نتابع اليوم معاً حكاية الزوجين في ذلك الشتاء البعيد في اليوم التالي تكررت الحادثة ذاتها,.
وفي اليوم الثالث انتقلا إلى غرفة أخرى ظناً منهما أن كائنات غريبة تشاركهما السكن في غرفة نومهما,, وبمعنى أوضح أن الجن بسم الله الرحمن الرحيم يشاركونهما,, بل يترصدون لهما,, إلا أن الأمر تكرر مرة أخرى,, شعور بالضيق والاختناق الشديد واستيقاظ في منتصف الليل,.
وتكررت الحادثة أيضاً بالتفاصيل ذاتها في غرفة ثالثة,, إذاً هناك مشكلة ولا بد من حل!
اشتدت حيرتهما وخوفهما وذهبا إلى شيخ طلباً للرقية ولم تتحسن الأمور,, حتى أشار عليهما أحد معارفهما بألا يوقدا النار في غرفة نومهما,, كان ذلك مجرد اقتراح عابر ولم يدر بخلد أيّ منهم,, لا الرجل ولا الزوجين بأن الغاز المنبعث من موقد الفحم هو السبب,,!!
وكان العريسان قد قررا ترك المنزل بلا عودة فلا حياة لهما في منزل مسكون بالجن! إلا أنهما رأيا البدء بتنفيذ ذلك الاقتراح وهو عدم إشعال موقد الفحم,, والذي يبدو لي من سياق هذه الأحداث,, هو أن الرجل فكّر بأن الجن يعانون البرد هم أيضاً ويتهافتون حالما يشتعل الجمر بحثاً عن الدفء !
ويا للمفاجأة السعيدة!! توقف إحساس الرجل وزوجته بالاختناق وأصبحا ينامان قريرا العين,, عندها فقط اكتشفا أن السبب من الفحم وليس من الجن كما كانا يتوهمان!! ولهذه الحكاية الواقعية مغزى هام، إذ ترينا إلى أي مدى نكون واهمين أحياناً ونتخيل أسباباً غير موجودة لكننا على استعداد مسبق لتصديق أي شيء وإن لم يكن واقعياً,,, ناهيك عن ان البعض يتشبث الى حد بعيد بعالم الماورائيات,, رغم إيماننا بالطبع بوجود الجن والتي هي إحدى مخلوقات الله التي أقرّها وأكدها القرآن الكريم والأحاديث النبوية بما لا يدع مجالاً للشك.
*****************
لَم يطل ليلي ولكن لم أنَم ونفى عنّي الكرى طيفٌ أَلَم وإذا قُلت لها جودي لنا خرجت بالصَّمت عن لا ونَعم نفِّسي ياعَبدُ عنِّي واعلمي أنني ياعَبدُ من لحمِ وَدَم |
هذه الأبيات قالها يوماً بشّار بن برد,.
وتمر بك أنت لحظات غريبة تشعر فيها بأن ما يحتل أعماقك يفوق صرخة ذلك الشاعر عبر هذه الكلمات لكنك لا تدري لمن تقولها,, لنفسك,, أم للكتابة,.
أم للعالم أجمع؟!
بريد إلكتروني: Fowzj@hot mail. com
|