| عزيزتـي الجزيرة
الحياة عندما تجمع أنفاراً من الناس في محبة واخوة صادقة، تصبح لها معنى عند هذا الجمع من البشر.
بيد أن فقد واحد أو أكثر من هؤلاء الأحباب في الله، الأصدقاء والزملاء في دروب الحياة يعني الكثير للصحبة الطيبة التي تسعى الى طلب الرضا والمغفرة والثواب من الخالق جل جلاله,, وهكذا تصبح الحياة ثقيلة بطيئة أو هكذا يكون حالنا بسبب فقد هذا الأخ الكريم الذي كان ملء الاسماع والأبصار والاحاسيس والمشاعر الفياضة بنور الله سبحانه وتعالى، فيأخذ الالم منا كل مأخذ، ونسأل الله تباركت اسماؤه الحسنى، ان يتغمده برحمته وغفرانه، وان يلهمنا الصبر والسلوان لفقده,.
انه أخي وصديقي عبدالله الدباغ الذي انتقل الى جوار ربه منذ أيام، وفارق مكتبه في مجلس الشورى، بل والدنيا كلها، وقلوب أهله وأقاربه ومحبيه واصدقائه وزملائه في المجلس، تتأمل لفقدانه,, كنا كعادتنا في بعض ليالي الاسبوع نجتمع اخوة متفاهمة متآلفة في مركز المحبة دار الأخ العزيز عبدالله شطا بالرياض، وجاء واشراقة الصفاء والوفاء تعلو وجهه فحيانا,, وكنت محظوظاً وهو يجاورني في المركز ساعة وبضع الساعة نتجاذب أطراف الحديث,, وإذكر أنه قال لي والأمل في الله كبير بأن الله الكريم المعطاء قد استجاب للدعاء، وخفف من حدة مرض القلب الذي كان يشكو منه منذ نيف وخمس سنوات مضت وأجرى العديد من الفحوص الطبية داخلياً وخارجيا، وكلها أفادت بأن حالته طيبة,, فرددت عليه رحمه الله انت بخير مادمت تذكر الله كثيراً، وبقيت تؤدي الصلاة المكتوبة كما كنت تفعل دوما يا عبدالله,, والله يخفف عنك ويشفيك انه سميع مجيب.
وتتالت الذكريات واحدة إثر أخرى,, وتذكرت يوم كنت أعمل مديراً لفرع صحيفة عكاظ بالرياض، في الفترة من عام 1400 1404ه وكان رحمة الله عليه لا يبخل على عكاظ من أخبار مجلس اتحاد الغرف التجارية الصناعية السعودية إذ كان هو امينها العام، واذكر انني أجريت معه غفر الله له مقابلة صحفية لصحيفة سعودي جازيت الناطقة باللغة الانجليزية، أخذت من جمهور القراء لهذه الصحيفة الكثير من الاعجاب لما احتوت عليه من معلومات تجارية وصناعية عن وطننا الحبيب,, كان الرجل رحمه الله عملاقاً وبحراً لا ينضب من الفهم الصحيح لمشاكلنا التصنيعية خاصة في فترة الطفرة الثمانينيات الميلادية وما بعدها من سنوات ازدهار اقتصادي شمل جميع المرافق العامة من مصانع ومعامل ومراكز التدريب والورش المنتشرة في انحاء المملكة, وبالأمس القريب وبعد نشر الصحف خبر وفاته رحمه الله وكنت في زيارة لمسجد رسول الله عليه افضل الصلاة والتسليم رسولنا ونبينا محمد أشرف خلق الله، دعوت له بالرحمة والغفران,وبعد أن عدت للرياض اتصلت بذويه مرات ومرات، لكي أعزيهم في مصابهم الجلل,, فاللهم ارحم عبدالله الدباغ وانزل عليه شآبيب رحمتك وغفرانك واسكنه فسيح جناتك,.
أحمد محمد طاشكندي
|
|
|
|
|