| ملحق التعمير
يبدو التحدي المستمر أمام صناعة القرار في مدينة كالرياض,, هو ذلك النمو الذي يفوق التوقعات المرصودة في المجال السكاني.
فالرياض مدينة لاهثة نحو التوسع لتلبية رغبات متنامية في جميع أنواع الخدمات ,, يحثها على ذلك الانجذاب الكبير الذي تشهده من واقع الهجرة من الريف إلى المدينة، والتوسع المستمر في المجالات الصناعية والخدمية والتي تستقطب المزيد من العمالة سواء أكانت وطنية أم أجنبية، يضاف إلى ذلك معدلات المواليد التي ترتفع في مناخات الاستقرار وتوافر الأمن المعيشي والصحي,, وغير ذلك من عوامل الجذب والحفز على زيادة الإقبال في مجالات العمل والسكن والاستثمار,, الخ.
لذلك، فإن حركة المواكبة للحاجات المتوقعة لساكني الرياض لا تهدأ، ولا يجب أن تهدأ ,,لاستيعاب تلك الحاجات، سواء في شكلها المرصود إحصائياً أو في شكلها الذي قد يتجاوز مساحة الرصد عبر الأقنية المختلفة.
ولعل مركز التعمير الذي ينضم الآن -بحول الله- إلى منظومة العمل التنموي الشامل الذي ينتظم العاصمة الرياض، بل وينتظم كل المواقع على امتداد مساحات الوطن,, هذا المركز هو بعض من ملحمة الإنجاز التي تستشرف حاجات الإنسان في العاصمة,,وحاجات الموقع لتلبية الطموحات فيه، وحاجات حركة النماء والازدهار والتي لا يمكن أن تنتظم إلا بتوافر ظرف مكاني لائق بتلك الحركة.
ويكمن سر النجاح لهذا الإنجاز الطموح في توفر عنصر مهم لم يغب طوال مراحل المشروع، منذ بزوغ الفكرة,, وإلى تحول الحلم إلى واقع ,, ذلك العنصر هو الإرادة .
لقد توفرت الإرادة لدى كل من شارك في إقامة مركز التعمير,, وتمثلت أروع الصور لتلك الإرادة في الوقفة الداعمة والواثقة من بلوغ آفاق النجاح,, حيث كان صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز هو المصدر الأول للإرادة الصلدة.
ولعلنا لا نكشف سراً حين نقول إن صعوبات العمل والمشكلات التي تستجد من واقع الممارسة قد تكون -أحياناً- من الجسامة بما قد يؤثر على الهمم,, ويحبط الحماسة ,, لكننا كنا -وللحق- نستمد الضياء كلما ادلهمت الأمور من قلب اعتاد على تذويب كل الصعاب,, ومن فكر ثاقب قادر على معالجة التعقيدات بعبقرية وسلاسة وحكمة.
إن إنجازنا لمركز التعمير كان وراءه الأمير سلمان,, قلباً مضيئاً وفكراً نيراً,, ودعماً سخياً ,, وإرادة قوية تشعل الحماسة في الآخرين,,وتدفع القوة في نفوسهم لتحقيق الأهداف دونما وهن أو تراخ.
إننا نعيش الآن يوم الحصاد,, فمركز التعمير بوحداته التي تضم أكثر من ثلاثة آلاف مفردة معمارية، تتوزع ما بين أسواق احتفالية ومطاعم ومكاتب ووحدات سكنية وأركان وملاعب للأطفال ومواقف للسيارات، ها هو اليوم يتجسم أمام ناظرينا ,, بعد ملحمة لم تكن طرقها معبدة,, أو دروبها سالكة,, امتدت عبر نزع ملكية أكثر من 800 عقار بتكلفة بلغت 400مليون ريال، وتوفير إنفاق مالي بلغ -أيضاً- أكثر من 400 مليون ريال، لتتحول المنطقة برمتها إلى أنموذج للإرادة التي تحيل المستحيل واقعاً، وتجعل مما تحقق تجربة فريدة تكسبنا المزيد من الخبرة والثقة في تنفيذ المشاريع الطموحة ,, بل وتدعم الثقة في الآخرين ليحذوا حذونا,, صبراً ,, ومثابرة و -قبل ذلك- إرادة لا تستكين لأجل تحقيق الطموحات ,, في مسيرة نماء لا تعرف غير الركض المستمر في دورب التقدم والازدهار.
شكراً لقيادتنا الحكيمة التي يقف على رأسها خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- قائد ركب النماء والتطور، وشكراً لساعده الأيمن صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز والذي أبى إلا أن يرعى التتويج للجهد بين أبنائه ومواطنيه ,, وشكراً لكل من قدم دعماً مادياً أو فكرياً للمشروع حتى أصبح واقعاً ,, وشكراً لكل قطرة عرق انسكبت في أرض الموقع لتسقي بذرة الإنجاز الباهر,, وإلى مزيد من دروب العمل والنماء.
أمين مدينة الرياض
|
|
|
|
|