| مقـالات
مازلنا نستفيد من التجارب التي تمر بنا حيث ان الاحتكاك والبلورة تتيح لنا مظاهر كنا نتجاهلها او لا نعني دورها في الاجهزة الإعلامية, فنحن مثلاً نعرف بأن الصهيونية تسيطر على اجهزة الاعلام في الكثير من الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية ومع ذلك فان رجال الاعلام لم يتبادر إلى اذهانهم الدخول في هذا المعترك وتوظيف قدراتهم المالية والفنية فيها مع ان الدول العربية قاطبة تعتمد على وكالات الأنباء في تغطية الاحداث في العالم رغم ان الكثير منها يناله التشويه من الآخرين وعلى رأسها الصهيونية وبعد بما يخدم الاهداف البعيدة والقريبة لتلك الدول دون ان يكون لنا ناقة او جمل في تلك التوجهات, ولسوء الحظ فان دولاً اسلامية كثيرة تطالها تلك الاهداف والنوايا السيئة فلا نستطيع نحن بقدرتنا المحسوسة ان نفعل شيئاً لها مما يعطي الانطباع لدى شعوبها ليس استسلامنا أو ضعفنا فحسب وانما بتأثير تلك الصور المشوهة خاصة حينما يتعلق الأمر بسمعتنا والطعن بعقيدتنا الاسلامية مما يجعل هجمات بعثات التنصير تلقى اذناً صاغية لأن الاسلام هو السياج الذي يحول دون تسرب دعاوي تلك البعثات ويكشف زيفها وألاعيبها وهذا اخطر اسلحة وسائل الاعلام والتي تنطق باسم كل ما يحارب العرب والمسلمين والاّ من يصدق بأن امريكا تطلب من مجلس الأمن إدانة اطفال الحجارة والسلطة الفلسطينية التي دفع الشعب الفلسطيني فيها ضحايا بلغت مائتي شهيد والآلاف من الجرحى بسلاح العدو الصهيوني الغاصب؟ هل هناك ما هو أكثر سخرية وعجرفة من هذه المقولة/ القاتل المعتدي يصبح ضحية القتيل الشهيد؟ أي منطق هذا لا تخجل من ترديده دولة عظمى مثل امريكا, انهم يتجاهلون في اجهزة الاعلام الذين يسقطون كل يوم برصاص الصهاينة الاشرار ويركزون جهودهم على رجل اصيب بلمسة حجر صغير في اصبعه فتألم قليلا منه, هذا هو الاعلام الشيطاني الصهيوني الذين ينبغي ان نتصدى له ونكشف زيفه وانحداره إلى مستنقع الأكاذيب, جعلوا الصهيوني الذي يطلق الرصاص من بندقية يحمل علم السلام ويصافح العربي لا يطعنه من الخلف كما يحدث فعلاً، هذا هو منطق الاعلام الغربي الصهيوني الذي آن لنا أن نتصدى لأكاذيبه ولدينا وسيلة فعالة تساعدنا في هذا الاتجاه المطلوب انهم الجماعات المتعاطفة مع حقنا المشروع والجاليات العربية في الدول الغربية التي بدأت تنظم صفوفها واصبح لها كيان ونشاط ملموس في السنوات الأخيرة استطاع ان يؤثر ويضم عناصر من مواطني تلك الدول، لذا فانها تحتاج الى دعم من جهات الاختصاص في الدول العربية لا سيما في السلطة الفلسطينية التي مازالت بعيدة عن مستوى مقارعة الدعاية اليهودية القريبة منها ولم تستفد حتى من وسائلها لتسعى لتنفيذها وفضح اكاذيبها, ان مثل هذا الواقع الأليم يدعونا الى التحرك في هذه المرحلة بالذات التي يتعاظم فيها تأثير الاعلام الصهيوني وشراسته وطمس الحقائق التي تدينها وتحويلها الى عناصر تخدم اغراضه في حربنا معه, ان سيطرة اللوبي الصهيوني على وسائل الاعلام ليست كلمة عابرة تقال انما هي سلاح يطعن جميع تضحياتنا وما نبذله من دماء.
فمتى نفيق يا ترى ونحن على اعتاب القرن الواحد والعشرين؟ هل سنستمر على هذا المنوال ام نبادر عربيا الى ايجاد وكالة أنباء عالمية يكون لها مراسلون أكفاء وقدرات في كافة انحاء العالم تتابع باخلاص ما يخدم اهداف الأمة العربية, لان الإسلام والعروبة في خطر لا ينبغي ان نتجاهله في هذه المرحلة من صراعنا مع العدو والذي هو ليس الصهيونية فحسب وانما وسائل اعلام دول كبيرة تطعننا من الخلف بكل صلافة وعجرفة.
للمراسلة ص,ب: 6324 الرياض 11441
|
|
|
|
|