أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 11th November,2000العدد:10271الطبعةالاولـيالسبت 15 ,شعبان 1421

القرية الالكترونية

وحي المستقبل
الحرب الإلكترونية
د, عبدالله الموسى *
في هذه الأيام تزداد المخاوف على جميع الأصعدة وفي جميع القطاعات حول قضية الحماية للمواقع، فالتجارة الإلكترونية تشتكي والمواقع التجارية تبكي والمواقع السياسية تصرخ والشركات الكبرى تئن والمواقع المشبوهة تتفرج ,, وهذه بداية دوامة لا نهاية لها وأحد مخاطر التقنية, والمتابع لمعرض جايتكس 2000 الذي عقد في الأسبوع الماضي يلاحظ أن كلمة الحماية Security هي السلاح الذي رفعه مصنعو الأجهزة أو منتجو البرامج المتخصصة ولقد قمت برصد لهذه الكلمة فوجدت أن كل شركة تبدأ بتخويف العميل بهذه الكلمة وهناك عبارة يكاد يتفق عليها جميع العاملين في الشركات ويبدءون بها حديثهم وهيكما تعلم أن استخدام الإنترنت أصبح ضرورة,, ولكن قضية حماية المواقع أمر مهم,, ثم تبدأ القصة .
هذه مقدمة بسيطة توحي لنا أننا نواجه خطراً جديداً وأمام مفترق عدة طرق والسؤال ما التوجهات المستقبلية للحماية؟ وهل لنا حق الخيار في استخدام التقنية؟ وما هو دورنا في هذا المجال وهل نواصل نشرنا على الإنترنت ام نتوقف؟
أولاً ليس لنا حق الخيار في استخدام التقنية بل هي أساس كل شيء وسوف يتزايد الاستخدام لدينا بدرجة كبيرة جداً الأمر الذي يعني ضرورة البحث عن وسائل الحماية لمواقعنا على الإنترنت ويجب علينا أن نواصل نشر المواقع والتعريف بديننا ودولتنا وقيمنا ومنتجاتنا وعاداتنا وغير ذلك عبر الإنترنت ولا تكون هذه الاختراقات عائقا أمامنا لأن التوجهات المستقبلية لهذه التقنية في نمو مطرد وليس لها نهاية بل وليس لها حل مطلقاً.
وستستمر هذه الحرب الإلكترونية على جميع الأصعدة وفي جميع المجالات وبين الأقران, ففي التجارة الإلكترونية يسعى التجار أنفسهم لاختراق مواقع أقرانهم المنافسين ومثلهم المتخصصون في السياسة وأصحاب الدعاية والإعلام وهكذا,,,, وإذا علم الجميع أن موقع شركة مايكروسوفت أكبر الشركات المتخصصة في إنتاج البرامج تم اختراقه فهذا يعني أنه ليس هناك مستحيل في قضية الحماية والاختراق بنفس الوقت ,, وينبغي التسليم بهذه الفرضية ولكن هل تقف هذه الاختراقات أمامنا في تحقيق مصالحنا الدينية والدنيوية ؟ يجب ألا تكون كذلك ويجب ألا تعطى هذه القضية أكبر من حجمها ذلك أن أحد الأشخاص المبتدئين في الإنترنت قال لي ذات يومأنا أرغب أن يكون لي موقع ولكن أنا خائف من الاختراق؟ قلت له وماذا يحتوي الموقع؟ قال روابط link ببعض المواقع المهمة وكذلك بعض المعلومات العامة المشاعة ؟ قلت هذا شيء حسن ولكن انا واثق أن موقعك لن يقرأ أبداً ولن يتعرض لأي خطر؟ ذلك أن هذه الاختراقات لها أهداف بعيدة المدى منها مثلا: تدمير شركة منافسة كما حصل في سوق الأسهم العالمية قبل ثلاثة أشهر حينما قام أحد الهاكرز المخربين باختراق أحد مواقع الأسهم وقام بكتابة نص في هذا الموقع بأن الشركة تعتزم ببيع جميع أسهمها والخروج من السوق ثم قام المساهمون بعرض اسهمهم بأسعار رمزية في الحال قام هذا المخرب بشراء آلاف الأسهم بسعر رمزي اعتقد 8 دولارات لكل سهم ومن ثم قامت الشركة وأعلنت الاختراق وأرجعت قيمة السهم إلى السعر الأساسي وهو ما يقارب 56 دولارا,, هذه هي الشركات التي تتضرر من الاختراق أما المواقع الفردية فليس عليها أي خطر وينبغي ألا نحمل المواضيع فوق طاقتها,, فمثلاً عند إنشاء موقع لإحدى إدارات التعليم في المملكة ويتم اختراقه ماذا يعني للمخترق ؟ وللجمهور كل مافي الأمر هو تحديث البيانات مرة ثانية وثالثة وهكذا,.
وأخيراً أحب أن أشير إلى الحرب الإلكترونية التي بدأت بين المسلمين وأبناء القردة والخنازير عبر الإنترنت هي بداية نوع حرب جديدة مع إسرائيل إلا أنني أقول إن التخريب المباشر أيا كان شكله يعد ممنوعا طبقا للوائح الأمنية الصادرة من مدينة الملك عبدالعزيز على أن هناك نوعا آخر من الحرب وهو عن طريق غرف الحوار وتوضيح الرأي الإسلامي أو عن طريق نشر الحقائق والصور للشعوب الغربية التي طالما تستر عليها الإعلام الغربي وياليت شبابنا يركزون على هذا والأمل معقود على أبناء المسلمين في مواصلة هذه الحرب الالكترونية المنظمة .
* جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
almosa @ almosa .net

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved