| الثقافية
* كتب المحرر
يقدم النادي الأدبي بالمدينة المنورة وبشكل دوري شبه منتظم اصدارة أدبية متميزة يسمها بعنوان تراثي بنائي عريق الآطام .
وتتنازع هذه الاصدارة الأدبية التي وصلت القارىء بعددها السابع العديد من الرؤى، والتوجهات التي تصب في نهر العطاء المعرفي اجمالا,, فالمطبوعة وان كانت ذات انتشار محدود ستؤدي دورها الريادي من خلال بناء الثقة، واقامة جسر معرفي قوي ينقل الكلمة الى مستوى الفهم المطلوب.
المتتبع لهذه الاصدارة الأدبية المتميزة يدرك حجم الاهتمام الذي يقوم به الآطاميون أ, محمد هاشم رشيد، د, محمد العيد الخطراوي، وأ,محمد الدبيسي,, فسعيهم المتواصل نحو البحث عن أرضية واعية تنطلق منها طروحات الآطام هو الأساس الذي يمكن لنا كقراء أن نمتلكه للحكم على هذا الانجاز.
في العدد الجديد تأخذ الابداعات والدراسات والمتابعات الثالوث المهم في العمل,, وتنطلق كل الأعمال محملة على هذه الرغبة في تقديم الابداع المناسب الذي يحقق بعض طموحات هيئة تحريرها.
استهل الناقد الأستاذ محمد الدبيسي حديث المبتدأ باخبار مضيئة عن رحلة الآطام في ذهن القارىء,, وهي الاصدارة التي تدلف الى عامها الثالث محملة بوهج الصدق,, وهموم الثقافة التي نحتاجها في هذا التدفق المعرفي الوافر,, مؤكدا في هذا السياق على أهمية الشهادة المعرفية التي تجسد ابداعنا للأجيال القادمة.
فاتحة المواد الأدبية في هذا العدد الجديد من الآطام حوار مع الأديب والرائد الشيخ عبدالكريم الجهيمان أعدته هيئة التحرير بالمجلة ليغوص في أعماق رحلة هذا المؤرخ والباحث والتي توجها بعشرات الكتب، ومئات القصص الشعبية، والأمثال في الجزيرة العربية.
وجاء الجزء الأول من صفحات الابداع منحازا للشعر اذ اشتملت المجلة على عدة نصوص شعرية لكل من أحمد سيد عطيف، وعبدالرحمن الموكلي، ومحمد نجيم، ومنصور الجهني، وعبدالله الناصر,, وتأتي هذه النصوص المنتقاة من تجارب الشعراء التي تتسم بالوعي الحاد، والمكاشفة الحقيقية للواقع المؤلم,, وتسجل هويته الواعية قصيدة رمق لأحمد أسيد عطيف، وقصيدتا أغنية، وأنت لعبدالرحمن الموكلي، وجاء نص أوراق أخرى للشاعر منصور الجهني مقطعا بشكل قصير يحمل رؤية مكثفة، واطاراً تفعيليا رشيقا يخلص الفكرة من أسر لغتها الجامدة,, لتسير نصوص الجهني نحو القارىء بلغة شعرية رشيقة تمزج اللثغة، بالندى الصباحي، بالحبر، والهمس الآتي من أغنية تعكس مدى البياض الذي يشعر من وجه راءٍ يتداوى بحبر الكلمات.
وتأتي قصيدة المناشف لعبدالله حمدان الناصر محملة على بعد تأملي حاذق يُدرك القارىء معناه وتضيء أفق النص هالة من الشرح الوادع لعوالم البساطة والعفوية التي يحاول الناصر التقاط تفاصيلها.
وجاءت الدراسات في هذا العدد الجديد من الآطام موجهة لنقد النقد الادبي ذاته,, إذ وردت في هذا السياق ملامسات لمناهج النقد الأدبي للدكتور حميد الحميداني، وآخر حول حلمية الطقوس في شعرية البياتي بقلم غالية خوجة، وآخر عن الأقصوصة للأستاذ أحمد السماوي.
أما الابداع القصصي فانه جاء مضاء بنصوص الحفرة لفهد المصبح، وساعة البنج لعبدالرحمن الدرعان، البوابة لفاطمة الرومي، وساد الصمت لطيبة محمد الادريسي,, وهي نصوص تنزع لاقتفاء حساسية السرد الجديد الذي يتخلص من ركامات الحشو الحكائي لتقرأ النص الأنيق المقتضب الذي يكثف اللغة دون اخلال ويتقشف بسرد الأحداث دون تجاوز,, لتأتي النصوص القصصية في هذا العدد ذات طابع متجانس,, ورابط فني متقارب,, يؤكد نضج النص القصصي لدينا.
ويُختتم العدد الجديد من الآطام بمقالتين بعنوان مذكرات كاتب رحلة أبي سهيل لعبدالله ابراهيم الذي ألفه الأستاذ ناصر بن محمد الحميدي,, فيما جاءت المقالة الأخيرة بعنوان الرواية والحرب لعبدالحميد غزي حسن وهي دراسة حول كتاب نبيل سليمان وهو روائي عربي,, وكتابه النقدي الأول جاء راصدا، ومتتبعا لتجليات موضوعية الحرب في الرواية العربية,, ويحاول دارس هذا الكتاب أن يوضح منطلقات المؤلف وأهدافه في اعداد مادة هذه الدراسة التي أخذت حروب العرب في العصر الحديث فضاء محددا للبحث.
إشارة:
* الآطام مجلة دورية .
* نادي المدينة المنورة الأدبي.
* العدد السابع 1421ه 2000م.
|
|
|
|
|