| الفنيــة
من الركائز الأساسية التي تقوم عليها العملية الابداعية هي الحرية والانعتاق من كل القيود والاحتكارات التي تحد من أفق الابداع وتخبي جذوته وتساهم في تحويله الى شيء تقليدي لا يحمل أي اضافة أو تجديد, ومن ذلك ما تقوم به شركات الانتاج والتوزيع الفني من احتكار للمطربين.
فالمطرب الصاعد يلجأ الى هذا القيد لاسباب تصب في صلب تقنية العمل الفني والابداعي المعقدة اجرائيا والمكلفة ماديا حتى تقوم الشركات بتسهيل الأمور أمامه ولكنها في الوقت نفسه تكبله بأغلال عديدة وتفرض عليه ارادتها في كل شيء مما يفقده حق الاختيار فيما يناسبه ويوافق احساسه وهو أمر يشكل اعاقة كبيرة لحرية المطرب وابداعه نتكلم عن المطربين الذين لديهم بوادر ابداع ومن ذلك أيضا الالزام والرباط الذي تقيد به كثير من المطربين في اصدار ألبومات غنائية سنويا وهي مسألة خطيرة لأن المطرب هنا يلتزم بوقت معين فإذا تمكن من خلاله ايجاد الأغاني الجيدة والمتكاملة العناصر فكان بها وان لم يجد فانه أيضا سيصدر الألبوم ولن يتوقف لأنه مقيد بالالتزام يجبره على ذلك، وهذا هو الشائع الآن فكثير منهم يطالعوننا سنويا بألبومات تحتوي على أغانٍ عديدة لا يتسنى النجاح إلا لواحدة أو اثنتين، أما البقية فهي للحشو وملء الفراغ وتعكير أسماع الناس.
فإذا كان الطرب ابداعا وهو كذلك واذا كان المغنون مبدعين وهم ليسوا كذلك إلا ما ندر فيجب الابتعاد عن كل ما من شأنه تضييق الخناق على الابداع والمبدعين.
|
|
|
|
|