الذين تعلموا السفه على يد كبيرهم في بغداد، فنحن معها على رأي شاعرنا العظيم الذي قال:


يخاطبني السفيه بكل قبح
وآسف أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة وأزيد حلماً
كعود زاده الاحراق طيبا

وقول الآخر:


إذا جرحت مساوئهم فؤادي
صبرت على الإساءة وانطويت
وجئت إليهم طلق المحيا
كأني لا سمعت ولا رأيت

* لكن,, إلى متى يزيد السفيه سفاهة، ونزيد حلماً، ويجرح الفؤاد، ونصبر وننطوي,,؟! على السعوديين ان يفعلوا شيئاً يردع الجهلة، ويوقفهم عند حدهم, وإن أدنى حد للرد والردع، هو في المقاطعة الاعلانية، التي أرى انه من الواجب على الشركات والمؤسسات التي تعمل من المملكة أو تنطلق منها، أن تضطلع بدور وطني فعال، فتوقف اعلاناتها الترويجية من هذه القناة التي لا تدع فرصة دون النيل من المملكة قيادة وشعباً، فتشكك في مواقفها الأصيلة، وتلمز من قنوات بغيضة، لا يعرف سراديبها إلا من تربى في دهاليز المخابرات العراقية، ولعق من دماء الأبرياء والضعفاء من شعب العراق المغلوب على أمره.
* إن ما تمارسه هذه القناة، ليس عملاً اعلامياً شريفاً، إنه لغوصة باسم العمل الإعلامي الحر غير المنحاز ,,! كما يدعي المناضلون الأحرار في قناتهم,,! وهذه اللغوصة ، تستبيح امتهان كل ما هو رخيص في سبيل تعكير الأجواء بين الدول العربية شعوباً وقيادات، وبين الشعوب وقادتها، وبين أبناء البلد الواحد، والشعب الواحد، ولا نعرف بالضبط لمصلحة من تجري هذه اللغوصة الغريبة العجيبة,,؟!
ومن المستفيد مما يجري، إذا لم يكن العدو الصهيوني المزروع في أرض العرب, فهو متفرغ وحده في فلسطين، يعمل ليل نهار، تقتيلاً وتشريداً في أهل الأرض المحتلة، ونحن مشغولون عنه بخلافات تزرعها هذه القناة بين بعضنا البعض,,!
* ردحت قناتهم سنوات على قضية الحدود بين المملكة واليمن، وكانت هذه القضية بمثابة الخبر اليومي وليس الخبر اليومي لهذه القناة، حتى إذا انتهت هذه القضية بسلام لم يرده الملغوصون ، لم يجد الأذناب سوى اختلاق الأكاذيب والتشكيك في الدور العربي الصادق لهذه البلاد وقادتها المخلصين، وتأتي بمن كان ذات يوم يتسول الإعلانات الفردية لجريدة المدينة في شوارع مدينة جدة، ثم أصبح عميلا وصاحب جريدة في لندن، ليقول باسم كافة الفلسطينيين: يلعن أبو المليار دولار التي اقترحتها المملكة ,, وأن,, هذا المبلغ لا يوازي ربح يوم واحد من زيادة البترول التي تسببت فيها الانتفاضة ,,!
لا أدري ما هو رأي الفلسطينيين في هذه اللعنة ، وهل وصلهم أبيض أو أحمر في يوم من الأيام، من أولئك الذين قاطعوا القمة العربية حتى لا يلزموا أنفسهم بشيء للفلسطينيين,,! أو من أولئك الذين حضروا القمة ووقعوا على قراراتها ظهراً، ثم لحسوا توقيعاتهم عصراً، ولعنوا أبو سنسفيل هذه القمة ، ثم تنصلوا من أي التزامات تنتج عن قراراتها، رافعين شعارات كاذبة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، وأسخف ما فيها راية الجهاد التي ترفرف على هامة سيف العرب في بغداد,,! لعنات تترى,, يا للعنة ,,!
* إنه من المضحك المبكي في قناة الجزيرة وبرامجها الدعائية ، أن يشترك دكتاتور العراق ورئيس الحكومة المغتصبة في تل أبيب، في كافة أخبارها وتقريراتها الساعية، حتى لو أن أحدهما ,,, في داره، لكان هذا الفعل ، خبراً لهذه القناة، وشغلاً للعاملين فيها,,!
* مجموعة من الأحبولات والأكاذيب التي تصوغها ادارة المخابرات في عواصم عربية وغربية، وتبثها من قناة الجزيرة، على أمل أن تجد من الناس، من يصدقها ويأخذ بها، لم تتوقف عند مسيرات الجنائز في شوارع بغداد، التي هي صناديق فارغة، أو قتلى من جملة وجبات السجون ، التي يقدمها القائد العظيم طعاماً شهياً للديدان كل يوم في بلده,,! حتى وصلنا إلى قصة اليورانيوم المنضب في أراضي العراق والكويت والمملكة,,! يا لها من سخرية,,! ففي هذه القضية بالذات، أصبح الإنجليز والامريكان والألمان والفرنسيون، ملائكة هادون مهتدون، وهم يقدمون لنا دراسات علمية، وتجارب شخصية ,, وحقائق مذهلة,,! وهم الذين كانوا إلى الأمس القريب، عبارة عن شياطين وأفاقين وغزاة,,!
* حسناً,, هذه مادة كيماوية قاتلة يتحدث عنها برنامج سري للغاية ,,! ماذا بشأن اليورانيوم المخصب ، الذي يستخدمه العراق في صناعته الفتاكة,,؟! ولماذا لا يكون هو اليورانيوم المتسرب نتيجة للضربات الجوية,,؟! وما شأن الأسلحة الكيماوية والجرثومية التي تصنع في العراق على قدم وساق، وسبق أن جربها القائد العظيم ضد شعب العراق، فقتلت مئات الآلاف من أبناء حلبجة,,! هذا الأمر ليس من اختصاص قناة حرة ديمقراطية، لأن حريتها تنتهي حيث تبدأ ملايين الخزينة العراقية تتدفق، وديمقراطيتها تتوقف حين تصطدم مع توجهات النظام العراقي,,! الذي يحرم على مواطنيه، المساس بسيادة الحزب,,! والسيد القاسم والحداد والعازر وعصوان وغيرهم، مخلصون لهذا الذي ارتضوه وقبلوه على حساب الخزينة المالية للشعب العراقي.
* جاءت الأزمة الحالية في الأراضي العربية المحتلة، لتكشف المزيد من صور اللغوصة التي تتلقفها الجزيرة من بغداد، فتعمل على بثها ونشرها على أنها أعمال وبرامج اعلامية، وهي لا تزيد عن كونها شعارات فارغة، ومزايدات رخيصة، تكرس المزيد من الشتات والفرقة والضعف في الصف العربي، وتدعم الموقف الصهيوني في الأراضي المحتلة، هذا ما يريده المزايدون والملغوصون في بغداد ويعملون من أجله، وهذا هو الهدف الذي تسعى إليه قناتهم في الدوحة، فهم ومن سار في ركبهم من الأذناب، يملأون الدنيا صراخاً ومناداة بمثاليات وشعارات، لكنهم لا يفعلون شيئاً ولو يسيراً مما يدعون، كل ما ينادون به، هدفه تعكير بحيرة الأمة العربية وتسميم أجوائها,, ينادون بمقاطعة اسرائيل والغرب، ولكن هذا الفعل مطلوب فقط من المملكة ودول الخليج ومصر,,! ينادون باستعمال سلاح النفط، لكن المملكة ودول الخليج هي المعنية بالأمر دون سواها، وكأنها هي الدول النفطية وحدها في المنظومة العربية، وعليها أن تأكل وتشرب من الخليج بعد ذلك,,! أما الدول العربية النفطية، التي وقفت مع استخدام سلاح النفط عام 1973م بالكلام فقط، وفي مقدمتها العراق العظيم ، فهي لا يتوقع منها أكثر من الكلام الممجوج، والشعارات التي شبعنا منها، وعلينا نحن في دول الخليج وحدنا أن نتحمل عبئاً جديداً كما فعلنا بالأمس، وهم أيضاً ينادون بالحروب و بالجهاد ضد اسرائيل,,! لكن نحن نعرف انهم لا يعنون أكثر من الكلام الذي يطلقونه، اما الهدف الأساسي، فهو احراج مصر والأردن وسوريا ولبنان، والسلطة الفلسطينية، وشغلهم الشاغل، اللغوصة على بقية العرب,,!
* هناك قلة في الشارع العربي تنطلي عليها هذا اللعب، فتخرج متأثرة بالدعاية التي تضغط عليها صباح مساء، ومثل هؤلاء الناس، تعساء حقاً، لأنهم يرفعون صور سفاح طاغية، ظناً منهم أنه حقاً كما يدعي وتروج له آلته الدعائية: سيف العرب وفارسها والمجاهد الأكبر ,,! وهو في حقيقة الأمر، سيف لكن على رقاب أبناء العراق، وفارس لكن في حلبات الكلام أمام كاميرات التلفزيون من سراديب سرية، ومجاهد أكبر، لكن في الحفاظ على كرسيه، حتى لو مات أبناء العراق بالجوع والمرض، وحتى لو ترك أربعة ملايين عراقي أهلهم وبلادهم إلى مهاجر في شتى أقطار الأرض,,!

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved