أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 10th November,2000العدد:10270الطبعةالاولـيالجمعة 14 ,شعبان 1421

الاقتصادية

لماذا التزاحم,,,!؟
عايد عبدالرحمن العايد
من ينظر لواقع الصناعة السعودية وتاريخها القريب يجد أن المستثمرين والمصنعين ما زالت لديهم نظرة قاصرة وتنقصهم الجرأة في تحديد النشاط الصناعي الذي يرغبون الاستثمار فيه, وشاهدنا في ذلك صناعة البلاستيك التي تدافع رجال الأعمال للاستثمار فيها وتزاحموا عليها كثيرا واشتدت بينهم المنافسة للظفر بكعكة البلاستيك، ولما احترقت أصابعهم في ذلك توجهوا الى صناعة الورق وبدأنا نشتم رائحة الأصابع أيضا تنفذ من شباك قطار التنافس المحموم الذي مر على كل محطات الاستثمار الصناعي وسقط منه من سقط وبقي من بقي.
وفي هذا السياق نرى أن كل رجل أعمال أو مستثمر لديه رغبة في طرق أبواب الصناعة عليه أن يتأنى جيدا ويأخذ الوقت الكافي في دراسة المشروع الذي هو بصدده، واذا انتهى في دراسته الى امكانية نجاح مشروعه لا يتوجب عليه بعد ذلك الوقوف بنفسه على واقع تلك الصناعة والمصانع القائمة فيها من حيث المردود الاقتصادي والمستوى التقني والمزايا والعيوب,, والانطلاق من آخر نقطة وصلت اليها التقنية العالمية في ذاك المجال الذي اختار.
صحيح ان الدراسة في واقع الأمر قد تأخذ وقتا وجهدا أطول ولكنها تظل أمرا ضروريا وهاما وملحا تقتضيها مصلحة المشروع من خلال توفير البيئة والظروف الملائمة لانجاحه أو التوجه نحو الاستثمار في مجال آخر تتوافر فيه الجدوى الاقتصادية، مما يساهم في نجاح المشروع أو يدل على استثمارات أخرى يمكن أن يتحقق فيها نجاح أفضل.
كما أن الجرأة مطلوب توافرها عند كل المصنعين ولكن بمقدار ملائم خاصة في المجتمع السعودي، لأن صاحب النظرة القاصرة ومن يستعجل الربح قد يتجه للاستثمار في العقار مثلا بينما المردود الايجابي لأي استثمار صناعي يحتاج نفسا طويلا وهو الاتجاه السليم والسبيل الأنسب لادراك النجاح على المدى البعيد وهو هنا كبناء الأطفال الذين لا يمكن أن يصبحوا رجالا فاعلين الا بعد الصبر عليهم والتضحية لأجلهم وحسن تربيتهم.
ومع دعوتنا للاستثمار في مجال الصناعة بالازدهار والتطور أكثر، الا ان المتتبع للوضع الراهن يلاحظ التزاحم الشديد على الفرص المتاحة الأمر الذي أفضى الى تدمير أغلبها وفشل المنافسين الجدد حتى شاع وسط الصناعيين تسمية سنوات ما قبل التزاحم بسنوات العز والسنوات التي أشتد فيها التزاحم بالسنوات الميتة وهم يلومون هنا الأسواق والقوة الشرائية.
ولنسال أنفسنا سؤالا,, ماذا نستفيد اذا طرح في الأسواق عشرة أصناف من بضاعة واحدة وأي صنف منها يكفي حاجة السوق,, أليس الأجدى أن توزع سبع فرص منها على استثمارات جديدة تغطي احتياجات السوق المحلي وتترك فرصة التنافس للثلاثة الأخرى لأجل المحافظة على الجودة، ومن المعروف ان تنويع النشاطات الاستثمارية يوسع من القاعدة الانتاجية ويتيح توفر منتجات وسلع جديدة تطرح لأول مرة تلبي تباين وتعدد رغبات المستهلكين ويزيد من المنتجات السعودية وبذلك نضمن التوزيع الجيد لرؤوس الأموال واستمرار دوران المصانع بما يضمن الدعم المباشر للاقتصاد الوطني ونمو السوق السعودي.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved