أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 10th November,2000العدد:10270الطبعةالاولـيالجمعة 14 ,شعبان 1421

شرفات

العراقي فلاح شاكر
لا أكتب نصوصي للنشر وإنما للعرض على خشبة المسرح
لا يستطيع فلاح شاكر ان يكتب نصاً دون ان يتفلسف,, ربما لانه دارس للفلسفة اساساً,, ولا يستطيع ان يغزل عرضاً على خشبة المسرح دون ان يغني لآلام الوطن,,
على مدار عشرين عاماً استلهم خلالها من نصوص الف ليلة وليلة اعمالاً مهمة مثل الف رحلة ورحلة و الف حلم وحلم ,.
بالاضافة الى تفعيل نصوص التاريخ والتراث على خشبة المسرح.
ولأنه ابن لحكايا الف ليلة وسحرها,, ابن لذاكرة التراث العربي حصلت اعماله على العديد من الجوائز في المحافل العربية المختلفة سواء في بغداد او قرطاج او القاهرة,, التقينا به في حالة بوح خاصة لالجزيرة :
المسرح والتليفزيون
* بعد نحو عشرين عاماً من الكتابة للمسرح اتجهت مؤخراً للكتابة التلفزيونية، لماذا؟
حاولت في الآونة الاخيرة ان اكتب للتليفزيون لكني وجدت صعوبة كبيرة، رغم ان الكتابة للتليفزيون اسهل بكثير، لقد تعودت ان اكتب المسرحية في سنتين بينما لا يحتاج المسلسل سوى بضعة اشهر، وللاسف منذ ثلاث سنوات لم اكتب سوى تسع ساعات في المسلسل، وهذا البطء لا يتناسب مع ايقاع التلفزيون، ويرجع هذا الى تعودي على صياغة الكلمة بطريقة معينة تعتني بالمفردة وهو ما لا يتوقف عنده كثيراً لانه يعتمد على السرعة المرتبطة بآليات الانتاج.
* هل اتجاهك الى التليفزيون يرتبط بأسباب مادية معينة؟
استهوتني في التليفزيون قضية سقوط بغداد على يد هولاكو وحاولت جهد الإمكان ان ابتعد عن الرواية التاريخية الرسمية وان ادخل الى عامة الناس باعتبارهم الابطال الحقيقيين، ولم آخذ من الاحداث التاريخية الا الاطار العام فحسب فالتليفزيون كان مجرد شكل ابداعي آخر وليس فرصة لكسب مادي ما.
بلد الشعر
* يقال ان العراق بلد الشعر,, فأين نضع الكتابة للمسرح من هذا ,,, ؟
الان مفهوم الشعر تغير ولم يعد قاصراً على القوافي وانما يقوم بالاساس على الصورة الشعرية,, ودائماً يقال عن مسرحي انه مسرح شعري وبخاصة في خماسية الحب والحرب التي كتبتها في السنوات الاخيرة وفازت بعدة جوائز في العراق وقرطاج وفي مهرجانات اخرى.
وبصفة عامة كتاب المسرح في العالم وليس في العراق فحسب دائماً قلة مقارنة بالشعراء فلدينا في العراق الان ستة كتاب او سبعة يعالجون المسرح بعكس عشرات الشعراء الموجودين في الساحة,, ربما لان الكتابة للمسرح تحتاج الى مزاوجة بين الادب والفن وتحتاج الى صنعة من طراز خاص فاحيانا الشاعر مهما كان مبدعاً لا يستطيع ان يكتب مسرحية لان وجود الشعر على المسرح ليس مثل وجود الشعر المسرحي، فهناك فرق بين الصورة الدرامية وبين الصورة الغنائية اعتقد ان المسرح في العراق له علاقة وطيدة بالشعر لانه يتميز كمسرح بميزة قد تختلف بعض الشيء عن الاقطار العربية الاخرى حيث يهتم بالمضمون اهتماماً كبيراً وكذلك بالشحنات الشعرية اكثر مما يعتمد على الشكل الخارجي.
نصوص مستهلكة
* باعتبارك كاتباً مسرحياً، ما رأيك فيما يقال عن ان المسرح العربي يعيش على اجترار نصوص قديمة مستهلكة وانه يعاني من ازمة نص؟!
اعتقد انها ازمة مخرجين وليست ازمة نصوص لان المخرج المبدع يستطيع ان ينتج لنا مسرحية اذا كان ذكياً من دليل الهاتف,, ولو وجد المخرج المبدع فانه يستطيع ان يمسرح كثيراً من الارث الانساني والعربي,.
ويمكن ان نضيف اسباباً اخرى للازمة تتعلق بما نعانيه من اوضاع سياسية سائدة تقمع الحريات الى حد كبير.
* النص المسرحي لديك يرتبط بالتفعيل على خشبة المسرح كيف ذلك؟!
نادراً ما اطبع نصوصي باستثناء نصين مطبوعين هما مملكة الاغتراب و الجريمة والعقاب ولا احب ان انشر مسرحياتي حتى تعرض وتأخذ شكلها المتكامل، لانني لا اكتب نصاً للنشر وانما اعد تخطيطاً اولياً للعرض واثناء التدريب ابدأ الاستجابة لاقتراحات الخشبة والعكس اي تستجيب الخشبة لاقتراحات النص، وساعة ان يكتمل العرض النهائي قد افكر في طباعته او اعادة التجريب عليه مرة اخرى.
الفلسفة والحدوتة
* البعض يرى ان نصوصك فلسفية وانها تخلو من الحدوتة المعتادة ,,,؟!
قد تكون دراستي للفلسفة افادتني في هذا الجانب,,
من جهة اخرى سنلاحظ ان اهم قواعد المسرح هو الحدث او الحدوتة,,
وفي طبيعة مسرحي اكشف الحدوتة في الدقائق الاولى ولا ادع المتلقي ينتظر وبالتالي اخسر جانب الجذب الذي يعتمد على الحكي لكن هناك جانباً آخر يعوضني وهو اللغة الانسانية والشعرية والتسلسل الفلسفي الذي يمسرح همومنا الانسانية.
* وهل ترك الفلسفة واختيار المسرح جاء عن اختيار ام بالمصادفة ,,,؟
قد تكون المصادفة في خطواتنا الاولى في الحياة لكن بالتأكيد عندما نستمر لا نستطيع الا ان نختار، فتصير هوايتنا هي مهنتنا,.
اذكر عندما كنت في المدرسة الابتدائية وطلب مني مدرس الموسيقى والاناشيد ان القي قصيدة في مناسبة وطنية على ما اذكر,,
والقيتها بشكل مؤثر فبدأت المدرسة تعتمد علي في الخطابة وبدأت احياناً اكتب بعض القصائد في بعض المناسبات، ومع مرحلة الوعي اتجهت بالكتابة الى المسرح.
ألف ليلة وليلة وهموم الوطن
* ومالذي يشغلك في تجربتك الابداعية ذات البعدين: الفلسفي والسياسي ,,, ؟
لا تشغلني هموم الكتابة بقدر ما يشغلني هم الوطن,, من الممكن ان تكون مبدعاً وتؤثر لكن الذي يحدث الآن في العراق شيء يفوق الوصف ولا يمكن ان تستحوذ عليه اي كتابة ابداعية,, فلابد ان نبحث عن طرق جديدة لتعبر عن ألمنا الهائل,, الناس في العراق كأنهم في فرن مقفول وهم يتقافزون ويصرخون,, لا نستطيع الآن ان نعبر بالطرق المألوفة والسائدة عما يحدث هناك,, فالذي يشغلني ليس مستوى الابداع بل ما يحدث للوطن.
* يلاحظ في عناوين مسرحياتك تكرار نفس النمط من الاسماء مثل الف رحلة ورحلة او الف حلم وحلم,, وهكذا!!
تكرار الاسماء في عناوين مسرحياتي جاء في بداية حياتي وتحديداً في السنوات العشر الاولى، لان غالبية المسرحيات كانت مأخوذة من المتن العظيم لالف ليلة وليلة حيث كتبت احدى عشرة مسرحية كلها مستمدة من الف ليلة وليلة، وكل مسرحية فيها قيمة تجعل العنوان مبرراً، فمثلاً الف حلم وحلم تتحدث عن الاحلام في الف ليلة وليلة والف رحلة ورحلة تتحدث عن رحلات السندباد وهكذا,.
الإنترنت والمسرح والخليج
* في ظل الفضائيات والانترنت,, هل سيخبو دور الكاتب المسرحي؟
لا اعتقد ان ثمة شيئاً سيأخذ مكان شيء آخر او يلغيه، وان كانت اهمية هذا الشيء او ذاك قد تقل او تتأثر بالسلب, فمثلاً الذهاب الى دور السينما قل لكن هذا لا يعني ان دور السينما سينتهي كذلك المسرح,,
فلكل شيء خصوصيته وعشاقه يأتي وقت يخبو فيه التليفزيون رغم انه صديق للعائلة الا انه قد يصبح ضيفاً ثقيلاً فتتركه العائلة وتذهب الى المسرح او الى السينما، مما يؤكد انه لا شيء يلغي شيئاً آخر من اشكال الابداع، ولا يمنع هذا من التأثير والتأثر ان سلباً وان ايجاباً.
* وماذا عن اطلاعك على تجارب المسرح الخليجي في الوقت الراهن؟!
في الثمانينات اطلعت على مسرحيات خليجية كانت في وقتها تبشر بالخير لكن بعد الحصار لم اعد اشاهد شيئاً لكني اسمع عما يحدث في الامارات واعتقد انهم بدأوا يستقطبون عرباً مهمين من ناحية التقنيات والاخراج والتأليف لايجاد نهضة مسرحية,, كذلك بعض التجارب في البحرين حين رأيتها كانت تجارب جيدة,.
هذا في حدود علمي الآن,, وانت تعلم الظروف التي نعيش فيها الآن التي تمنع من ان نلتقي ونشاهد,, واتمنى ان نلتقي ونشاهد اخواننا في الخليج.
شريف صالح

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved