أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 10th November,2000العدد:10270الطبعةالاولـيالجمعة 14 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

الشيخ الجاسر صرح الوفاء
الأخبار الفرحة لا تكون هي الأكثر في الغالب الأعم ولذا يكون لها في النفوس وقع خاص وتأثير مستمر، ولعل الحكمة الإلهية قضت ذلك ليستشعر من يعنيهم الأمر أهمية الحدث وانعكاسه.
ومن آخر الأخبار السارة ولن يكون الأخير بإذن الله خبر انشاء مركز اشعاع حضاري ومنارة علم وتاريخ، ذلكم هو مركز علامة الجزيرة العربية ورمز العلماء العصاميين الشيخ حمد الجاسر رحمه الله رحمة واسعة.
لقد نال الشيخ في حياته تقدير من عرف علمه وفضله، ونال من القيادة السنية لهذه البلاد ما يعبر عن اعتزازهم بابن البلد المكافح الذي أمضى ما يقرب من تسعة عقود باحثاً عن الحقيقة ليقدمها للآخرين طرية خالية من الشوائب والأهواء، ولعل هذه احدى نقاط التفرد لديه وما أكثرها، لقد كسب حب وتقدير الجميع من الخليج إلى المحيط بل تعدى ذلك إلى خارج الوطن العربي، فكل من اطلع على نتاجه أكبر فيه ذلك الجهد والمثابرة والاصرار فالبحث وسيلته والسفر والترحال راحته والحقيقة هدفه والحكمة ضالته يطلبها في كل مكان ولدى أي شخص، لقد اتعبت نفسه الكبيرة جسده النحيل حتى أنه ليصعب على من لم يره أو يعرفه تصديق ما يقال عنه من خصال لا يشاركه فيها إلا القليل ويأتي في مقدمتها التواضع الجم، تواضع العالم العامل الواثق من نبل هدفه وسلامة منهجه.
وانه ليصدق فيه قول الشاعر:


إذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأجسام

نعود لفكرة انشاء مركز الشيخ حمد الجاسر للإشارة إلى أن الفرحة باحياء ذكر ومآثر هذا الرجل انما هو بعض الوفاء لما قدم وحفزاً للهمم للسير على منواله وان كانت تلك الفرحة عظيمة إلا أن هناك فرحة أخرى، لا تقل أهمية وهي أصالة انسان هذا البلد وتكريمه لأساتذته ورواده وهذا خلق جبل وتربى عليه هذا الانسان، ولم لا يكون كذلك فالمثل يقول: الناس على دين ملوكهم، وقيادتنا الرشيدة تثبت لنا كل يوم بالدليل الملموس تلاحمها مع شعبها والعيش معه في آماله وآلامه.
فها هو صاحب السمو الملكي ولي العهد حفظه الله يشخص قبل أيام بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين أمد الله في عمره لمنطقة جازان ليطلع بنفسه على ما فوجئ به أهلنا هناك من أمراض وافدة ويتفقد أحوالهم ويواسيهم ويقدم لهم كل ممكن.
وهذا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز يبارك ويدعم قيام هذا الصرح الثقافي الشامخ بإذن الله كعادة سموه الكريم فهو من السباقين دائماً لكل ما يسهم في رفاهية قاطن هذا البلد الكريم وما يدفعه إلى الرقي والتقدم، تلك مجرد أمثلة وإلا فإن الأيادي البيضاء لا تعد في مثل هذه العجالة، كما لا ننسى كل من شارك في هذا المجال من محبي وأصدقاء علامتنا رحمه الله من مسؤولين ووجهاء ومثقفين وتلاميذ فللجميع من الجميع الشكر ومن الله الأجر والثواب ودمتي يا بلدي موئلاً للعلم وأهله، وواحة تكاتف، وستبقى رايتك خفاقة بإذن الله ما دام هذا ديدن من يعيش على ثراك.
محمد بن عبدالكريم العتيق
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved