أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 11th November,2000العدد:10271الطبعةالاولـيالسبت 15 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

لرجال الحسبة,, فقط!
حَدَثَ في معرض الكتاب!
ثمة صوت لين، هين، رفيق، ناصح، مشفق، حيّي,, التقطته اذناي من بين ركام الضجيج وضخب الضوضاء: يا أختي! حفظك الله، العباءة على الرأس، الله يرعاك ويستر عليك، العباءة على الرأس نظرت شطر هذا الصوت فإذا مهابة تمشي على الأرض!
ثوب قصير ناصع البياض يشف عن قلب انصع منه، ولحية طويلة شديدة السواد تقذف في القلوب المهابة والجلال، عينان لا توسط عندهما,, إما ملقاتان على الأرض، وإما متطلعتان الى السماء لا زيغ فيهما ولا مرض! لاينظر للواحدة منا إلا ريثما يطمئن على ارتدائها الحجاب بالصورة الشرعية, القى تلك الكلمات ومضى,, حسبه منها أنها سمعته,, ومضيت انا لشأني,في ممر آخر,, صادفني الصوت نفسه,, رفعت عيني للسماء اتذكر: اين سمعت هذه النغمة الآسرة, والكلمات المشفقة الناصحة؟ تذكرته,, نظرت,, فوجدته على هيئته تلك، وبمهابته تلك، وبنصاعته تلك، ما مسه نصب ولا لغوب، يوجه وينصح، وبصره يا لذلك البصر! إما إلى الأرض وإما الى السماء!
وددتُ لو انفضها من يدها,, اوقظ فيها قلباً ميتا، انصحها بالنظر إلى من يحدثها,, فوالله إن نصحه القائم في مهابته وسمته ورزانته، لهو أقوى من ذلك القائم في كلامه!
تذكرت لما لمحته طيور النورس: صفاءها وبياضها، وخفة وقعها، على الشواطئ, ومرت بذاكرتي إشراقة الصبح الوضيئة بعد ليلة لاقمر فيها، ودفء شعاع الشمس بعد ليلة شتوية مطيرة، وتذكرت حتى الليل,, هل تصدقون؟تذكرت حتى الليل,, بسكونه ومهابته التي يلقيهما في روع الكادحين.
كنت في طريقي إلى بوابة الخروج عندما لمحتهم قادمين,, تغشاهم المهابة,, ويعلو وجوههم وهج,, يمشون الهوينى,, رفقاء في كل شيء,, حتى في مشيتهم! تمنيت لو استجمع شجاعتي وأقول:
شكراً لكم,, حرصكم على حرمات المسلمين وكأنها حرماتكم يسرالنفوس مثل مرآكم تماماً.
لينكم ورفقكم يبهج الخاطر ويؤنس النفس اللجوج,إن لكم علينا ليداً لايحل كنودها، حاولت شكرها بهذه الكلمات التي خطها يراعي، وإن لكم علينا لدعوة في ظهر غيب لم تسمعوها.
تماضر الميمونية
الرياض
أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved