| محليــات
*مكة المكرمة مكتب الجزيرة:
أبرز معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الفواصل المتداخلة لشمولية المفهوم الثقافي عند الامم ومايرتبط بهذه الشمولية من أهداف وأوعية وبرامج جعلت من ثقافة المجتمعات المختلفة عاملاً في صياغة حضاراتها، وحدد معاليه ملامح الاستراتيجيات الثقافية ذات العلاقة الوطنية بالدعوة عند المسلمين مؤكداً أن الثقافة والعمل الثقافي بمفهومه الشمولي ضرورة في المجتمعات الإسلامية، وهو أكثر ضرورة في مجتمع المملكة العربية السعودية نظراً للرسالة العالمية المنوطة بها, جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها معاليه في مقر الغرفة التجارية بالأحساء في أمسية يوم الثلاثاء 11/8/1421ه بمناسبة اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية، وأبان معاليه في تعريفه للثقافة بأنها تطلق في علم الاجتماع على مايميز المجتمع في العقائد والقيم والسلوك والعادات وغيرها موضحاً أنها ذات شمولية تستوعب كل انتاج في مجال المعارف والفنون والمظاهر الحضارية التي تميز أمة من الأمم في مجال الأدب أو العلوم أو السلوك وفي كل مايعبر عن تصورات الأمم وعاداتها وتقاليدها وتراثها وتاريخها، وأكد معاليه أن الثقافة بهذا المفهوم ليست مسألة ترف أو قضية كمالية وإنما هي ضرورة أساسية من ضرورات الحضارة مشيراً إلى أنها أكثر ضرورة في المجتمعات الإسلامية ومجتمع المملكة العربية السعودية يحكم رسالتها الثقافية ذات الصفة العالمية، وشرح معاليه سبل إيجاد الثقافة السلمية معيداً ذلك إلى سببية ايجاد المناخ المناسب مبيناً أن هيمنة الدين الإسلامي على جميع الجوانب الحياتية عند المسلمين جعل المجتمع المسلم لاينفك عن الثقافة لأن الفرد المسلم لاينفك عن ضرورات الدين ومعرضها الأمر الذي يعني عند الدكتور التركي ان العمل الثقافي بهذا المفهوم واجب شرعي، وتحدث معاليه عن واقع الثقافة في المملكة العربية السعودية مبيناً رحابة بيئتها وتوفر وسائلها وتعدد أوعيتها بسبب هذا المناخ الإسلامي وعدم هجرة المثقفين ووفرة السوق الثقافية ونقائها، ثم تناول معاليه دور المثقف مبيناً الكيفية التي يؤثر فيها بمجتمعه وقال: إن المثقف هو الإنسان الذي يتمكن من تقديم ثقافة يشعر الناس بعظمتها وأهميتها مع استمراره في هذا العطاء والمثابرة عليه ولاسيما وأن ثقافتنا مرتبطة بالدين والتاريخ والتراث مما يوجب كذلك على المثقف أن يكون على صلة مستمرة ومعرفة تامة بدينه وتاريخ أمته,وتناول معاليه في محاضرته الأوعية الثقافية متحدثاً عن ماهية وسائلها القديمة والحديثة وسبل الاستفادة منها ابتداء من الوعاء الشعري وهو ديوان العرب قديماً وانتهاء بوسيلة الانترنت الحديثة، وقال: إن مجتمع المملكة العربية السعودية يملك رصيداً ضخماً من الثقافة التاريخية مما هو قبل الإسلام وبعده حيث من الله سبحانه وتعالى على أهلها وكلفهم بحمل رسالة الإسلام لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً,,, مما منح شعب الجزيرة العربية ومن ثم المسلمين جميعاً صفة الخيرية كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله وأكد معاليه على عنصري التمسك والمثابرة في العمل الثقافي عند المسلمين لأنه من وسائل الدعوة: فاستمسك بالذي أوحي إليك وتحدث معاليه بعد ذلك عن دور المثقف وقدرته في التعامل مع الأوعية والوسائل الثقافية المتنوعة وإمكان توظيفها في صياغة الحضارة وصناعة المحيط الثقافي النظيف للأجيال الصاعدة وللمجتمع بأسرع رجالاً ونساء وكباراً وصغاراً واستعرض معاليه الآفاق التي يتوجب على المثقفين خوضها مشيراً إلى أن ذلك يشمل مهمة المثقف في تفعيل العمل الثقافي نفسه وجذب الناس إليه مع القدرة على صد المؤثرات السلبية وتحصين فكر الناس وسلوكهم منها مشيراً معاليه إلى حملات التغريب التي تمارسها القنوات الفضائية وغيرها في عصر ثورة الاتصالات على المجتمعات البشرية في العالم، وقال معاليه: إن من أهم آفاق العمل الثقافي المرتبطة بالواجبات الثقافية التأثير في حياة الناس وتقويم سلوكهم وحمايته من التبعيات الثقافية مبيناً أن المهام الثقافية للمثقف تشمل ترشيد الناس في أدق دقائق حياتهم وإنفاقهم وعاداتهم وممارساتهم الحياتية اليومية مؤكداً على ضرورة التقيد بالمنهج الإسلامي في جميع المعالجات وبعد ذلك أجاب معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي على أسئلة الحاضرين التي اشتملت على الاستفسار عن سبل تعامل المثقف المسلم مع معطيات العصر الحاضر ومقرراته كالعولمة وثورة الاتصالات والتحديات المستجدة في الساحة العالمية.
|
|
|
|
|