أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 11th November,2000العدد:10271الطبعةالاولـيالسبت 15 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

المرأة والشبكة الدولية للمعلومات
كيف تتعامل المرأة العربية مع شبكة الإنترنت؟ هل تعتبرها فتحاً جديداً للآفاق أمام تطلعاتها ومتطلباتها أم تعتبرها من المناطق المحرمة التي كتبت عليها عبارة ممنوع الاقتراب للمرأة العربية.
ولا أعتقد أن المرأة لديها القناعة بأنها أقل احتياجاً لهذه الطفرة العلمية مهما كانت وضعية المرأة وخصوصيتها وحداثة عهدها بالحضور المقدر في مجال الوظيفة والأعمال والمال والاستثمار, بل يعتقد ان المرأة أكثر حاجة لمثل خدمات الإنترنت لأنها تختصر أمامها الزمان والمكان ولا تكلفها عناء الحركة ومزاحمة الآخرين في تلبة متطلباتها, وهي الأحوج للتدريب للتعامل مع المعلومات لأن المرأة العربية والسعودية على وجه الخصوص مزودة بقدر من الوعي والتثقيف الديني الذي يجعلها تدرك انها صاحبة رسالة وأن أهدافها من وراء استخدام هذه الشبكة محددة ومؤطرة وليست مطلقة وبالتالية فهي تتعامل معها وفق الحاجة والضرورة, وعندما انتشرت مقاهي الإنترنت في بدايات ظهور خدماتها وذلك بموافقة ولاة الأمر يحفظهم الله الذين يدركون بوعي وبصيرة مدى حاجة المرأة لهذه الخدمة، نظر البعض بتسرع وبأحكام مسبقة إلى الأمر من زاوية واحدة,, وهي الزاوية الحادة,, ونسوا أن فوائد هذه الشبكة أكثر من مضارها,, خصوصاً وقد علمنا فيما بعد ان مواقع القرآن الكريم وتفسيره وجدت رواجاً ومرتادين ما كان لهم أن يدركوها لولا الشبكة المعلوماتية وكذلك الكثير من المواقع النافعة وانه بإمكاننا أن نؤثر أكثر مما نتأثر.
لكن المرأة تحديداً تستطيع ان تستغل هذه السانحة في البحث عن المعلومات في مجال الدراسات التخصصية النادرة، وفي البحث عن العمل المناسب لها كامرأة والمناسب لتخصصها ومجالها وفق مؤهلاتها وقدراتها كما يمكن لسيدات الأعمال في المقام الأول الإفادة من الإنترنت في تحريك أعمالهن وإداراتها والإعلان عنها وتنميتها، والوقوف على أحدث الوسائل في مجال عملهن.
وكذلك ربات البيوت اللائي في حاجة للمعلومات المتعلقة بتنمية وعيهن وثقافتهن العامة ظللن رهن المعلومات المحددة والمتضاربة حول حقائق تتعلق بالصحة والغذاء وعلم النفس والجمال واستخدام الماكياج والعقاقير الطبية وغيرها، فوجدن في هذا التدفق الإعلامي الهائل خيارات وبدائل قد تفي ببعض حاجاتهن.
وكذلك المرأة الإعلامية في حاجة إلى التواصل الدائم مع المعلومة ومواكبة مجريات الأحداث، وفي إرسال المواد الإعلامية أو استقبالها بالسرعة والأمان المطلوبين.
الباحثات والدارسات والمهنيات اللائي في حاجة إلى التواصل مع مجتمعهن الصغير أو الكبير للإفادة والاستفادة وفرت لهن الشبكة المعلوماتية كل ما يسهل أداء المهمة,, والمرأة كما هو معروف يؤثر في أدائها وحركتها واسهامها الاجتماعي وحضورها عدد من العوامل من بينها عامل الزمان والمكان والأعراف والتقاليد والقيم والمعتقدات,,لكن التطور العلمي قد تخطى حواجز الزمان والمكان والتكلفة المادية وجعل المعلومة تأتي إليها وهي قابعة في مكانها معززة مكرمة دون عناء ودون أن ينتهك شيء من القيم أو الثوابت أو يخرق العادات أو يخدش التقاليد.
لذلك يمكن القول إن الإنترنت كسب للمرأة وفتح أمامها شريطة أن تتعامل معها بوعي وان تغتنم الجوانب الإيجابية فيها وتستغل هذه القدرة الهائلة لزيادة معلوماتها بكل موضوعية وثقة.
صلاح عمر شنكل
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved