أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 10th November,2000العدد:10270الطبعةالاولـيالجمعة 14 ,شعبان 1421

أفاق اسلامية

منبهاً إلى خطورة الأمر,, عضو المجلس الإسلامي التونسي لـ الجزيرة
جامعات ومراكز بحث عربية تقدم الدراسات المشككة في القرآن والسنة!!
حوار: سلمان العمري
نبه عضو البرلمان والمجلس الإسلامي التونسي محمد صلاح المستاوي ماتقوم به بعض الجامعات ومراكز البحث بالبلاد العربية من إساءات للإسلام تهدف إلى زعزعة الثوابت والتشكيك في المسلمات، وذلك من خلال دراسات إسلامية تشكك في القرآن الكريم والسنة النبوية والسيرة الطاهرة.
وطالب المستاوي: الهيئات الإسلامية والعلماء التصدي لذلك قبل فوات الأوان وحتى لاتصبح أعمال هؤلاء مرجعاً ومستنداً في غياب الدراسات الجادة الخالصة.
وأثنى في حواره مع الجزيرة على ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الإسلامية التي تعقد في الغرب، واصفاً إياها بأنها لبنة في عمل الخير، وهي فرصة لتبادل الرأي والتجربة وتنسيق الجهود, كما تطرق الحوار إلى قضايا المسلمين في الغرب بصفته مشرفاً على الجالية التونسية المقيمة في ديار الغرب , إضافة إلى عدد من الأمور المطروحة على الساحة الإسلامية.
* كيف تتصورون المنهج الذي ينبغي توخيه في الاحاطة بالجالية المسلمة المقيمة بديار الغرب؟
تهيأت لي ولعدة سنوات أن أكون في مناسبات متعددة بجانب الجالية المسلمة المقيمة في بلاد الغرب (فرنسا بالذات) أقوم بواجب الاحاطة الدينية التي تتمثل في إلقاء دروس ومحاضرات والاجابة على ما يلقى علي من أسئلة واستفسارات وبقدر ماتعرفت على المخاطر التي تواجه مختلف أجيال هذه الجالية والتي تستهدف محو هويتها وطمس شخصيتها العربية الإسلامية بقدر مالمست من وعي لدى غالبية أفراد هذه الجالية بذلك والرغبة القوية في الحفاظ على ذاتها، ويقوى هذا التجاوب إذا كان الخطاب الموجه إلى الجالية مراعياً ظروفها راغباً في مساعدتها عاملاً بمقتضى هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل (يسّروا ولا تعسّروا وبشروا ولا تنفروا) فخطاب التيسير وخطاب الواقعية وخطاب الوسطية والاعتدال هذا الخطاب هو الذي يجد الآذان الصاغية والتقبل وهو الذي يمكن معه لهذه الجالية أن تظل موصولة بأصولها معتزة بشخصيتها العربية الإسلامية وفي المكان نفسه وهذا مهم جداً تعيش عصرها وتتفاعل ايجابياً مع واقعها، إن هذا الخطاب هو الذي يمكن من تجذير الوجود الإسلامي في أوروبا وجعله يؤتي ثمرته المرجوة أولاً في الحفاظ على الذاتية العربية الإسلامية، وثانياً جعل هذه الجالية تندمج في المجتمعات التي تعيش بينها وهذا الاندماج الايجابي يسفه دعاوي العنصريين الذين يراهنون على تهميش الجالية المسلمة بالاستناد إلى بعض التصرفات الطائشة والمعزولة والتي لاتمثل بأي حال من الأحوال الإسلام والمسلمين.
إن المسلمين في ديار الغرب يمثلون الواجهة الأمامية للمسلمين في زمن المعلومة السريعة زمن الانفجار الإعلامي.
ولكي يكون المسلمون في ديار الغرب سفراء الإسلام والمسلمين لابد لهم أن يستفيدوا من الفرص المتاحة لتقديم صورة صحيحة عن الإسلام والمسلمين ولن يتأتى لهم ذلك إلا متى كانوا على درجة عالية من الإخلاص والتجرد والبعد عن الاختلاف والتفرق، وهنا يأتي دور الدول الإسلامية والهيئات الإسلامية وعلماء الأمة إنه دور المساند والمسدّد والمرشد لمسار العمل الإسلامي الجاد والمثمر.
إن الجالية المسلمة المقيمة في ديار الغرب بمختلف أجيالها بامكانها أن تعوض للأمة الإسلامية مافاتها من فرص البذل والعطاء المتميز.
والعقول المسلمة والطاقات المسلمة وهذا ماتثبته بعض الحالات إذا ما أحسن توجيهها إلى أن أجل خدمة تسد للإسلام والأمة من قبل أفراد الجالية وأجيالها الصاعدة هو أن تتبوأ الصدارة في مختلف مجالات الابداع العلمي والتقني والفني مع الحفاظ على الشخصية والهوية إن في ذلك البرهان والدليل القاطع بأن الإسلام لايعيق معتنقه على الأخذ بالأسباب والرقي في ميادين التقدم المختلفة فالإسلام هو بحق دين صالح لكل زمان ومكان.
ولبلوغ هذه الغاية المحققة لمرضاة الله ومصلحة المسلمين العاجلة والآجلة فإن نقطة الانطلاق في هذا العمل الجاد هو نبذ الفرقة والاختلاف وتجنب التطرف والمغالاة والتخلق بخلق الرفق والسماحة والتزام الوسطية والاعتدال في التعامل بين أفراد الجالية الذين هم إخوة وأعضاء في الأمة والجسد الواحد الذي ينبغي أن يكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً.
* ما الدور الذي يمكن أن تقوم به ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الثقافية في خدمة الجالية المسلمة بديار الغرب؟
ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الإسلامية الثقافية التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء، هذه الملتقيات هي لبنة في هذا العمل الخيّر وهي فرصة لتبادل الرأي والتجربة وتنسيق الجهود بين مختلف الأطراف المتداخلة، وهذا حاصل اليوم على مستوى وزارة الشؤون الإسلامية ورابطة العالم الإسلامي والندوة العالمية للشباب ونرجو أن يتحقق أيضاً على مستوى بقية الدول والهيئات الإسلامية حتى نضمن التكامل في الجهود والطاقات وحتى توجه الامكانات البشرية والمادية وهي متوفرة - والحمد لله - إلى حيث الحاجة أن البداية طيبة ولاشك قرار معالي الشيخ/صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمتابعة توصيات هذه الملتقيات قرار موفق ومحقق بإذن الله لما نرجوه للمسلمين في الغرب في تأصل وتجذر في إسلامهم وتمسك به والقيام بدورهم في خدمة الدين والأمة وخدمة المجتمعات التي يقيمون بينها الخدمة الصحيحة البناءة والمشرفة للطرفين.
* كيف يمكن التصدي للحملات التي تشنها وسائل الإعلام في الغرب على الإسلام والمسلمين؟
إن المتابع هذه الأيام لما يصدر من مادة ثقافية وإعلامية في الصحف والمجلات والدوريات ومايبث من حصص إذاعية وتلفزيونية عن الإسلام والمسلمين بمختلف اللغات يجد مادة غزيرة في أغلبها وأكثرها التجني والتحامل على الإسلام والمسلمين يستند أصحابها على شبهات، بعضها قديم ومكرور حول المرأة وحقوق الإنسان والحريات والبعض الآخر يتخذ من بعض مايصدر عن أفراد أو جماعات تنسب إلى الإسلام ليوهم الرأي العام الغربي بأن الإسلام ليس إلا الإرهاب والتخلف والظلامية والاضطهاد والتعصب وتصرفات المسلمين وواقع المسلمين خير دليل !!
وأحببنا أو كرهنا فإن هذه الترهات والشبهات والأقاويل مالم يواكبها تصحيح عاجل وفي الأبان من قبل من هم على خبرة وبصيرة ومعرفة بعقلية الغرب فإن هذه الشبهات تترسخ والخوف من الإسلام والمسلمين يزداد.
ينبغي على المسلمين حكومات وهيئات وعلماء أن يتحركوا بما تهيأ اليوم من تطورات تقدم في وسائل الاتصال ويبقى دائماً التنسيق مطلوباً ومتأكداً حتى لاتهدر الطاقات والامكانات في أعمال مكرورة.
وأول عمل ينبغي القيام به في هذا المجال هو بعث نقاط رصد متقدمة لما يكتب ويبث عن الإسلام والمسلمين ثم إحالة كل ذلك على مختصين عارفين باللغات الأجنبية التي تكتب وتبث بها هذه المادة.
وشخصياً فإنني مشغول بهذا الأمر منذ سنوات وقد خاطبت في شأنه كل من لاقيته من القائمين على الهيئات الإسلامية وإني آمل التذكير بوجوب القيام بهذا العمل في أقرب وقت ولابد بإذن الله أن يقيض الله تبارك وتعالى لهذا العمل الجاد والهادف من يجعله واقعاً تستفيد منه الأمة وترد به الشبهات وتوضح به الحقائق وهو غير مكلف وآثاره الإيجابية سريعة عند غير المسلمين وحتى عند بعض المسلمين.
* كيف يمكن الرد العلمي على مايعد هذه الأيام من دراسات إسلامية تستهدف زعزعة الثوابت؟
أنا مشغول هذه الأيام بكم هائل وكبير جداً أصبح يصدر تباعاً عن بعض دور النشر في البلدان العربية والإسلامية وعن بعض الكليات والجامعات العربية والمتمثل في دراسات إسلامية ظاهرها الرحمة وباطنها من قبله العذاب تتخذ من المنهجية والبحث العلمي مظهراً وتهدف إلى زعزعة الثوابت والتشكيك في المسلمات إنها دراسات إسلامية تشكك في القرآن الكريم والسنة النبوية والسيرة الطاهرة والصحابة الكرام وأمهات المؤمنين واركان الإسلام وعقائده، كل ذلك باسم البحث العلمي والمنهجية والموضوعية وإعادة قراءة التاريخ، كانت هذه الدراسات تقدم في شكل اطروحات جامعية باشراف مستشرقين بمركز الدراسات الشرقية بالجامعات الغربية وبلغات أجنبية، واليوم أصبحت مثل هذه الأعمال تقدم في جامعات ومراكز بحوث البلاد العربية وتنشر باللغة العربية، وهذا الأمر يحتاج إلى تحرك علمي رصين يتوخى نفس المنهجية العلمية يتفرغ له المختصون من أبناء الأمة حتى يردوا على الشبهات وتخطئة النتائج التي انتهى إليها أولئك الباحثون المتغربون الذين يفصلون عن قصد ما يستبدلون به عن سياقه ولاسبيل إلى دحض شبههم إلا بالعودة إلى ماعادوا إليه من مصادر ومراجع وتبيين سوء النية.
وهذا العمل أيضاً أتمنى من الله تبارك وتعالى أن يقيض له من يقوم به من الهيئات الإسلامية ومراكز البحث وذلك قبل فوات الأوان وحتى لا تصبح أعمال هؤلاء مرجعاً ومستنداً أو معتمداً في غياب الدراسات الجادة الخالصة التي تنافح عن الإسلام وأصوله وثوابته ورجالاته.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved