أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 11th November,2000العدد:10271الطبعةالاولـيالسبت 15 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

حفيد القرود
غاب قرد فجاء شر القرود
ذات يوم محملا بوعود
يدعي الصدق من لسان كذوب
ويواري طبع الخسيس اليهودي
ينثر الود والصفاء لقوم
يحسبون السراب فيض الرعود
لهثوا خلف كل وغد دعي
وتمادوا في صبرهم للقيود
واشتروا السلم رافعين الأيادي
وتناسوا عمدا مقام الشهيد
أي سلم يبيت سلما ويضحي
وهو حرب على السليب الطريد؟!
أي وعد قد صير الطفل شيخا
يرقب الفجر من زمان بعيد؟!
أي أمن قد قيد الحر حتى
صار عبدا يرجو عطاء الحقود؟!
حالنا اليوم تشتكي الأرض منها
زلزلت حين ساء حال العبيد
أين ماض للمسلمين تولى
أبيض الوجه صامد كالحديد؟!
مشرق كالصباح في كل أرض
ضوؤه قاهر ظلام الوجود
مفعم بالحياة يعلو إلى المج
دِ أبيّا لم يستكن للركود
شامخ كالجبال يزداد عطفا
كلما مر بالمعنّى الشريد
طائر في الفضاء يسمو جلالا
عابر لا يخاف قيد الحدود
منجد المستغيث في كل ارض
حين يأتيه صوت أم الوليد
ومجيب إذا يناديه يوما
صارخ في الوغي لصوت البريد
برجال خاضوا بحور المعالي
وغرقنا في وسط بحر مديد
قد بنوا للشموخ أعلى صروح
وأرانا لم نبن بيت القصيد
خطب تشتكي المنابر منها
صاخبات بالشجب والتنديد
والبيانات هزت الخصم حتى
نام ملء الجفون نوم الرقود
نم قريرا فإن قومي عليهم
جبة الذل فوق فرش جديد
خدرتهم تلك الوعود فناموا
وارتضوا العار من لئيم جحود
وتعاموا عن الحقيقة لما
ارهفوا السمع للعنيد العنيد
ألفوا الذل والهوان فكادوا
ان يقولوا للذل هل من مزيد؟
كما أبصروا سرابا لسلم
ركضوا يرتجون زيف البنود
فتراهم وقد غدوا ثم عادوا
بعد لأي كظامئ وسط بيد
امتي قد قسوت لكن قلبي
نبض حزن وليس من جلمود
أمتي ما عقمت لكن فينا
ألف باغ وخائن مستفيد
كم شعوب قد كُبلت وهي تغلي
حين صارت أحرارها كالعبيد
أين مليار مسلم ما أفاقوا
هل تناسوا مسرى النبي المجيد؟
هل أقاموا على الملاهي فتاهوا
في ضلال ما بين خد وجيد؟
هل غدا المال همهم فتناسوا
بذله في فداء أهل الصمود؟
ان قلبا لم تقتحمه المآسي
لهو قلب مجلل بالبرود
رب فرد من أمة وهو فيها
صاحب الحس والضمير البليد
في زمان قد أصبح الظلم فيه
عند قوم مكللا بالورود
هل رأيتم محمدا (1) حين يأوي
لجناح العدو زهيد؟
لم يجد من يظله غير كف
لم تصافح يد العدو اللدود
تلك كف سمت على ألف كف
من يساوي بيض الكفوف بسود؟
صاح لم يسمعوا أشار بدمع
هاطل فوق شاحبات الخدود
لم تجبه سوى رصاصات غدر
من شقي إلى شهيد سعيد
فهوى الرأس شامخا في إباء
وتهادى إلى جنان الخلود
ان رأسا ما ذل يوما لخصم
لكريم معزز في اللحود
آه لو ان في يديه سلاحا
لرأيت الطغاة مثل الحصيد
أيها المسجد الشريف سلاما
يوم لقياك عندنا يوم عيد
صورة البغي حولك اليوم تدمي
كم مصل محاصر بالجنود؟
كم طغت في رباك أيدي الأعادي
كم تعالت عليك أيدي الحشود؟
كم أهانوا قدسية البيت عمدا
كم أقاموا أمامكم من سدود؟
كم أذلوا في حربهم من عزيز
كم تصدوا لركع وسجود؟
إيه يا فتية الحجارة صولوا
انطقوا الصخر من أكف الأسود
علموا البغي ان فينا صلاحا
ولدينا كخالد بن الوليد
زلزلوا الأرض تحت أعداء ديني
واغرسوا الرعب في قلوب اليهود
ان تكن أمس كبلتكم عهود
فلقد آن نقضكم للعهود
سوف يأتي بقوة الله يوم
فيه للغاصبين شر الوعيد

(1) هو محمد الدرة الطفل الفلسطيني الذي اغتاله رصاص العدو الإسرائيلي وهو يحتمي بوالده في تاريخ 4/7/1421ه.
مطلق شايع عسيري
محاضر بجامعة الملك خالد

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved