أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 10th November,2000العدد:10270الطبعةالاولـيالجمعة 14 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

اعيش وأطعم عيالي بسلام
لماذا تغيب الجرأة في الأعمال البحثية؟
سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
ياتي انعدام الوعي او لنكن متفائلين ونقل انخفاضه لدى المجتمعات التي تعيش في البلدان النامية ليشكل حلقة اخرى من حلقات الصعاب التي تواجه التنمية والازدهار الاداري والحضاري والعلمي وغير ذلك.
وكوننا نعيش في بلد حسب المعايير الدولية من بين البلدان النامية او دول العالم الثالث فان للباحث والمستطلع مصاعب كبيرة تقف حاجزا بينه وبين اداء دوره في اوجه التنمية.
وقد طرح استاذ فاضل وهو الدكتور منذر الزيد وهو محاضر بمعهد الادارة العامة بالرياض تساؤلا مفاده: لماذا تأتي نتائج جل البحوث التي نقوم بها في المملكة ايجابية؟ وعلى ذلك بنى سؤالا آخر: لماذا اذاً نجري البحوث بما ان النتائج الايجابية دليل على انه لا وجود لمشاكل تستدعي اجراء تلك البحوث؟
ولتشعب هذا الموضوع فإن الاجماع يأتي بانعدام الوعي وادراك اهمية البحث العلمي والاستقصاء بشتى انواعه ومن كل الاطراف المعنية بإجراء البحوث سواء من الباحث او جهة البحث او المبحوث.
فالباحث عندما يتصدى لتنفيذ او حتى للتخطيط لبحثه يضع نصب عينيه وهمه الاول هو نشر بحثه في كتاب او على صفحات المجلات المتخصصة او الصحف,, لذا فهو ينتقي مواضيع في معظمها ايجابية النتيجة سلفا لذلك فهو يستبعد غمار الخوض في بحث تكشف نتائجه قصور جهاز حكومي ما,, او لا يتوافق مع توجهات معينة,, وما الى ذلك.
وبدورها الجهة الباحثة تأخذ في حسبانها الحساسية الادارية التي يمكن ان تسببها في حال تبنيها او توليها لبحث يظهر عيوب رفيقاتها من الجهات الحكومية الاخرى.
فلكل هذا يتم تكييف وتفصيل البحوث من الباحث والجهة الباحثة لتتلاءم مع مبادىء عدة منها: مبدأ نشر البحث ونتائجه,, مبدأ الحصول على درجة علمية,, مبدأ تحسين العلاقات,, مبدأ الابتعاد عن وجع الرأس,, مبدأ عدم اثارة الحساسيات مع الغير ومبدأ اعيش واطعم عيالي بسلام .
ان هذا هو ما قادنا لان تظهر بشكل دائم اخبار تتناول بحثا لهذا او لذاك او بحثا لهذه الجهة او تلك تكون نتائجه متوافقة تماما او بنسبة كبيرة مع الوضع الاداري الامثل الذي كان يجب ان يكون عليه الاداء في جهة ما.
وان كنا نستثني من ذلك الكثير من البحوث التي تتعلق بالمجالات العلمية البحتة التي لا مجال فيها لما ذكرت او لبعض الظواهر الواضحة للعيان كحوادث المرور او ما شابهها,, لان ذلك امر مفروغ منه لا يستطيع باحث ان يحيد عنه او يكيفه.
بناء على كل ذلك تتوارد الاسئلة التي تكون اجوبتها في بطون الشعراء اعني الباحثين ولها اجوبة في بطون اعني في ادراج وفي توجهات المسؤولين في الجهات الباحثة او المعنية بذلك.
ما الجدوى من تلك البحوث وهي لا تمس جوهر مشاكلنا التي تحتاج حقا للبحث والتقصي؟
ما الجدوى من تلك البحوث وهي لا تكشف ما نحتاج معرفته من مشاكلنا واخطائنا.
لماذا نكيف ونفبرك اساليب البحوث لتتوافق مع الرغبات والاهواء وليس مع الواقع الذي يفتقد للحقيقة البحثية الصادقة التي تتيح دراسته والتمعن فيه.
لماذا تضطلع الوسائل الاعلامية لدينا بنشر بل وتبني الكثير من البحوث التي تغالط الحقائق وتزيف الواقع فتساهم في انتشار العبث البحثي لدينا؟ مثلما تساهم في مزيد من التعتيم حول قصور اداء الجهاز التنفيذي او ما يسمى بالادارة العامة لدينا.
وقبل كل هذا لماذا يفتقد باحثونا لكثير من مقومات اجراء البحوث كالشجاعة التي تمكنهم من بحث ما هو جدير ومن ثم نشر الحقائق والنتائج بكل نزاهة وامانة لتصب تلك النتائج في صالح التنمية؟
اسئلة كثيرة اطرحها هنا للنقاش من قبل المهتمين ومن ذوي الاختصاص.
فعندما يشتكي الباحث من عدم وعي المجتمع الذي لا يساعده على اجراء بحوثه فان الواقع البحثي لدينا يشتكي بدوره بل ويتقطع حسرة والما من الباحثين الذين غيبوا عن اعينهم مقومات كثيرة يقوم عليها البحث,, مثلما غيبوا اهدافا صادقة لتلك البحوث.
بكل صراحة نطالب بالشجاعة والامانة والمنهجية الصادقة في اجراء البحوث وتبنيها امانة وشجاعة تقودنا للاستفادة من البحوث حضارة وتنمية وازدهارا وليست فوائد شخصية قائمة على نيل درجة علمية او تلميع جهاز سيئ او مماراة لجهة او مسؤول ما.
انها دعوة صادقة لكل باحث ان يضع امامه منهجية البحث وامانة المشاركة في التنمية والامانة في البحث والتحري في اختيار المواضيع والمشاكل المبحوثة وشجاعة في نشر النتائج الصادقة وليست النتائج المكيفة والمعروفة سلفا بوجوب توافقها مع الرغبات,, ايا كانت تلك الرغبات.
ان المجتمع عندما يدرك حقيقة جدوى البحوث فان الوعي والادراك بأهمية البحوث سيقوده تلقائيا للوعي,, اما وانه يعلم بواقع البحث لدينا فانه لن يكلف نفسه عناء التقبل للبحوث فما بالنا بالوعي بها؟ فالوعي عملية متكاملة من جميع الاطراف تنطلق كما قلت من الباحث او الجهة الباحثة,, فان ادركوا وكان لديهم الوعي بما يقومون به,, فان المجتمع سيكون لديه الوعي وسيتقبل التفاعل مع البحوث التي تمس حياته وتعبر نتائجها عن حاجاته وهمومه وتطلعاته بشكل يتيح التخطيط والتنظيم لما فيه الصالح العام وليست نتائج تعبر عن رغبات البعض وخاصة من المسؤولين تتيح وبشكل مهم التخطيط والتنظيم للتمسك بالمنصب اقصى مدى يستطيعه.
وقفة
90% من بحوثنا التي نطلع عليها وخاصة في المجالات الاجتماعية والادارية نتائجها ايجابية بحثا وعكس ذلك واقعا.
90% من تلك البحوث نحتاج للتخلص منها وازالتها من ارفف مكاتبنا ومكتباتنا الى مصانع اعادة تدوير الورق وليس الى سلة المهملات لان البحوث تؤكد ان 99% من الورق المستورد الى المملكة يذهب هباء.
ابحثوا عن كم بحث صادق حبس في الادراج ولم تتح له فرصة الظهور لان نتائجه الصادقة لا تتوافق والمتطلبات التي يرجوها البعض.
والله ولي التوفيق.
محمد مكلبش شراحيلي

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved