| المجتمـع
* تحقيق إيمان التركي
كثيرا ما يمر على الطفل مشاكل تعد أكثر صعوبة بالنسبة له لعجزه عن ايجاد حل لها وغالبا ما يكون سبب ذلك تطوع الآباء لحلها دون بذل أي جهد منه، ودون ان ندرك ان هذا التطوع له سلبيات على الطفل كعدم الاعتماد على النفس، والتردد، وعدم التمييز بين الصواب والخطأ بالرغم من ان هذه المشكلة أمرها بسيط وتتطلب خطوات جدية لنحصل منها على نتائج ايجابية دون عناء وذات فائدة كبيرة عليه لحلها بنفسه عن هذا الموضع المهم في تربية الطفل كانت بعض الآراء.
الإنصات والمتابعة
الاستاذة ابتهاج صالح المرشد اخصائية اجتماعية بدار الحضانة الاجتماعية بالرياض توضح أساس التنشئة السليمة فتقول: لا شك ان الاطفال هم زينة الحياة وتعتمد تنشئة الاطفال السليمة بعد الله على الأسرة فكلما كانت الأسرة مترابطة تعطي الأولوية في اشباع احتياجات اطفالها وتدرك الأثر الواضح على استعداد الطفل لتقبل التحدي والصدمات التي تحدث مع اخوته في المنزل أو أقرانه في المدرسة أو المحيط الخارجي بوجه عام, فالاتصالات للطفل وسماع آرائه حتى لو كان هذا الرأي يخص شخصية او تعامل احد الوالدين وغيرهما يكون ذلك بمساعدته في اختيار الطريقة المناسبة للتعبير بنفسه دون اللجوء الى المحيطين به وذلك لان الاتصالات والتعامل الواعي مع الطفل وقدرته تمده بخبرات يستفيد منها, ومهما بلغت درجة استعداد الطفل وقدرته فهو بحاجة ماسة الى المتابعة المستمرة من الوالدين وحرصهما على متابعة ما يعترضه من صعاب مما يزيد من قدرته وثقته بنفسه لمواجهة متطلبات المجتمع الخارجي.
حاجة الطفل للأمن
أما الاخصائية النفسية بدار الحضانة الاجتماعية بالرياض سارة آل شجاع فتقول لكي ننجح في تكوين طفل يستطيع مواجهة المصاعب وحل الصراعات الموقفية لابد ان نركز على البيئة التي يعيش فيها الطفل وعلى الطريقة التي يربى بها في سنواته الأولى وهذا له دور مهم في تكوينه النفسي وبالتالي الاجتماعي فالأسرة هي الخلية الأولى او المصنع الأول الذي ينشأ فيه الطفل ودور الأسرة كبيئة اجتماعية هي اشباع حاجات الطفل الجسمية والنفسية بطريقة سليمة حتى نستطيع تكوين طفل سليم قادر على تخطي ما يواجهه من مصاعب أو من خلاله يكون موضع عطف وتقدير وقبول من والديه ومن بيته ومن شروط الأمن عدم تذبذب الآخرين في معاملة الطفل وذلك ان يكون الأب صارما متزمتا قاسيا والأم متسامحة صفوحة فلا بد أن يكون هناك تجاوب عاطفي بين الوالدين نحو الطفل لما له من أهمية كبيرة في شخصية الطفل المستقبلية, فمثلا الأطفال الذين يودعون في المؤسسات او الدور الاجتماعية لا ينتظر ان يكونوا اطفالا اسوياء يتمتعون بصحة نفسية سليمة او يستطيعون ان يتخطوا المشاكل التي تواجههم بشكل سليم فالمواقف التي تواجه الطفل الدي نشأ بين والديه تمر على الطفل دون ان تترك أي أثر بينما يمر الموقف نفسه على الطفل الذي ينشأ بعيداً عن والديه فيكون أكثر صعوبة وقد تترك آثارا سلبية تستمر مع الطفل فيما بعد، وتواصل سارة حديثها قائلة: كذلك الحاجة الى الانتماء لا تقل أهمية عن الأمن والحب حيث تزداد ثقة الطفل بنفسه عندما ينتمي الى الأسرة ويرتبط بها ارتباطا شديداً ولا سيما في مراحل طفولته المبكرة وهذا الانتماء أساسي فالطفل يعتمدعلى والديه في تلبية جميع احتياجاته الجسمية والنفسية وعندما يتعرض هذا الانتماء للضعف بسبب اهمال الوالدين وبعد الأم عن طفلها وترك مسؤولية رعايته الى الخادمات يشعر بالقلق والاضطراب النفسي.
|
|
|
|
|